منذ أطلقت مراكز التنمية الأسرية بالشارقة برنامج جيران، أخذت على عاتقها أن تحقق من خلاله أهدافاً مجتمعية، تصل بالأسرة إلى حياة وصلات وعلاقات، باتت تحتجب على مر الأيام. وتحت توجيهات وحرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة وحرمه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بإعادة تلك الصلات الاجتماعية، وما تربطها من أواصر الألفة، والاهتمام بهذا الجانب، وبعد أن تم إنشاء مجالس الضواحي في الأحياء المختلفة بإمارة الشارقة، وتأكيداً للأهداف التي رسمها سموه، وإيماناً، من مراكز التنمية الأسرية بأهمية ما طرح، فقد اتخذت خطى سريعة، تؤكد حرص الإدارة على أهمية تنفيذ رؤى سموهما، عبر سلسلة برامج جيران، التي انطلقت منذ العام 2013، حيث استطاعت أن تصل لشريحة مجتمعية جيدة، خلقت من بينهم جسراً من التواصل. وفي ختام جلسات جيران، وقبل البدء ببرنامج 2016، نظمت مراكز التنمية الأسرية رحلة جيران بإحدى مزارع الإمارة، شارك فيها ما يقرب من 70 سيدة من سيدات جيران من إمارة الشارقة ومدن الشرقية والوسطى، تضمنت فقرات ترفيهية وتدريبية عديدة أهمها الورشة الإرشادية والتدريبية قدمتها الاستشارية هند البدواوي، وتناولت فيها تدريب ومناقشة المشاركات، في أمور اجتماعية ونفسية وأسرية. كما تضمنت برنامج الرحلة، فقرات أخرى كورشة صناعة العطور، وفقرة المسابقات والرياضة والحناء. وعبرت بدرية بو كفيل مدير إدارة الأسرة، في ختام"جيران": قائلة: إننا بدأناه كقيمة مهجورة ومنسية، رغم أهميتها القصوى في وقتنا الحالي، فقيمة الجيرة التي حثنا عليها ديننا الإسلامي عليها والحمد لله لامست القلوب المبادرة، والاستجابة أتتنا بالفطرة، التي غرست فينا، وهي من نعم الله علينا، ألا وهي الاستعداد للألفة، مضيفة: في ختام جيران2015، توحدت القلوب في ظل سماء هذه القيمة الجليلة، التي جاءت كغيمة محملة بالغيث، لتشمل نساء إمارة الشارقة وضواحيها كافة، من الشرقية، حتى الوسطى، مثنية على جهود المشاركات في مبادرة جيران وحماسهن في إحياء شيء فُقد من بين العلاقات، التي كانت تربط الناس ببعضها بعضا، شاكرة لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، دعمها لأهداف المبادرة التي تؤلف القلوب، وتنمي العقل، وتستثمر الأوقاف وتحفظ الأسر، حيث دأبت مراكز التنمية الأسرية في الحرص على إنجاحه، وتذليل كافة المعوقات التي تواجهه، وتقديمها بصورة إبداعية متنوعة ومتطورة. وقالت سلامة سالم ربة بيت، ومن سيدات جيران، التي تحرص على التواجد دائما ومشاركة سيدات جيران أنشطتها: هذا البرنامج نحن مدينون له بالعرفان، فقد جمعنا بأصدقاء الطفولة الذين تغيبوا عن حياتنا، فعدنا في جيران، بعلاقة أقوى بكثير من السابق، وكأننا أسرة واحدة كما تعرفنا إلى أخريات يشابهننا في الاهتمامات. سلامة التي لامست في جيران، تلك الجوانب الإنسانية التي تمثلت في لم شمل الأحباء والجيران الكثير من القيم الجميلة، التي تربت عليها في طفولتها، وفي حياة البداوة التي عاشتها والتي كانت تشكلها علاقات الأسرة ببعضها بعضا، ثم علاقة الأهل والجيرة، وكانت الركيزة الأساسية في طبيعة حياة العرب، مؤكدة استمرار برنامج جيران، سيساعد على إحياء تلك العلاقة، التي باتت في هذا الزمن، وكأنها شيء من الإرث القديم. أما فاطمة محمود أحمد من دبا الحصن، وهي عضو في سيدات أعمال الشارقة، وعضو مركز جيران في مدينة دبا، فترى أن اللحمة القوية في علاقات الجيران ببعضهم بعضا، مازالت متأصلة عند أهالي المنطقة الشرقية، ومازالت هناك الألفة، إذ نرى في الأفراح تواجد الجميع، وفي العزاء يتكاتف الجميع، لكن ذلك لا يمنع من أننا نشعر بقلق، من جراء التغيرات التي تحدث في المجتمع، واهتمامات الجيل الجديد، مما يترتب علينا خلق هذه الأجواء، وجعل الأبناء أيضا، يرتبطون بمن حولهم من جيران وأهل حتى لا نفقد تلك القيمة، وببرنامج جيران سنخلق أفكاراً جديدة، تخدمنا وتخدم أبناءنا في استمرار تلك العلاقات، التي تعتبر من العلاقات التي أوصانا بها الإسلام، وهي من وحي القرآن، وأكدها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وترى عائشة النقبي اختصاصية اجتماعية بمدرسة كلباء للتعليم الأساسي، أن برنامج جيران، فتح أمام الأهالي باب الود والألفة، فتعرفنا الى شخصيات رائعة، تجمعنا بهم لحظات لطيفة، فمن خلال جيران نقضي وقتاً مختلفاً، حيث نتسلى ونستفيد، مؤكدة أن أهداف برنامج جيران، جزء لا يتجزأ من أهدافنا، فاستعدادنا في البرنامج كان أولا، لإحياء هذا النمط من العلاقات، وترسيخه عند الأجيال القادمة، لتظل وتستمر، كما أنه يعتبر بالنسبة لنا جسراً جميلاً للتواصل، وإقامة علاقات، والتعرف إلى شخصيات ومواهب، تثري حياتنا بما هو مفيد. أما شيخة الدرمكي ربة بيت من دبا الحصن، فتقول: استفدت كثيراً من برنامج جيران، ونشكر جهود إدارة مراكز التنمية الأسرية، في إقامة مثل تلك البرامج، التي تساعد على ترابط الناس في الدولة، ونحن في فترة، يجب أن نجتمع وتستفيد فيها، وأن تكون لنا أهداف تعيننا على الارتقاء بالمجتمع، من أجل الإمارات التي تستحق منا كل خير. واتفقت كل من علياء بالأسود، ونور سيف، وسبيكة جابر، وأمنة أحمد، أن البرنامج حقق أهدافه، فنحن جيرة من الصغر، لكن ظروف الحياة فرقتنا، غير أننا سعيدات بعودة علاقتنا القديمة، فنحن تربطنا علاقات من أيام الطفولة، ليأتي برنامج جيران، فيجمعنا من جديد في جلسات رائعة وتحت شعارات ومفاهيم إنسانية، وأضفن أن هذا البرنامج يجب أن يستمر وأن يكثف، مثنين على جهود فريق العمل المتمثل في إدارة بدرية بوكفيل، الذي أبهرنا في كل مرة، بما يقدمه لنا من فعاليات وأنشطة تخلق في الجلسات أجواءً من المرح والمتعة، والاستفادة وعودة تلك المشاعر الأخوية التي تربط الناس وأهالي الأحياء والجوار، كأخوة وأهل.
مشاركة :