ما إن تذكر إسبانيا حتى يحضر في الذاكرة تراثها الثقافي ورقصات الفلامنجو المشهورة، التي استدعتها أنامل الفنانة الإسبانية مايتي ديفراغ، عبر منحوتات برونزية تُجسّد فيها رشاقة الجسد وحنان المرأة، وبعضاً من الثقافة الإسبانية، التي حطت بها مايتي أخيراً في دبي، التي تحتضن معرضها الفني الذي أقامته في نادي خور دبي للغولف على هامش بطولة دبي للغولف، وهدفت من خلاله إلى دعم أطفال مركز راشد للمعاقين، لتأتي مبادرتها الإنسانية متوافقة مع عنوان معرضها الفن بلا حدود. 20 إبداعاً أكثر من 20 قطعة احتضنها معرض الفن بلا حدود الذي افتتحه الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم العضو المنتدب لمركز راشد للمعاقين، يرافقه خوسيه اوجينيو صالاريش السفير الإسباني في الدولة، وبحضور مريم عثمان الرئيس التنفيذي لمركز راشد للمعاقين، وثريا العوضي. إذ اتفقوا جميعاً، في حواراتهم أثناء جولة الافتتاح، على أن هذا المعرض يعد لفتة إنسانية جميلة من الفنانة الإسبانية تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما وأن ديفراغ اعتادت في بلدها تعليم هؤلاء، أصول فن النحت وأسراره، فهي تمتلك مركزاً خاصاً للمعاقين تحاول من خلاله المساعدة في علاج الأفراد من هذه الفئة، باستخدام الفنون الجميلة. رقص غجري لعل أكثر ما يلفت نظر زائر المعرض هو طبيعة الرشاقة التي تميزت بها المنحوتات، واعتمدت فيها ديفراغ على حركة الجسد، وهو ما ظهر جلياً بمنحوتات الرقص الغجري وحركة الخيول، فيما اعتمدت منحوتات أخرى على محور جسد المرأة وما يفيض به من حنان تجاه الأطفال. شغف المرأة برزت فعلياً، المهيمنة على منحوتات المعرض، وبحسب تعبير ديفراغ، فإن ذلك يعد ترجمة لما يتملك قلبها من شغف تجاه المرأة والأطفال. وقالت: المرأة في نظري، نبع الحياة والحب والحنان، لذا فهي تستحوذ على المساحة الأكبر بأعمالي، وحاولت أن أقدمها حاضنة للطفل لأعكس هذا الجانب لديها. دور مهم وأكد الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم، في حديثه، أن الفنون على اختلاف أشكالها، تلعب دوراً مهماً في التعريف بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، لما لها من ارتباط وثيق بالمجتمع، موضحاً أن معرض الفن بلا حدود يصب في الإطار. أما مريم عثمان، فاعتبرت مبادرة ديفراغ لفتة إنسانية، وأضافت: إن هذه الخطوة تعكس ما لدى الفنانة من أحاسيس ومشاعر تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين نعمل في مركز راشد للمعاقين على تشجيعهم وتقوية عزيمتهم من خلال استخدام الفنون بشتى أنواعها. لا فكتوريا ولدت الفنانة مايتي ديفراغ في 1947 في منطقة مورسيا الإسبانية، وبدأت عام 1975 العمل وحدها في مجال الفنون التي تخرجت فيها من مدرسة الفنون في مورسيا، وعرضت منحوتاتها في مختلف دول العالم، إلا أن أهمها منحوتة (لا فكتوريا) المعروضة حالياً في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، فضلاً عن أن لمسات ديفراغ موجودة في الكثير من الأماكن العامة، داخل إسبانيا وخارجها.
مشاركة :