في إحدى ليالي حزيران (يونيو) الحارة، يتوافد رواد السهر إلى حي آدامز مورجان في واشنطن. إلا أنهم ليسوا الوحيدين الذين يجوبون شوارع هذه المنطقة، إذ ثمة أعداد كبيرة من الجرذان المنتشرة في الأزقة تتغذى على بقايا الأطعمة. ووصلت بعثرة النفايات هذه إلى نهايتها مع تولي عشرات الكلاب المحاطة بأصحابها مطاردة هذه القوارض في عملية تجري أسبوعيا. ويتوجه مدرب الكلاب مارشال فينبرج لكلبه عقب اصطياده أول فريسة له في تلك الليلة بالقول "أحسنت يا هنري!". وغالبا ما تظهر العاصمة الأمريكية ضمن المدن الخمس التي تضم أكبر عدد من القوارض في الولايات المتحدة، في مشكلة تفاقمت بسبب فصول شتاء أقل حدة وزيادة عدد السكان ومساحات تناول الطعام في الهواء الطلق منذ جائحة كوفيد- 19. وتلقت المدينة نحو 13400 شكوى مرتبطة بهذه المشكلة في 2022، في زيادة بألفي شكوى عما سجل العام السابق، بحسب وسائل إعلام محلية. وقرر بعض السكان أن يتولوا بأنفسهم حل المسألة. وتنبعث روائح كريهة متأتية من حاويات النفايات بموازاة توغل الكلاب داخل الأزقة. وتدخل هذه الحيوانات، وهي من نوع كلاب دشهند ألمانية وترير وكلاب صيد بصرية، رؤوسها في الحاويات بحثا عن الجرذان. وينتمي أصحاب هذه الكلاب إلى مختلف الفئات العمرية، وينحدرون من واشنطن وضواحيها وأيضا من ولايات مجاورة. وكانوا تعرفوا إلى بعضهم عبر مواقع التواصل مع تشاركهم الهدف نفسه المتمثل في التخلص من الجرذان. وانضم بوماني متومه، وهو شرطي متقاعد يبلغ 60 عاما، مع كلبه من نوع كايرن تيرير، إلى المجموعة في آذار (مارس) عندما بدأت في تنفيذ هدفها. ويقول لـ"الفرنسية"، عندما بدأنا في اصطياد الجرذان، لم تكن هذه الحيوانات تركض حتى، بل كانت تراقب الكلاب فقط. وأحضرت تيدي موريتز التي تبدي إعجابا كبيرا بكلاب الصيد، ابنها وحفيدها المراهق من ولاية ديلاوير المجاورة للمساهمة في هذه الأعمال. وتقول، "إنه أسلوب جيد للتخلص من الفئران بطريقة طبيعية". وبينما تحتاج السموم إلى أيام عدة للتخلص من الجرذان، تقدم الكلاب على كسر عمودها الفقري سريعا، وهو ما يمنعها من شم أي رائحة. وتقول المرأة السبعينية، "إنها طريقة بدائية لكن فاعلة". وتضرب موريتز التي لا تزال بكامل حيويتها، قدمها على حاوية نفايات لإعادة توجيه الجرذان الهاربة إلى مجموعة الكلاب. وتتمكن الكلاب من قتل أكثر من 30 جرذا في ثلاث ساعات، فيما يتلقط أصحابها صورا لها مع القوارض النافقة قبل رميها في حاويات النفايات.
مشاركة :