كشف خبراء في شركة ريفرسمبل البريطانية المصنعة للسيارات، أخيراً، عن سيارة كهربائية فخمة وذات أسعار معقولة تعمل بالهيدروجين. وتقلل هذه السيارة من الانبعاثات الضارة، نظرا لاستخدامها المياه بدلاً من الوقود التقليدي، ولها أبواب من طراز ديلورين، ويطلق عليها اسم راسا. وتعمل هذه السيارة الصديقة للبيئة بواسطة خلايا الكهرباء المولدة للهيدروجين، وتوفر طاقة تضاهي 250 ميلاً للغالون الواحد في السيارات العادية. وعلى الرغم من أن الهيدروجين غاز عالي الاشتعال إلا أن الشركة المصنعة تؤكد أن السيارة أكثر أمنا من نماذج سيارات الوقود التقليدية، لأن الغاز موجود داخل خزان الضغط، ويتبخر في حالة وقوع حادث ما. تصميم آمن سيارة راسا بريطانية الصنع ذات المقعدين تقطع نحو 482 كيلومترا عندما تكون مشحونة بالكهرباء، بما يعادل طاقة 1.5 كيلوغرام، وبسرعة كبيرة، وتستخدم الهواء الرقيق المستخدم أيضا لرفع منطاد زبلن قبل أن يتوقف استخدامه في هذا المجال لدى وقوع كارثة هندنبيرغ الشهيرة عام 1937. وصممت السيارة بشكل يكون فيه المحرك معزولاً لحمايته من الحوادث، على النقيض من السيارات التقليدية. وليست في السيارة محركات، وإنما أزرار لدفعها للأمام، بالإضافة إلى دواسة كبح للتعامل مع الحركة، ويمكن أن يتزايد تسارعها من صفر الى 97 كيلومترا في الساعة، وهذا أسرع بعشر ثوان من تسارع السيارات التقليدية. وأطلق على السيارة الجديدة اسم راسا، وطورت من الصفر على مدى خمسة عشر عاما على يد مهندسين ورواد أعمال في شركة رفرسمبل، ومقرها في ويلز ببريطانيا. الخطط الأولية تمثلت بتدشين آلاف السيارات للعملاء الموجودين على رأس عملهم، بأقساط تقدر بنحو 500 جنيه استرليني في الشهر بدلاً من بيعها مباشرة. ثمن هذه السيارة يضاهي ثمن سيارة فولكس فاغن التي تعمل بالوقود، وذلك بالنظر الى سعر الوقود والتأمين وتكاليف أخرى. وتغطي الشركة جميع تكاليف التصليح والصيانة والتأمين ونفقات الوقود. ويشار إلى وجود نقص في محطات تعبئة الهيدروجين، حيث توجد 14 محطة فقط، ولاتزال هناك 12 محطة أخرى في انتظار افتتاحها. خلايا الهيدروجين غاز الهيدروجين يحدث تفاعلاً محفزاً داخل خلايا الوقود عندما يتفاعل مع الأوكسجين، وهذا شكل من أشكال التحليل الكهربائي العكسي لتوليد الطاقة في شكل كهرباء ومياه. الكهرباء تولد قوة دفع في العجلات، وبكل يسر تتبخر المياه متحولة إلى هواء، وقد تتقطر على الطريق. ويلح مالك السيارة على أن الهيدروجين أكثر أمناً من البترول التقليدي، لأنه موجود في خزان مضغوط. وصمم كل جزء من سيارة راسا بعناية فائقة، وعززت بوسائل السلامة والخفة والقوة والتمكين لزيادة إنتاج الهيدروجين باعتباره وقود السيارة، فضلاً عن أنها تقلل من التلوث. عندما تتحرك السيارة يمر الهيدروجين من خلال خلايا صغيرة للوقود تستخدم حاليا في الرافعات الشوكية، ويلتحم الهيدروجين بالأكسجين ليشكل المياه ليدفع المحركات المتمركزة في العجلات الأربع. وأكثر من 50% من طاقة الحركة المخزنة تتحول الى كهرباء لتعزيز التسارع. وتعقد الشركة المسؤولة عن السيارة الأمل على النماذج الأولى المنتجة مصانعها، وستسير هذه السيارات على الطرقات عام 2018، وستسعى إلى إيجاد مزيد من الداعمين. طاقة تأتي خلايا الوقود في أشكال عدة، ولكنها جميعاً تنتج طاقة من دون تلوث. وبالنسبة للخلايا الموجودة في السيارة راسا، فإن الهيدروجين يكون مضغوطاً فيها. ويدخل إلى داخل الخلايا الموجودة في قمرة القيادة، حيث يتعرض لتفاعل محفز. وتمنحنا السيارة راسا فرصة جديدة في عالم السيارات، ولا تشكل عبئاً على سائقي السيارات أو البيئة المحيطة. وهي بسيطة وخفيفة وممتعة من كل النواحي.
مشاركة :