داهمت الشرطة الفرنسية اليوم الثلاثاء، مقر لجنة أولمبياد باريس 2024، قبل نحو عام من افتتاح الحدث الرياضي الأضخم الذي يقام كل أربع سنوات. وقال مصدر مقرب من التحقيق لوكالة "فرانس برس" إن مداهمات جرت في مقر اللجنة المعروفة باسم "كوجو" وفي مكاتب "سوليديو" المسؤولة عن مواقع البناء الأولمبية. وأشار متحدث باسم النيابة العامة إلى أن التحقيق يتعلق بـ"تضارب غير قانوني في المصالح وإساءة استخدام الأموال العامة والمحسوبية"، فيما قالت "كوجو" إنها "تتعاون بشكل كامل مع المحققين من أجل تسهيل عملهم". وتعتبر هذه المداهمة الأولى من نوعها على مقر اللجنة المنظمة، وفقا لـ"فرانس برس"، حيث قال مصدر آخر قريب من التحقيق إن عمليات البحث في المبنى أجريت من طرف محققين من مكتب مكافحة الفساد والجرائم المالية، والمباحث المالية للشرطة الباريسية. وفتشت الشرطة اليوم الثلاثاء المقر الرئيسي للجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 ومقرات شركائها في البنية الأساسية ضمن تحقيقات حول اختلاس مزعوم للأموال العامة ومعاملة تفضيلية، وفقا لـ"رويترز". وقال مكتب المدعي المالي الوطني الفرنسي إن المقر الرئيسي للجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 تمت مداهمته في إطار تحقيق أولي انطلق في 2017 بشأن العقود التي أبرمتها اللجنة للأولمبياد. وأضاف مكتب المدعي المالي أنه تم تفتيش المقرات الرئيسية لسوليديو، وهي الهيئة العامة المسؤولة عن توفير البنية الأساسية للأولمبياد وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة، وسط تحقيق أولي يعود للعام الماضي، بعد تفتيش رسمي أجرته الوكالة الفرنسية لمكافحة الفساد. وقبل عامين، سلط تقريران من وكالة مكافحة الفساد الفرنسية الضوء على "المخاطر التي تؤثر على النزاهة" و"تضارب المصالح"، حيث حذرت من أنها قد تمس بالصورة "الناصعة البياض" للألعاب التي كان يأمل بها رئيس اللجنة المنظمة للألعاب، توني إيستانغيه، وفقا لـ"فرانس برس". وأفاد مفتشو الوكالة بأن إجراءات الشراء كانت "غير دقيقة وغير كاملة"، كما أكدوا أنه "توجد أحيانا مواقف محتملة لتضارب المصالح لا يتم الإشراف عليها بشكل صحيح". وتأتي هذه المداهمات وسط أحداث درامية شهدتها الساحة الرياضية الفرنسية في الأسابيع والأشهر الأخيرة، فقد فاجأت بريجيت هنريكس، الجميع الشهر الماضي باستقالتها من منصبها كرئيسة للجنة الأولمبية الفرنسية. وأصدرت اللجنة الأولمبية الفرنسية بيانا دعت فيه "الجميع إلى تحمل المسؤولية حتى تتوقف الحجج الداخلية التي أثرت على اللجنة المحلية في الأشهر القليلة الماضية"، علما أنه لم يتم انتخاب أي خليفة لهنريكس حتى الآن. وشهدت اتحادات رياضية فرنسية أخرى، مثل كرة القدم والريغبي والجمباز والتنس فضائح متنوعة، وفقا لـ"فرانس برس". ونتيجة لذلك، سجلت استقالتان من المستوى الرفيع، حيث تتعلق الأولى برئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوغريت، بعد اتهامات بالتحرش الجنسي والنفسي بعد شهرين فقط من خسارة فرنسا في نهائي كأس العالم لكرة القدم في قطر. كما استقال، برنار لابورت، وزير الرياضة السابق، ومدرب منتخب الريغبي الفرنسي من منصبه كرئيس لاتحاد الريغبي الفرنسي في يناير الماضي، بعد إدانته بالفساد قبل أشهر قليلة من استضافة فرنسا لكأس العالم للريغبي للرجال. ويذكر أن الألعاب الأولمبية ستقام في باريس ما بين 26 يوليو إلى 11 أغسطس عام 2024، بينما سيقام أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة من 28 أغسطس إلى السادس من سبتمبر من العام ذاته. المصدر: وكالات تابعوا RT على
مشاركة :