توقع خبراء في الولايات المتحدة، أن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة قد تشهد منافسة هي الأكبر منذ سنوات طويلة، حيث لم يحسم الحزبان الأكبر في البلاد ممثليهما الرئيسيين على الرغم من قرب انطلاق الجولات الانتخابية العام المقبل أي بعد أقل من 5 أشهر. وفي هذا السياق، قالت هديل عويس المحللة السياسية الأميركية، إن الحملات الانتخابية بدأت في وقت متقدم عن المعتاد، وربما يرجع ذلك إلى وجود حالة من الضعف الاقتصادي، الأمر الذي يحفز الحزب الجمهوري على التحرك الفوري بسبب الشعور بإمكانية استعادة البيت الأبيض. وترى من وجهة نظرها أن كون ترامب المرشح الأبرز في الحزب الجمهوري، يضعف حظوظ الحزب للوصول إلى البيت الأبيض بسبب الانقسام الشديد حوله في أوساط غير الحزبيين والوسطيين، وهو يخضع لمحاكم فيدرالية ومحلية ما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة له. وأضافت: «اليوم هناك مرشحون جمهوريون بارزون منهم ديسانتيس ومايك بيني، ولكنهما لا يحظيان بشعبية ترامب، في وقت يميل بعض الممولين الجمهوريين لدعم مرشحين غيره للفوز بالانتخابات الأولية، خوفاً من عودته للمشهد من جديد وللتوقعات المرتفعة بشأن فوز بايدن بدورة انتخابية ثانية». وأوضحت، أن المتعارف عليه أن الرئيس الموجود في البيت الأبيض غالباً ما يحق له أمام حزبه الترشح لدورة انتخابية أخرى، لكن كبر سن بايدن جعل هناك رغبة في أطياف داخل الحزب الديمقراطي بمنح فرصة لمرشحين آخرين أقل سنا ليمثلوا الحزب في الانتخابات المقبلة والتي من المتوقع أن تكون الأشرس منذ فترة طويلة. الاقتصاد أولوية في سياق متصل، قال المحلل السياسي عاهد الهندي إنه مع المنافسة الشديدة داخل الحزب الجمهوري، إلا أن ترامب يبقى صاحب الحظوظ الأكبر لخبرته السياسية والاقتصادية بجانب توليه منصب الرئاسة في وقت سابق. وأشار الهندي إلى أن هناك مشاكل حقيقية في الاقتصاد الأميركي تحت ولاية بايدن، متمثلة في زيادة التضخم وأسعار السلع الأساسية والغذائية وانخفاض القوة الشرائية، بالإضافة إلى تراجع معدل دخل الفرد في أميركا، الأمر الذي تدافع عنه إدارة بايدن بأنه ظرف عالمي مرتبط بالأزمة الروسية الأوكرانية وتداعيات «كورونا». ويحاول ترامب استغلال خبرته الاقتصادية والتي من الممكن أن يقوم على أساسها بتسهيل الإصلاح الذي تحتاج إليه الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، خاصة أن السنوات الأربع المقبلة، تمثل عقبة وتحدياً كبيراً لأي إدارة مقبلة للبيت الأبيض. وتتوقع المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان، ارتفاع حظوظ دونالد ترامب رغم الاتهامات الموجهة إليه وانقلاب العديد من الوكلاء المؤيدين له سابقاً، بينما دافعت عنه قيادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب ضد ما يزعمون أنها حملة اضطهاد مسيّسة، وفي المقابل بقيت قيادة مجلس الشيوخ صامتة أو نأت بنفسها عنه.
مشاركة :