سيول في 19 يونيو/ وام / أكد باحثون و أكاديميون و إعلاميون من دولة الإمارات و كوريا الجنوبية أن التراث مصدر ثري و مهم للإبداع في الأدب والفن ويساعد على خلق حكايات جديدة وإعادة بناء حكايات قديمة في الأعمال السردية والسينمائية والدرامية و يمثل مخزوناً مهماً للأكاديميين في أبحاثهم التاريخية والتراثية مشيدين بجهود الإمارات في تعزيز هويتها وتراثها وتخصيصها موارد مالية وبشرية لدعم المشاريع والمبادرات التراثية في المجتمع ودعوا إلى التفاعل بين الأجيال وتبادل الخبرات بين الشعوب. جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "استحضار التراث الإماراتي والكوري في الكتابة" تحدث فيها كل من الكاتب والروائي سلطان العميمي رئيس مجلس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مدير أكاديمية الشعر والدكتورة زينب الياسي الباحثة والمحاضرة في جامعة الإمارات والإعلامي رائد برقاوي رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج والدكتور جي هونغ الكاتب والباحث في دراسات الشرق الأوسط. و دعا سلطان العميمي خلال الجلسة إلى ردم الفجوة بين الجيل الشاب ومكتسباته المعرفية المرتبطة بهويته وتاريخ منطقته وآدابه الشعبية و الجيل الذي لا يزال يحمل جزءاً من هذا التراث وقال إن هذا النقل يجب أن لا يكون في إطار شكلي بل يجب الغوص في عناصر وأجزاء تاريخنا وتراثنا من لهجة وأدب محكي وأشعار فصيحة ومحلية وعادات وتقاليد مشيراً إلى أن الإرث الثقافي التراثي الشعبي في الإمارات يشكل مصدر إلهام لخلق حكايات جديدة أو إعادة بناء حكايات قديمة في أعمالنا السينمائية والدرامية وأبحاثنا التاريخية والتراثية . بدوره أكد رائد برقاوي أن التراث كنز ثمين يجب الحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال القادمة وهو ما تسعى إليه دولة الإمارات من خلال تجربتها الفريدة في الحفاظ على هويتها الثقافية والتاريخية فمنذ تأسيس الاتحاد ازدهرت الإمارات بفضل استقبالها للوافدين من مختلف الثقافات لكنها لم تغفل أهمية الاهتمام بالتراث والثقافة المحلية والعمل على تكريسها وترسيخها في نفوس الأجيال مشيراً إلى أن الدولة لهذا الغرض خصصت موارد مالية وبشرية كبيرة لدعم المشاريع والمبادرات التراثية في المجتمع مثل المنتديات والمهرجانات والمؤسسات الفكرية والأدبية التي تساهم في بناء الهوية الوطنية الإماراتية وتعزيز دور اللغة العربية وفنون الأدب الإماراتي. و لفتت الدكتورة زينب الياسي إلى أن التراث مصدر غني ومهم للأدب خاصة النثر السردي الذي يستفيد من تضمين عناصر ومضامين التراث في نصوصه فالقاص الإماراتي يؤمن بأهمية التراث رافدا للحاضر وأداة للارتقاء بالواقع ووسيلة للتواصل مع المتلقي الذي يشاركه في هذا الماضي مؤكدة أن حضور التراث في السرد الإماراتي يسهم في إثراء الذاكرة الجمعية وتوسيع آفاق الزمان والمكان والشخوص وإبراز التجربة الإنسانية المعاصرة لكنها في الوقت نفسه أشارت إلى أن هذا يتطلب من المبدع مهارة وتمكناً في التعامل مع التراث لينتقي منه ما يخدم رؤيته وأسلوبه ولا يقتصر على الحضور الشكلي أو السلبي. من جهته، أكد الدكتور جي هونغ أن دولة الإمارات وكوريا نموذجان للدول التي نجحت في الحفاظ على تراثهما وموروثهما الشعبي رغم التقدم الذي حققتاه في المجالات التنموية والاقتصادية مشيراً إلى أن التراث هو ما ينقله الآباء لأبنائهم من قيم وعادات وتقاليد وهو ما يشكل جزءاً من هويتهم وانتمائهم لكن هذا لا يعني أن التراث ثابت أو مغلق بل يجب أن يكون هناك تفاعل بين الأجيال ليستفيد كل جيل من خبرات الجيل الآخر ويضيف إلى التراث ما يتناسب مع زمانه ومكانه .
مشاركة :