احتدم التنافس في الأمتار الأخيرة للدوري المغربي، إذ يتنافس الجيش الملكي المتصدر والوداد الرياضي الوصيف على لقب البطولة الاحترافية وذلك مع اقتراب نهاية الموسم الرياضي الحالي، في انتظار ما ستسفر عنه المباريات المتبقية. الرباط - حضرت الأندية الثلاثة الأولى بالمغرب في المشهد الختامي للدوري، وهي الوداد والجيش والرجاء، وذلك في واحدة من المفارقات الغريبة، والتي تكررت 3 مرات خلال الألفية الحالية في سياقات مختلفة. ويحضر هذه المرة سيناريو مثير جدا يتمثل في مصير الدرع، والذي يقترب بشدة من الجيش الملكي المتصدر، إذ يكفيه الانتصار في مواجهة الكلاسيكو المقبل أمام الرجاء ليتوج بطلا للمغرب للمرة 13 في تاريخه، دون انتظار نتيجة الجولة الأخيرة، ودون النظر إلى نتيجة مباراة مطارده الوداد الذي سيلعب على ملعبه أمام السوالم. وتكمن المفارقة الغريبة في أن الوداد سينتظر هدية الموسم كي يحافظ على فرصه في الإبقاء على الدرع بخزانته للموسم الثالث تواليا من غريمه التقليدي الرجاء الذي سيكون في ضيافة الجيش بالرباط يوم الثلاثاء المقبل في مباراة قوية. ويمني الوداد النفس بأن ينجح غريمه في تعطيل الجيش الملكي ولو بالتعادل، لتكون الجولة الأخيرة هي الفيصل في صراعه مع الأخير على الدرع، وأن يتفادى الهزيمة التي ستعلن الجيش بطلا. ويبقى الرجاء هنا بين نارين، بين مطرقة الهزيمة التي ستمنح الجيش الدرع وبالتالي سيتجاوزه الأخير على مستوى عدد ألقاب الدوري بـ13 لقبا مقابل 12 للرجاء، وبين خدمة غريمه ومنحه هدية التتويج الثالث تواليا واللقب الـ23 ليوسع فارق البطولات معه. وسيكون في بال الرجاء أيضا احتلال الصف الرابع الذي يبتعد عنه بنقطة واحدة، والذي قد يضمن له مشاركة أفريقية الموسم المقبل سينقذ بها موسمه الصفري. وسبق للجيش أن حرم الرجاء مرتين في آخر جولات الدوري من اللقب، واحد توج به والآخر أهداه للوداد، بينما حرم الرجاء الجيش مرة واحدة من الدرع في آخر جولة 2004، وهي مؤشرات تشعل هذا الكلاسيكو بين الناديين. تاريخ النهاية الرجاء سيكون في باله أيضا احتلال الصف الرابع الذي يبتعد عنه بنقطة واحدة، والذي قد يضمن له مشاركة أفريقية الرجاء سيكون في باله أيضا احتلال الصف الرابع الذي يبتعد عنه بنقطة واحدة، والذي قد يضمن له مشاركة أفريقية تقرر إنهاء الدوري المغربي قبل عطلة عيد الأضحى المبارك لحسم الصراع الدائر بين المتصدر الجيش الملكي ووصيفه الوداد. وبعد 28 جولة يتصدر الجيش الملكي ترتيب المسابقة برصيد 63 نقطة ويليه الوداد بثلاث نقاط أقل. وستلعب الجولتان قبل الأخيرة (29) والأخيرة (30) يومي الثلاثاء والجمعة المقبلين على الترتيب. وجاء القرار لإفساح المجال أمام استضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاما التي يحتضنها المغرب بداية من يوم 24 يونيو الجاري على ملعبي مولاي عبدالله في الرباط وطنجة الكبير. وفي الجولة 29 سيستقبل الجيش الملكي خصمه الرجاء في كلاسيكو قوي، وبعدها سيحتضن ملعب مولاي عبدالله افتتاح نهائيات الكان تحت 23 عاما المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024. ولأول مرة منذ فترة طويلة تقام آخر 3 جولات من الدوري في غضون 9 أيام، مع حرص الرابطة الاحترافية على أن تلعب مباريات كل جولة في توقيت واحد ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص. وفي سياق آخر أعرب جمال السلامي مدرب الفتح الرباطي عن سعادته بإنجاز الفريق في الدوري المغربي، بعدما ضمن احتلال المركز الثالث المؤهل للمشاركة في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية الموسم المقبل. وقال السلامي في تصريح صحفي “فخورون بما حققناه هذا الموسم، وعززنا ذلك بالفوز الأخير على شباب المحمدية في الدوري”. وأضاف “الموسم لم ينته بعد، تنتظرنا مباراة في نصف نهائي كأس العرش، كما نفكر في الاستعداد من الآن للمشاركة في الكونفدرالية”. وزاد “سيكون لي اجتماع مع المسؤولين الأسبوع المقبل من أجل وضع تصور للموسم المقبل، وستكون هناك مجموعة من الأمور لنناقشها، خاصة أن عقود بعض اللاعبين ستنتهي هذا الموسم”. وختم “سأشرك اللاعبين الأساسيين في المباراة المقبلة الثلاثاء، بينما سأريحهم في الجولة الأخيرة، من أجل إعدادهم لمباراة نصف نهائي الكأس”. وفي جانب آخر وضع نادي الدفاع الجديدي نفسه في ورطة شديدة، لم يكن أشد المتشائمين يتصورها، بعد أن واصل الانحدار من المركز السابع إلى الأخير، قبل جولتين من نهاية الدوري المغربي. ويحتل الجديدي حاليا المركز الأخير برصيد 24 نقطة، ويحتاج إلى الفوز في آخر مباراتين، مع انتظار تعثر خصومه في صراع الهبوط (اتحاد طنجة وأولمبيك خريبكة ومولودية وجدة والاتحاد التطواني). وتعد مهمة الدفاع شبه مستحيلة، حيث فشل الفريق في تحقيق أي فوز خلال 8 أشهر سابقة، علما بأنه سيستضيف نهضة بركان ويخرج لملاقاة الرجاء بالدار البيضاء، ويطمح الفريقان إلى إنهاء الدوري في مركز يمنحهما المشاركة الإفريقية. تحقيق الحلم جاهزية تامة جاهزية تامة ولم ينتصر الجديدي خلال آخر 16 مباراة متتالية بالدوري، 8 منها على ملعبه، ليصبح صاحب أضعف خط دفاع، والوحيد الذي استقبل أكثر من 40 هدفا. ورغم إقدام إدارة النادي على استبدال المدرب التونسي الأسعد الشابي بالمغربي عبدالرحيم طاليب، لكن جماهير الجديدي ما زالت تحلم بمعجزة في الجولتين الأخيرتين. اقترب حمزة هنوري مهاجم الفتح من تحقيق حلمه الكبير بالتتويج بلقب هداف الدوري المغربي. وسجل هنوري 11 هدفا هذا الموسم بالدوري، وأصبح على بعد هدف من السنغالي سامبو جونيور مهاجم الوداد، مستفيدا من توقف عداد الأخير وصيامه عن الأهداف في آخر 3 مباريات بالمسابقة. وحال تفوق مهاجم الفتح على جونيور، سيجمع هنوري بين لقبي هداف الدوري الثاني الموسم الماضي والدوري الاحترافي هذا الموسم. إلا أن صراع الهدافين بين هنوري وسامبو يعكس رقما سلبيا في الدوري المغربي للموسم الحالي، ويذكر بأضعف حصيلة توج بها لاعب سابق هدافا للمسابقة وتعود إلى موسم 2016. وحينها توج المهدي النغمي لاعب الجيش الملكي بهذا السباق بـ12 هدفا، وبعدها تقلب الرقم بين 17 و19 هدفا وكانت حصة الأسد من طرف نجوم الوداد الذين احتكروا اللقب خلال آخر النسخ على رأسهم الليبيري ويليام جيبور وأيوب الكعبي والكونغولي جاي مبينزا. وسيكون جونيور وحمزة هنوري مطالبين بتسجيل المزيد من الأهداف لتفادي تكرار الرقم السلبي.
مشاركة :