ديننا دين السلام، على مدى أكثر من أربعة عشرة قرنًا من الزمان يضرب إسلامنا للعالم أجمع أسمى الأمثلة في السلام والتسامح، وحب الإنسان لأخيه، فأمتنا، شعبًا وقيادة، تمد يدها بالسلام لكل قادمًا من كل حدب وصوب، فهذا ما ترعرعنا عليه في ظل الإسلام. فإسلامنا الذي جاء به أشرف الخلق يحث على السلام وينبذ الكراهية مصداقًا لقوله تعالى" وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" وهذا دليل قطعي على أن الإسلام هو دين التسامح والعفو، والحب. فالشريعة الإسلامية رفضت قلبًا وقالبًا، وشكلًا ومضمونًا الكراهية، أو حتى الشعور بها، سواء بين المسلمين، أو بين المسلم وغير المسلم، وجاءت العديد من النصوص الدينية التي وردت في القرآن الكريم أو السنة النبوية التي تؤكد على ذلك، فالإسلام يدعو إلى التعايش السلمي ونبذ الكراهية بين البشرية، فهو والسلام متلازمان منذ فجر الدعوة إلى يومنا هذا، ويضم تراثنا الإسلامي الكثير من المواقف والآيات، والأحاديث النبوية التي تدل على توجيه الشريعة وإرشاده للمسلمين أن يكونوا دومًا متسامحين، مع غير المسلمين مصداقًا لقوله تعالي" وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ". فدراستنا، وتربيتنا منذ الطفولة، والقيم المتأصلة في الشعب السعودي القائم على منهجية الدين الإسلامي أول ما تزرعه في نفوس النشء هي القيم السامية من حب وتسامح، جعلت الكراهية من الصفات التي لا تنتمي إلى مجتمعنا من قريب أو من بعيد. وقد قدمت القيادة الحكيمة العديد من المبادرات والاتفاقيات للسلام مع الدول، وحلت الكثير من المشكلات بين الدول بدافع السلام، لتضرب قيادتنا أروع درس في أهمية أن نتحلى بالسلام وننبذ الكراهية في ظل الإسلام بالتطبيق الفعلي وليس مجرد مجموعة من العبارات التي تُردد، فدمتم عزًا لنا ولمملكتنا فخرًا، ولشبابنا مثال يحتذوا به. فلفظ الكراهية من الألفاظ الغريبة على المجتمع الإسلامي الذي يخلو من معاني الكراهية سواء بالقول، أو الفعل، فالإسلام أحن، وأكثر تسامحًا على غير المسلمين، فالرفق في المعاملة، ورد السيئة بالحسنة هو قوامنا والطريق الذي نسير عليه. علينا أن نقتدي بتعاليم ديننا، نقتدي بأخلاق قادتنا في التعامل بكل تسامح، هذه الصفات يجب على كل أب وأم أن يراعي تنشئة أطفاله عليها، فالتسامح والصفاء، ونبذ الكراهية، وعدم وجود حقد هي من الصفات التي سيكون لها دور في تنشئة الجيل السوي الذي ينشر سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين. تقدم المملكة العديد من المبادرات، والندوات التي توضح عبرها إلى الشباب أهمية السلام، ودور الكراهية والتعصب في شتات الشعوب، وخلق المشكلات، وكيف لإسلامنا وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ومواقفه تدل على تقديمه للسلام على كل شيء، حتى مع غير المسلمين، وهذا التراث شاهدًا دومًا على أن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، فلا وجود للكراهية في قوم دينهم الإسلام، ورسولهم خير الأنام. د. نهى الوقداني
مشاركة :