استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ اليوم الاثنين توجيه دعوة رسمية لأوكرانيا للانضمام للحلف قبل قمته المقبلة المقرر إقامتها بالعاصمة الليتوانية (فيلنيوس) الشهر القادم. وأكد شتولتنبرغ في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس عقب اجتماعهما في برلين أن الحلف "لن يناقش في قمته المقبلة ولا يناقش أثناء التحضيرات لهذه القمة قضية تقديم دعوة رسمية لأوكرانيا من أجل الانضمام للحلف". واكتفى شتولتنبرغ بالقول في هذا الشأن إن ما يناقشه الحلف الأطلسي في الوقت الراهن هو "كيفية تقريب أوكرانيا من (ناتو)". وذكر أنه لا يستطيع الآن التنبؤ بمخرجات القمة مؤكدا في الوقت ذاته أن هذه القضية ليست على أجندة مناقشات الحلف الأطلسي علما أن الدول الأعضاء في (ناتو) متفقة على "نقاط كثيرة" بخصوص انضمام أوكرانيا لا سيما بخصوص ضرورة بقاء الباب مفتوحا أمام حكومة كييف. وأكد شتولتنبرغ أن روسيا ليست هي من تقرر متى سيتم توجيه دعوة لأوكرانيا بل الحلف نفسه وحكومة كييف مؤكدا أن أهم شيء في الوقت الراهن هو بقاء أوكرانيا دولة مستقلة الأمر الذي يجعله متأكدا من أن الدول الأعضاء في الحلف ستواصل تقديم الدعم اللازم لكييف. وبخصوص الهجوم المضاد الذي تنفذه كييف من استعادة السيطرة على الأراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها قال شتولتنبرغ إن هذا الهجوم يمثل "أساسا قويا" للتفاوض مع روسيا مضيفا أنه "كلما كانت القوات الأوكرانية قادرة على تحرير مزيد من أراضيها كلما ساهم ذلك في تقوية موقفها على طاولة المفاوضات". من جانبه أعرب شولتس في المؤتمر الصحفي ذاته عن أمله في انتهاء الحرب الأوكرانية قائلا إن ألمانيا تريد أن تنتهي هذه الحرب بسلام عادل لا يؤدي تجميد الصراع أو بسلام تمليه روسيا "الأمر الذي سنعتبره غير مقبول". وجدد شولتس موقف حكومته الداعم لأوكرانيا قائلا إن الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي ستواصل تقديم الدعم لأوكرانيا "حتى تكون قادرة على الدفاع عن نفسها" بحسب معايير الأمم المتحدة وقوانينها. وكان الأمين العام للحلف الأطلسي قد وصل اليوم إلى برلين للقاء المستشار الألماني والاطلاع عن كثب على المناورات والتدريبات العسكرية (إي ديفندر 2023) التي يجريها الحلف في ألمانيا حاليا. وبدأت المناورات في 12 يونيو الجاري في ثلاث مناطق في شمال شرق ألمانيا وأجواء بحر البلطيق وشمال غرب ألمانيا وأجواء بحر الشمال وفي جنوب غرب البلاد وتستمر حتى 23 يونيو الجاري بمشاركة 25 دولة أبرزها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.