منى العلي: «معزوفة صماء» تكشف معزوفتك الخاصة التي لا يسمعها غيرك

  • 6/22/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتميز الكاتبات الإماراتيات بحبهن وشغفهن للحديث عن الهوية والتقاليد والتغيرات الاجتماعية، وتنطلق الكاتبة منى عبد القادر العلي لاكتشاف الذات وإثارة الأسئلة للقراء، من خلال روايتها الأخيرة «معزوفة صمّاء» وهي أول عمل روائي بعد تجربتين لمجموعتين قصصيتين ترجمتا إلى الألمانية والأوردو، وتتناول هذه الرواية قصة ميرا التي تحدث لها حادثة تتغير فيها رؤيتها للأمور من خلال رحلتها إلى قرية جدتها التي تجبرها على القيام بطقوس بالرغم من عناصرها الواقعية إلا أنها تحمل في طياتها العديد من الفنتازيا الغرائبية، والتي تثير فيها الأسئلة، بينما هي تكتشف ذاتها متنقلة في عالمها الجديد الذي تمزج فيه الحقيقة مع الخيال، وقد أكدت الكاتبة منى العلي أن «معزوفة صمّاء» رواية تجعلك تغوص عميقاً في أغوارك النفسية لتكتشف معزوفتك الخاصة التي لا يسمعها غيرك. الروايات الخاصة  «البيان» التقت الكاتبة منى العلي وهي فنانة بصرية ومخرجة أفلام إماراتية، حاصلة على ماجستير تنفيذي في الإدارة تخصص الابتكار وريادة الأعمال، حيث تقول: أحب القراءة بشكل كبير وفي مختلف المجالات، وتعجبني الروايات الخاصة التي لها جوها الخاص مع الثراء الفكري العميق والقصص التي تعرفنا على جوانب فكرية وبصرية بطريقة لغوية وأدبية راقية وصحيحة، لذلك أميل لقراءة الروايات التي تثيرني كقارئ أولاً، ثم ككاتب لأتعلم وأعيش تلك التجربة المختلفة. وتتابع: نلاحظ في الفترة الأخيرة زيادة الأصوات النسائية الإماراتية، وبالتالي نجد بأن الجوانب التي تتطرق إليها تختلف عن الأصوات الأخرى، تستكشف مواضيع مختلفة كالعادات والتقاليد ورحلاتهن الشخصية واهتماماتهن، وبما أن دولة الإمارات دولة بها العديد من الثقافات، فقد ترى هذا التنوع الثقافي وتأثيره في بعض الكتابات.  المهرجانات الأدبية  وتؤكد منى العلي أهمية المعارض والمهرجانات الأدبية وحفلات التوقيع، فهي تجعل الكاتب في بيئة تساعد على الإبداع من خلال تعرفه على الأعمال الأدبية الأخرى وحضور جلسات وورش الكّتاب التي تزيد من معرفته وثقافته ووعيه، وبالتالي تزيد من فرص التواصل والتعاون مع الناشرين أو الكتّاب المميزين واستكشاف شراكات محتملة. وتضيف: معارض الكتاب المختلفة في الدولة ومهرجان طيران الإمارات للآداب تجعلك أقرب للبيئة الإبداعية، وتثير هذه الفعاليات فينا الإبداع وتزيد خبراتنا، تنقل إلينا أعمالاً عالمية ربما لا نجدها في المكتبات، وبالتالي هذه المعرفة تجعلنا أقلاماً أقوى وأكثر وعياً وأفضل نتاجاً.    الأدب والسينما  وعن أين تجد نفسها بين الأدب والسينما، قالت: دوري في الكتابة وكمخرجة أفلام مترابط بشكل كبير، وأشعر بأنهما يعززان أي عمل أقوم به، فكل منها يقومان على فن السرد، وبالتالي في الكتابة أبني قصة بالسرديات والحوارات التي تجعل القارئ يشاهدها في مخيلته كفيلم وقد تكون أساساً لأفلام سينمائية، الكتابة جعلتني أستطيع إنشاء عوالم متغيرة وشخصيات متطورة من خلال الكلمة المكتوبة والغوص بعمق في جوانب الشخصيات، مما يجعلها أكثر قرباً وتأثيراً على الجمهور، أما بالنسبة لإخراج الأفلام فلدي فهم دقيق لفن السرد البصري والتكوين السينمائي، ما يساعدني في كتاباتي الأدبية لأنني أضيف الحس البصري من خلال تصوير الأحداث. وممارسة كل منهما تسمح لي بالنمو والتعلم باستمرار كفنانة بصرية أيضاً تقوم باستخدام كافة الوسائط الفنية المختلفة وتجربة أنماط سردية متنوعة تدفع حدود الإبداع، فأشعر بأن هذا التنوع الذي أمارسه يؤدي دائماً إلى الاستكشاف والنمو والتبصر لآفاق جديدة وتقنيات سردية مبتكرة تتضح في أعمالي.  وتابعت: بالنسبة لآخر أعمالي السينمائية فلدي فيلم قصير في طور التنفيذ في الفترة القادمة، وأعمل على تطوير سيناريو لفيلم طويل سيعد أول أفلامي الروائية الطويلة.  الاقتصاد الابداعي وعن الطريقة لمساهمة الشباب في الاقتصاد الإبداعي قالت: أشعر بأنه كلما أظهرت هويتك وتقاليدك وعاداتك في الكتابة كنت أقرب إلى العالمية ووصول أفكارك للعالم، لأن العالم عندما يقرأ لكاتب إماراتي فإنه يرغب بالتعرف على الإمارات من خلال لأقلامنا، وبالتالي هذا يعزز من الاقتصاد الإبداعي في الإمارات. فعلينا تمثيل الثقافة من خلال عرض العادات والتقاليد والموروث الشعبي والتراثي، والذي يساهم أيضاً في الحفاظ على الهوية الثقافية الإماراتية، وبالتالي جذب الاهتمام العالمي. وأردفت: ازدهار الأفكار والأصوات المتنوعة ربما يساهم أيضاً في تسليط الضوء على تجارب وتحديات مختلفة، والتعاون والتواصل معاً، سواء مع الكتاب الآخرين أو صناع الأفلام والفنانين والمحترفين في المجالات الإبداعية، وسيساهم في تشكيل شراكات وتبادل الأفكار وإنشاء مشاريع مشتركة يمكن أن تؤدي إلى أعمال مبتكرة تتجاوز الحدود التقليدية وتجذب جماهير أسرع داخلياً وخارجياً، فتقديم وجهات النظر وتعزيز تمثيل الثقافة والتعاون مع كافة المجالات الإبداعية في الدولة وربما أيضاً استغلال الوسائط الرقمية قد يساهم بالتأكيد في صناعة إبداعية مزدهرة لا تثري فقط الثقافة في الإمارات، بل تدفع للنمو الاقتصادي الإبداعي العالمي. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :