شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات تتتبع المستخدمين دون علمهم

  • 6/19/2023
  • 23:32
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعد تتبع المستخدمين رقميا أحد أبرز الأمور التي يتساءل عديد حولها وإلى أين يمكن أن يصل هذا ‏التتبع من حيث الوصول إلى المعلومات، وتعد شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات من أشهر ‏وأكثر الوسائل استخداما في العالم للتواصل والتفاعل مع الآخرين، ومع ذلك، فإن استخدام هذه ‏الشبكات والتطبيقات يعني أيضا أن المستخدمين يقدمون لها بيانات شخصية حساسة مثل المواقع ‏التي يزورونها والمعلومات التي يشاركونها مع الآخرين، دون علم كثير منهم عن مدى ‏خصوصيتهم وحماية بياناتهم الشخصية على هذه الشبكات الاجتماعية والتطبيقات.‏ وتعمل الشبكات الاجتماعية والتطبيقات على تتبع بيانات المستخدمين بهدف تحسين خدماتها وتقديم ‏إعلانات مستهدفة، حيث تعمل من خلال جمع وتتبع بيانات المستخدمين على معرفة تفضيلات ‏المستخدمين بشكل أفضل، واقتراح المنتجات والخدمات التي قد تعجبهم، إضافة إلى توفير ‏نصوص وصور أكثر تأثيرا في مواقع الويب ورسائل البريد الإلكتروني، إذ تختبر الشركات ‏خيارات التسمية التوضيحية والعناوين والشعارات المختلفة، واختيار تلك التي يركز عليها العملاء ‏أكثر، كما تتمكن الشركات من تحديد الأقسام الأكثر رواجا، في تطبيق الهاتف الذكي أو موقع ‏الويب، وكيفية تفاعل المستخدم معها واختبار المنتجات والخدمات والميزات الجديدة، أو بيع بيانات ‏سلوكيات المستخدمين والتفضيلات لجهات أخرى، فعلى سبيل المثال، يمكن لتطبيق الحجز عبر ‏الإنترنت تتبع المواقع التي يزورها المستخدمون لتوفير العروض الترويجية المناسبة لهم، ويمكن ‏لتطبيق التواصل الاجتماعي تتبع المشاركات التي يعجب بها المستخدمون لتقديم محتوى مماثل. ومع ذلك، فإن بعض المستخدمين يشعرون بعدم الارتياح تجاه هذا النوع من التتبع، ويعدونه ‏يشكل انتهاكا لخصوصيتهم. وبالتالي، يجب على الشركات التي تدير هذه الشبكات والتطبيقات أن ‏تعمل على توفير خيارات للمستخدمين للسيطرة على خصوصيتهم وتحديد البيانات التي يرغبون في ‏مشاركتها، وحتى في حال عدم توافر هذه الخيارات، يجب أن يكون المستخدمون حذرين فيما يتعلق ‏بما يشاركونه على هذه الشبكات والتطبيقات، وأن يتحققوا من سياسات الخصوصية وشروط ‏الاستخدام قبل استخدامها، كما يجب عليهم تفعيل خيارات الخصوصية المتاحة على هذه الشبكات ‏والتطبيقات، وعدم مشاركة أي معلومات شخصية حساسة إذا لم يكن ذلك ضروريا. ولا تعد الجهات التسويقية وشركات التكنولوجيا هي الوحيدة التي تستخدم برامج الويب للتتبع، ‏ولكن يستخدمها مجرمو الإنترنت أيضا، حيث تعد برامج الويب المخصصة للتتبع وسيلة مريحة ‏لإجراء استطلاع أولي لهجمات البريد الإلكتروني الموجهة مثل التصيد الاحتيالي، واختراق البريد ‏الإلكتروني للأعمال، فهي تساعد المحتالين على معرفة الوقت الذي يتحقق فيه ضحاياهم من بريدهم ‏الإلكتروني لاختيار أفضل وقت للهجوم، ويمكن تسريب معلومات المستخدم، بما يشمل بيانات ‏السلوك والاهتمامات، في أعقاب تعرض الشركات لهجمات إلكترونية، ويمكن استخدام المعلومات ‏المسروقة في عمليات احتيال مختلفة.‏ وبالنسبة إلى الشركات، لا يمكن التحكم في التسريبات والاختراقات التي تحدث للشركات، ولكن يمكن ‏التأكد من أن خوادم الشركات العملاقة في التكنولوجيا تجمع أقل قدر ممكن من البيانات، لذلك ‏تعكف الشركات على منع التحميل التلقائي للصور في البريد الإلكتروني، فعند إعداد البريد ‏الإلكتروني في هاتف أو حاسوب أو في خدمات العميل المستندة إلى الويب، تعمل أقسام تقنية ‏المعلومات على التأكد من تفعيل الإعداد الذي يحظر عرض الصور تلقائيا، كما تستخدم برامج ‏حظر التتبع والتي تعمل على منع معظم برامج الويب الملحقة للتتبع من التحميل، ويمكن العثور على ‏إعدادات التصفح الخاصة في متصفحات الإنترنت، كما تجب حماية الاتصال الخاص بالإنترنت.‏ وعلى مستوى الأفراد، هناك عديد من الأدوات المتاحة للمستخدمين لمعرفة من يتتبعهم على ‏الويب، ومن بينها، خيارات الخصوصية المتاحة في المتصفحات، حيث توفر معظم المتصفحات ‏خيارات للخصوصية تتيح للمستخدمين تحديد البيانات التي يرغبون في مشاركتها مع المواقع التي ‏يزورونها، ومنع المواقع من استخدام ملفات تعريف الارتباط والتتبع، كما يجب التركيز على ‏الامتدادات المتاحة للمتصفحات، حيث يوفر عديد من الامتدادات المتاحة للمتصفحات خيارات ‏للتحكم في التتبع، إلى جانب أدوات التحليل المتاحة على الويب التي توفر معلومات حول المواقع ‏التي تتبع المستخدمين، إضافة إلى الاعتماد على تطبيقات التتبع على الهاتف المحمول، حيث توفر ‏بعض تطبيقات التتبع على الهاتف المحمول خيارات للمستخدمين تتيح لهم معرفة المواقع التي ‏تتبعهم والتحكم في البيانات التي يتم جمعها عنهم. ومن المهم للمستخدمين الحرص على حماية خصوصيتهم على الويب، وذلك عن طريق اتخاذ ‏الإجراءات اللازمة للتحكم في البيانات التي يتم جمعها عنهم، والتأكد من أن الخيارات المتاحة في ‏المتصفحات تم تفعيلها، واستخدام الأدوات المتاحة للتحكم في التتبع، كما يجب عليهم الحذر من ‏المواقع غير الموثوقة التي تتبع الزوار بطرق غير مشروعة، والتأكد من تحديث برامج الحماية ‏الخاصة بهم بشكل منتظم.‏

مشاركة :