مفتاح صفقات مينديش - (5) كذا كذا كذا

  • 2/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يتشارك تياجو مينديش وجورجي مينديش ما هو أكثر من اللقب، فعلاقة لاعب أتليتكو مدريد الحالي مع وكيل اللاعبين البرتغالي عميقة ولها جذور قديمة للغاية، فكلاهما لعب لفيانينسي، بل و أن تياجو سبق وذهب أكثر من مرة لنادي الفيديو الذي كان يمتلكه مينديش دون إدراك أن الأخير سيصبح مستقبلا وكيله. لم يتعرف تياجو على مينديش إلا وعمره 21 عاما بعد فترة متخبطة كاد يبتعد فيها عن الكرة، حيث بدأ مسيرته مع اللعبة وهو في الثامنة ولكنه ترك فريقه وهو في عمر الـ13 حيث كان أغلب أصحابه يلعبون كرة اليد. يقول تياجو حول هذه الفترة:كنت حزينا في فريق مدينتي، لم أجد أصدقائي حولي، كانوا يلعبون كرة اليد، لذا ذهبت ولعبتها معهم. لم يستمر هذا الحال سوى عامين حتى عاد تياجو لرشده وقرر العودة لكرة القدم ليلعب في صفوف أنكورا برايا الذي تألق فيه ليلفت انتباه مسئولي سبورتينج براجا الذين تعاقدوا معه. في 1991 أصبح تياجو لاعبا في الفريق الأول وبمرور الوقت أصبح لاعبا أساسيا ثم أدرك وهو في الحادية والعشرين من عمره أن وقته مع سبورتينج براجا انتهى ليوقع مع بنفيكا دون أي وكيل أو ممثل، ولكنه أثناء تواجده في النادي تعرف على مينديش بالصدفة. يقول تياجو:كان انطباعي عنه جيدا للغاية، لهذا اتصلت به وطلبت منه أن يكون وكيلي. لم يخبرني أبدا بأنه سيجعلني ألعب لأكبر الفرق. قال لي إذا فعلت ما علي بأفضل شكل فإن هذا سيسهل الأمور كثيرا عليه بالنسبة لتحقيق طموحاتي. لعب تياجو لمدة موسمين في بنفيكا ولكن تطوره كان استثنائيا، فعلى الرغم من كونه لاعب وسط مدافع إلا أنه سجل 26 هدفا، حيث شهد عام 2004 استدعاءه للمنتخب بعد المستوى العظيم الذي قدمه. مورينيو في نفس التوقيت كانت مفاوضات التمديد مع بنفيكا جارية ولكن النادي لم يكن يرغب في الإذعان لطلبات تياجو، لذا أخبر الأخير مينديش بأن وقت الرحيل قد حان، ولم يمر وقت طويل حتى رد عليه جورجي بأن ينتظر مكالمة من جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي. يقص تياجو مورينيو سألني إذا ما كنت أرغب في الذهاب لتشيلسي معه ولم أتردد في الموافقة. كانت الأمور هكذا ببساطة. لم يكن لدي شيئا وفجأة يأتي اتصالا من مورينيو لأحزم أمتعتي للندن. استمرت مغامرة الدوري الإنجليزي موسما واحدا فاز فيه تياجو بثلاثة ألقاب حيث كان لاعبا هاما في الفريق ولكن وصول مايكل إيسيان عجل برحيله عن الـبلوز نحو ليون الفرنسي ليعترف بعدها مورينيو بأنه أخطأ في التخلي عنه. مغامرات مشتركة يقص تياجو أن تتواجد مع جورجي يعني أن تضحك طوال الوقت. أتذكر أنه حينما رحلت عن تشيلسي وذهبت للتوقيع لليون، أخذنا الطائرة حتى نيس ومن هناك كان يجب أن نصل لموناكو. خرجنا من المطار وتوجهت نحو موقف سيارات الأجرة ولكن فجأة شاهدته يذهب في اتجاه آخر، نحو المروحيات، وسألته إلى أين نذهب! فأجاب سنطير بالمروحية وسنصل في 20 دقيقة، أصبت بالذهول وزاد هذا الذهول حينما صعدت للمروحية لأول مرة في حياتي وظللت أتلفت حولي مثل الطفل طوال الرحلة. دعا مينديش تياجو لحضور نهائي كأس السوبر الأوروبي بين مانشستر يونايتد وزينيت في موناكو حيث يقص اللاعب جلست مع جورجي في المقصورة الرئيسية. كنت أتواجد هناك بجانب كل تلك الشخصيات الهامة ولم أصدق نفسي، بعد المباراة دعا رامون أبراموفيتش (مالك تشيلسي) جورجي لحفل، ولكن أنا بالطبع لم أذهب معه، والسبب معروف، أما بالنسبة له فالحفل لم يكن من أجل المتعة، كان بكل شيء يذهب لإنهاء عمل ما. أتليتكو في 2010 حينما قرر تياجو الاعتزال دوليا من المنتخب كان مينديش أول من عارضه بجانب عائلته ولكن اللاعب كان مصمما على رأيه بحجة أنه كان يرغب في ترك مساحة لمن هم أصغر سنا، على الرغم من أنه كان لا يزال شابا (29 عاما)، وحينما قرر العودة في 2014 كان مينديش أول من دعمه. كان تياجو لاعبا في يوفنتوس حينما تمكن من الخروج معارا قبل مونديال 2010 بجنوب أفريقيا لأتليتكو مدريد. تلك الشهور الستة التي قضاها هناك جعلته يطلب شيئا واحدا من مينديش اجعلني استمر هناك، وحقق جورجى للاعب رغبته بإعارة جديدة، وفي نهاية موسم 2010-2011 قرر تياجو فسخ تعاقده مع السيدة العجوز لينضم لأتليتكو بشكل نهائي. يقول اللاعب:هناك شخصان في العالم لا يمكنني نسيان ما فعلاه معي، مينديش الذي أدين له كثيرا. كان عنصرا هاما في حياتي. حينما وقعت لأول مرة مع جورجي أخبرني بأنه سيساعد والدي وبالفعل عينه في شركته. كان والد تياجو لاعب كرة قدم ولكنه في تلك اللحظة لم يكن لديه أي عمل ويعاني من البطالة، لذا يضيف اللاعب إنه دين أبدي معه ولن أستطيع سداده لأن والدي كان يحتاج هذا العمل. الآن لا يعمل والدي معه وليس بسب قرار من جورجي ولكن لأن والدي استقال. لقد أبهرني حينما عين والدي مساعدا والدي وجعله يعينه في اكتشاف المواهب ويشاهد كرة القدم التي يحبها. بالنسبة للشخص الآخر الذي يكن له مينديش نفس المعزة، فهو مدربه الحالي في أتليتكو مدريد دييجو سيميوني لذا فكان من الطبيعي أن يكرر نفس ما قاله سابقا بخصوصه إذا ما أمرنا بأن نلقي أنفسنا من فوق جسر فسوف نفعل هذا. من ضمن اللحظات المشتركة التي تجمع تياجو ومينديش وغيرهم من اللاعبين الذين يمثلهم الأخير، نهائي دوري الأبطال عام 2014 بين ريال مدريد وأتليتكو مدريد، الذي فاز فيه الأول بأربعة أهداف لواحد في الوقت الإضافي بعد تعادل سيرخيو راموس القاتل في الوقت بدل الضائع. الفائز دائما يقول تياجو إن الوحيد الذي كان سيخرج فائزا من المباراة أيا كانت نتيجتها هو مينديش لأنه يمثل لاعبين في كلا الفريقين، كريستيانو رونالدو على سبيل المثال في ريال مدريد، وتياجو ودييجو كوستا وميراندا في أتليتكو. خلال الحديث عن ذكريات تياجو ما بعد هذه المباراة كان دييجو كوستا حاضرا حيث قال: كان سعيدا، ابنه كان يلعب على الجانب الآخر، كريستيانو، لقد أزال ثقلا من على كتفه، كان يرغب في الفوز بالعاشرة. يضيف تياجو من جانبه مينديش كان الفائز مهما حدث. سأقول أنه يعاملنا جميعا بنفس الشكل. ليس لديه تفضيلات، ولكن الكل يعلم أنه يحب كريستيانو جدا. جميعنا نعرف أن كريستيانو هو ابنه الكروي. ولحسن حظ كريستيانو أن لديه والد مثل مينديش. قصة مينديش ونهائي 2014 لا تصدق لأنه كان لديه ثمانية لاعبين موزعين على الفريقين يعملون مع امبراطوريته الرياضية (جيستيفوتي)، لذا يقول كوستا:إذا ما كنا فزنا، حسنا فهو أمر جيد، وإذا ما فاز كريستيانو فهو الأفضل في العالم وهذا لم يكن ليصيب مينديش أبدا بالحزن. بهذه الطريقة مينديش لا يخسر أبدا. هو دائما يفوز.

مشاركة :