متخصصون: الطباعة الرقمية وإدارة الأرباح تنقذان الإعلام المطبوع من الاختفاء

  • 2/26/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد متحدثون في فعاليات اليوم الأخير لمؤتمر الشرق الأوسط للرابطة العالمية للصحف وناشري الأنباء (وان ـــ إيفرا)، المقام في دبي في دورته الـ11، ضرورة خفض التكاليف التشغيلية لمؤسسات الإعلام التقليدي المطبوع، لتوفير مخصصات مالية تساعد على مواكبة الإعلام الرقمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة، مشيرين إلى أن اعتماد أنظمة الطباعة الرقمية تعد أحد أهم سبل خفض التكاليف، من أجل إنقاذ الإعلام المطبوع من الاختفاء. وأشاروا إلى أن تطوير الفكر الإعلاني، وتحديث شكله باستخدام التكنولوجيا الحديثة، من شأنه زيادة أرباح المؤسسات الإعلامية، ما يصب في مصلحة توفير مخصصات مالية يمكن استغلالها في التطور ومواكبة العالم الرقمي. نموذج الإعلانات الجامدة ناقش متحدثون في الجلسة المسائية لفعاليات اليوم الثاني من مؤتمر الشرق الأوسط للرابطة العالمية للصحف وناشري الأنباء وان ــ إيفرا، كيفية إدارة وزيادة أرباح المؤسسات الإعلامية، وأكد مدير وان ــ إيفرا في ألمانيا، بين شاو، أهمية تطوير الفكر الإعلاني لزيادة الأرباح. وقال إن الإعلانات تشكل النسب الكبرى والأهم من أرباح المؤسسات الإعلامية، لذا يجب ألا يقتصر دور المؤسسات على كونها ناشراً ومتلقياً للإعلانات، بل من الضروري أن تعمل على تطوير فكر المعلنين. وأوضح أن نموذج الإعلانات الجامدة في الصحف المطبوعة، أو الطويلة، التي تظهر بشكل فقاعات على المواقع الإلكترونية لم يعد مقبولاً، والأنجح حالياً القصة الإعلانية التي تعتمد على مشاهد الفيديو الدرامية، الأمر الذي يجب أن تعمل إدارات المؤسسات الإعلامية على إقناع المعلنين به، لتزداد نسب المشاهدة ما يحقق فائدة لكلا الطرفين. وأكد نائب الرئيس لشركة التسويق تينث ويف الإنجليزية، جاستين كيربي، أهمية الفيديو في زيادة معدلات المشاهدة للإعلانات، موضحاً أن المؤسسة الإعلامية كلما كانت مبتكرة ومبدعة في استخدام تقنيات مالتيميديا، زاد عدد المعلنين فيها، وارتفعت نسبة متابعتها. وقال نائب الرئيس التنفيذي في وان ــ إيفرا ألمانيا، مانفريد فرفل، إن نماذج أعمال شركات طباعة الصحف الجديدة والناشئة، تطورت بشكل كبير، وأخذت أبعاداً أخرى تختلف عن المؤسسات القديمة، مشيراً إلى أن نشاط الكاتب والناشر والمحرر والطباعة يتباعد يوماً بعد الآخر، ولم يعد يجمعهم مكان واحد كما في السابق. ولفت إلى أنه على الرغم من الحديث عن تراجع عدد النسخ الورقية للصحف، فإن هناك إحصاءات تشير إلى أن الصحف المطبوعة زاد عدد نسخها في الهند بنسبة 13% العام الماضي، ومع ذلك فإن الصحف تواجه في بعض مناطق العالم مثل أميركا اللاتينية تقلصاً في عائداتها. وأوضح أن الفجوة تتسع بين النشر والطباعة، ولم تعد هناك حاجة لبقاء الاثنين معاً تحت سقف واحد، مشيراً إلى أن التوجه نحو الإعلام الرقمي اثر سلباً في عدد النسخ المطبوعة للصحف، الأمر الذي دعا ناشرين إلى البحث عن نماذج جديدة واستراتيجيات وخطط مستقبلية. واستعرض فرفل، ستة نماذج حديثة تتبع حالياً لطباعة الصحف، الأول هو المراكز الربحية، بحيث تكون شركة النشر هي المالكة لدار الطباعة، وميزة هذا النموذج أنه يقلص تكاليف النشر والطباعة، ويمكّن دار الطباعة من تطوير عملها بناء على تحليل الأعمال. وتابع: يختص النموذج الثاني بالطباعة وفق أسلوب الشراكة، وهو دمج عمل شركتين منفصلتين للنشر والطباعة، ويسهم في تخفيض التكاليف، ويحقق الجودة والشفافية، أما النموذج الثالث فهو المشغل الخارجي، الذي يحظى بشعبية عالية، خصوصاً في أوروبا الوسطى، ويتلخص بأن دار النشر تدير المطبعة ولا تشغلها، بل تأتي بشركة متخصصة لتشغيلها وتدفع لها مقابل التشغيل، فيما يتمثل النموذج الرابع بالتعاقد الخارجي لعملية الطباعة، أي أن الناشر لا يريد أن يكون لديه أي نشاط في الطباعة، ويستفيد من سرعة الطباعة ويتمكن من الاستجابة لمتطلبات السوق. واستطرد: النموذج الخامس هو المطبعة المستقلة، وهنا الناشر لا يطبع، بل يستخدم مطبعة مستقلة ويكثر هذا النموذج في أميركا الشمالية وبريطانيا وكندا، ويستفيد الناشر من تخفيض التكاليف والحصول على منتجات عالية الجودة، والنموذج الأخير هو الطباعة على الإنترنت ويستطيع الناشر الحصول على الطباعة من الشبكة العنكبوتية، ويمكن أن يحدد الصفحات وحجمها والسعر. وبيّن أن هناك مفاهيم مختلفة واستراتيجيات طباعة مختلفة تتطور وليس هناك نموذج أعمال واحد وحيد يلائم كل الاحتياجات. من جهته، قال رئيس شركة توب ويب الأميركية للطباعة والنشر، رود وينسكوت، إن اعتماد نظم الطباعة الرقمية التي تعتمد على تقنيات الأجهزة النافثة للحبر يخفض 60% من كلفة التشغيل للطابعات، و30% كحد أدنى لكلفة الخامات المستخدمة، إذ لا يحتاج الجهاز الحديث إلا لشخصين لتشغيل دورته اليومية، في وقت يعمل خمسة أفراد على الأقل على الأجهزة القديمة (الأوفست). وأوضح أن تحقيق هذا الخفض في كلفة الطباعة للمؤسسة الإعلامية، يمكن استغلاله في تطوير نسختها الرقمية ودعمها بالمؤثرات المتعددة من صوت وصورة، ما يحقق بدوره جذباً أكثر لعدد المتابعين، ويزيد في النهاية من ربحية المؤسسة، وقدرتها على الاستمرار. وأشار إلى أن انخفاض نسب الأخطاء، وتعدد أشكال وقياسات الطباعة يعدان من أهم مزايا النموذج الرقمي الحديث، على عكس الأنظمة السابقة. فيما أفاد المدير الفني لشركة إيكو للطباعة، ويم ميس، بأن شركته تخصص 70% من أرباحها لإعادة الاستثمار في تطوير منظومتها الرقمية للطباعة، بما يتناسب مع حاجة قطاع النشر بشكل عام. وأوضح ميس أن تحقيق التطور والنجاح في عالم الطباعة، يعتمد في المقام الأول على مواكبة الاتجاه العام للقطاعات كافة للاعتماد المتنامي على التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، وتوظيف هذا التحول لاستمرارية المؤسسة يرتكز على مجموعة نقاط رئيسة، يأتي في مقدمتها توافر عنصر الشغف لدى إدارتها، ما يدفعها بشكل دائم للبحث عن الجديد والمتطور، يليه العاملون الذين يجب اختيارهم من ذوي الموهبة والرؤية، ووضع أهداف دورية لهم لتحقيقها، وتدريبهم وتعريفهم بالتطورات الدائمة. وشرح ميس، كيفية إدارة الأرباح بشكل مستدام، مؤكداً ضرورة تخصيص نسب من الأرباح يعاد استثمارها في التطوير، سواء منظومة العمل داخل شركات الطباعة، أو المؤسسات الإعلامية التي تتعامل معها. إلى ذلك، شملت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، استعراض عدد من التجارب الناجحة في استخدام التقنيات الرقمية لإنجاح المنظومة الإعلامية، منها تجربة جريدة البيان في تقريرها الرقمي خلال العام الماضي، عن إفطار 20 ألف شخص في شهر رمضان في جامع الشيخ زايد بأبوظبي.

مشاركة :