اليونيسف: الأسر اللبنانية تعجز عن تلبية احتياجاتها الأساسية

  • 6/21/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت نتائج مسح أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في لبنان حول مستوى عيش الأطفال أن الأسر اللبنانية تعجز عن تلبية احتياجاتها الأساسية على الرغم من خفضها للنفقات بشكل كبير. وقال ممثل يونيسف في لبنان إدوارد بيجبيدر في بيان أصدره اليوم (الثلاثاء) أن نتائج المسح تبين صورة دراماتيكية للحالة مع استمرار تفاقم الأزمة للسنة الرابعة على التوالي، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الأطفال. وأشار إلى أن الأزمات المتشعبة المتفاقمة التي يواجهها أطفال لبنان تؤدي إلى وضع بائس ويائس لا يحتمل، وتطيح بمعنوياتهم وتضر بصحتهم النفسية وتنذر بالقضاء على أملهم بمستقبل أفضل. ولفت إلى أنه يضطر عدد متزايد من الأسر إلى اللجوء إلى إرسال أطفالها، الذين لا يتجاوز بعضهم 6 سنوات، للعمل في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة في ظل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تجتاح البلاد. وأشار إلى أن تقرير اليونيسف المستند إلى المسح تحت عنوان ((مستقبل قيد الانتظار: أزمة لبنان المتفاقمة تحطم آمال الأطفال)) يظهر أن حوالي 9 من كل 10 أسر لا تملك ما يكفي من المال لشراء الضروريات، مما يجبرها على اللجوء إلى تدابير قاسية للتعامل مع الأزمة. وأوضح أن 15% من الأسر أوقفت تعليم أطفالها، مسجلة بذلك ارتفاعا من 10% قبل عام واحد، كما خفضت 52% من الأسر انفاقها على التعليم مقارنة بنسبة 38% قبل عام. كذلك خفضت ثلاثة أرباع الأسر الإنفاق على العلاج الصحي، مقارنة بـ6 من كل 10 في العام الماضي. واضطرت، بحسب التقرير، اثنتان من كل خمس أسر إلى بيع بعض ممتلكاتها، بعد أن كانت أسرة واحدة فقط من كل خمس تفعل ذلك في العام الماضي. ولفت التقرير إلى أن أكثر من أسرة واحدة من بين كل 10 أسر اضطرت إلى إرسال الأطفال إلى العمل كوسيلة للتكيف مع الأزمات العديدة. وذكر تقرير اليونيسف أنه على الرغم من كل تدابير التأقلم اليائسة المعتمدة، تعجز أسر عديدة عن تحمّل تكاليف ما تحتاج إليه من طعام من حيث الكمية والنوعية، بالإضافة إلى عجزها تحمّل نفقات الحصول على العلاج الصحي. وتحدث التقرير عن ضغوط هائلة تتعرض لها الأسر وتنتج عنها توترات ومشاعر غضب تجاه الأطفال. وأشار التقرير إلى أن أطفال 7 من كل 10 من الأسر يبدون فى حالة من القلق والتوتر والاضطراب، وان نصف هؤلاء الاطفال حزينين أو يشعرون بالاكتئاب بشكل متكرر. ولاحظ التقرير أن ثغرات النظام الوطني للحماية الاجتماعية في محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية في التعليم والصحة، تزيد من صعوبة مواجهة الأسر للأزمة. وحث التقرير الحكومة على الإسراع في تنفيذ استراتيجية للحماية الاجتماعية للأسر الأكثر ضعفا وتلك التي تربي أطفالا. كما دعا الحكومة إلى الاستثمار في التعليم من خلال الإصلاحات والسياسات الوطنية لضمان حصول جميع الأطفال على تعليم شامل وعالي الجودة. وشدد ممثل اليونيسف في لبنان على أن زيادة الاستثمار في الخدمات الأساسية للأطفال في التعليم والصحة والحماية الاجتماعية سيساعد على التخفيف من تأثير الأزمة والمساهمة في استعادة الاقتصاد اللبناني عافيته. ويواجه لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة تضرب البلاد منذ أواخر العام 2009، وهي أزمة صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الـ19، حيث أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية وتسجيل البلاد أعلى نسبة تضخم في العالم في أسعار السلة الغذائية بنسبة 261%.

مشاركة :