وقتل فلسطيني وسط تلك الهجمات بعد إصابته برصاصة في الصدر على ما اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. جاء ذلك غداة مقتل أربعة اسرائيليين وإصابة أربعة آخرين بجروح إصابة أحدهم خطرة في هجوم مسلّح الثلاثاء قرب مستوطنة عيلي بين مدينة رام الله ونابلس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق النار والقضاء على مهاجمين أحدهما في مكان الهجوم والآخر بعد فراره. نُفذ الهجوم غداة مقتل سبعة فلسطينيين، ستة منهم خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين في شمال الضفة أسفرت عن إصابة العشرات بجروح بينهم أكثر من عشرين إصابة بين خطرة وحرجة. وقُتل شاب فلسطيني آخر قرب بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلّة. وأكد رئيس بلدية القرية أديب لافي أن 35 منزلا تضررت كما أحرقت نحو 50 مركبة وأُشعلت النيران في محاصيل وأراض زراعية. وقال لافي لفرانس برس "نحن في ترمسعيا مستهدفون، يوما بعد يوم، من قبل البؤر الاستيطانية العدوانية التي أقيمت هنا". وقدّر لافي وسكان آخرون أن القرية تعرضت لهجوم شارك فيه ما بين 200 و300 مستوطن. ورأى مصورو ومراسل فرانس برس في القرية منازل ومركبات محترقة وجرحى يجري إجلاؤهم في سيارات إسعاف. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته دخلت إلى ترمسعيا "لإخماد الحرائق ومنع الاشتباكات وجمع الأدلة" بعد أن "احرق مدنيون إسرائيليون مركبات وممتلكات الفلسطينيين". "مسلحون" وقال عوض أبو سمرة وهو من سكان القرية لفرانس برس إنه "في ساعات الظهيرة هاجم نحو 200 مستوطن البلد وحرقوا محاصيل في الأرض ... وأحرقوا وكسروا أكثر من عشرين بيتا ... وعشرات المركبات". وأضاف أبو سمرة "أطلق المستوطنون علينا عيارات نارية وعندما حضرت الشرطة والجيش الاسرائيلي أطلقوا علينا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع". وتابع أبو سمرة "لدينا 15 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي وعشرات الإصابات بالاختناق"، مشيرا "إلى أن مواجهات جرت في القرية مع الجيش الذي يحرس المستوطنين". وأكد أن معظم المنازل التي أحرقت هي لمواطنين فلسطينيين يحملون الجنسية الأميركية. وتُعرف قرية ترمسعيا ببيوتها ذات القرميد الأحمر. ووصلت الى القرية نحو ست سيارات إسعاف مدني للمساعدة في إخماد الحرائق. وتساءل سكان ترمسعيا "أين السفارة الأميركية، أين مبعوثي السلام لرؤية ما يجري" وذلك عبر مقاطع فيديو نشرت على منصات التواصل الاجتماعي. في القرية، التقت فرانس برس الشاب محمد زكريا عبد الله الذي وصل إلى ترمسعيا قادما من ولاية شيكاغو الأميركية. وقال عبد الله "كانوا مسلحين (المستوطنون) أطلقوا النار على مركبة أبناء عمي، وأطلقوا النيران حولنا، أطلقوا النار على أحد أقاربنا وتوفي". وأكد عبد الله "نحن جميعا خائفون ... أنا هنا للمرة الاولى منذ 12 عاما ... لم أر شيئا كهذا أبدا إلا من خلال الإنترنت". - مزيد من الحرق - وفي قرية اللبن الشرقية الواقعة بين مدينة نابلس ورام الله والقريبة من مستوطنة عيلي وشيلو، كانت آثار حرق الحقول والمركبات ظاهرة، بحسب مصور فرانس برس. وكان السكان يتفقدون مركباتهم المحروقة وممتلكاتهم. وقال بلال مصطفى أقرع صاحب مركبة أحرقها المستوطنون لفرانس برس "عندما فشل المستوطنون في دخول قرية اللبن الشرقية، عادوا إلى الشارع الرئيسي في الجهة المقابلة، كسروا محال تجارية وحرقوا بيتين". وأضاف "جاؤوا إلى مركباتنا ترافقهم شرطية ومعهم الجيش الإسرائيلي، نحن لم نستطع أن نحمي مركباتنا لأن زوجاتنا كانوا برفقتنا". وتابع بلال "اضطررنا إلى الصعود إلى الجبل وساعدنا شباب من قرية اللبن الشرقية، وجاء المستوطنون وأحرقوا مركباتنا ... ولو مكثنا في المركبة لحصلت وفيات". أما منير حكواتي وهو عامل في محطة وقود في اللبن الشرقية فقال "أحرقوا محطة الوقود، حاول ابني النزول كي يرى ما حدث، ولكن الجيش الإسرائيلي كان عند الشارع الرئيسي ومنع الناس من الوصول للمنازل، كان هناك حريق بمحل مواد بناء وبيوت ومركبات". في حوارة، قرب نابلس، هاجم نحو مئة مستوطن يهودي السكان وأضرموا النار في أرض زراعية، وفق ما أفاد رئيس البلدية وأحد السكان لفرانس برس عبر الهاتف. وسبق أن شهدت حوارة أعمالًا انتقامية بعد هجوم فلسطيني أوقع قتيلين إسرائيليين في شباط/فبراير الماضي. وأفاد مراسل ميداني لفرانس برس أن المستوطنين أحرقوا أشجار زيتون. وسجل الهلال الأحمر الفلسطيني عشرات الإصابات. يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتحتلّ إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.
مشاركة :