تجدد المعارك في السودان فور انتهاء الهدنة

  • 6/22/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - تجدد القصف المدفعي والمعارك في السودان الأربعاء مع انتهاء هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع امتدت ثلاثة أيام، فيما شهدت ولاية جنوب كردفان أعمال عنف كثيفة منذ الصباح الباكر. ومع انتهاء الهدنة التي توسطت فيها السعودية، شهدت منطقة شمال أم درمان (شمال غرب العاصمة) “قصفا مدفعيا”، فيما حلقت فوقها طائرات مقاتلة. وفي جنوب أم درمان، وقعت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة على مقربة من سلاح المهندسين. وأفاد مصدر في الجيش السوداني بأن “الجيش شنّ هجوما على تجمعات المتمردين في أم درمان وكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”. فيما هاجمت قوات الدعم السريع رئاسة قوات شرطة الاحتياطي المركزي بمنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم. وشب حريق مساء الثلاثاء في مقر الاستخبارات في العاصمة في اليوم الأخير من هدنة مدتها 72 ساعة انتهت الأربعاء في السادسة صباحا بتوقيت غرينيتش. وأشار مصدر في الجيش إلى أن قوات الدعم السريع “قصفت المبنى”، في خرق للهدنة. منظمة إيغاد تحذر من أنّ النزاع اكتسب بعدا عرقيا وتتحدث عن احتمال وقوع جرائم ضدّ الإنسانية في دارفور ورد مصدر في قوات الدعم السريع قائلا إن “مسيّرة تابعة للجيش قصفت المبنى حيث تجمّعت عناصر في قوات الدعم السريع”، وأشار إلى أن القصف “أدى إلى حريق ودمار جزئي في مقر الاستخبارات”. وأوقعت المعارك الدائرة بين الجيش بقيادة الجنرال عبدالفتّاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) أكثر من ألفي قتيل، وفقا لتقديرات يرى خبراء أنّها أقلّ بكثير من الواقع. وفي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور في غرب البلاد، والمدينة الأكثر تضررا من الحرب، تمتلئ الشوارع المهجورة بالجثث فيما تعرضت المتاجر للنهب. وحذرت الأمم المتّحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد من أنّ النزاع “اكتسب الآن بعدا عرقيا”، وتحدّثت عن احتمال وقوع “جرائم ضدّ الإنسانية” في دارفور. ومنذ أيّام يفرّ سكّان الجنينة سيرا على الأقدام في طوابير طويلة، حاملين معهم ما تيسّر، على أمل الوصول إلى تشاد الواقعة على بعد 20 كيلومترا إلى الغرب. ويقول هؤلاء الفارّون من أتون المعارك إنّهم يتعرّضون لإطلاق نار ويتمّ تفتيشهم مرّات عدّة على الطريق. وبحسب منظمة “أطباء بلا حدود”، فإنّ “15 ألف سوداني، من بينهم قرابة 900 جريح، فرّوا إلى مدينة آدريه في تشاد التي استقبلت أكثر من 150 ألف لاجئ حتى الآن، تحت وابل من النيران التي يطلقها الجيش وقوات الدعم السريع ومقاتلون قبليون ومدنيون مسلّحون”. 15 ألف سوداني، من بينهم قرابة 900 جريح، فرّوا إلى مدينة آدريه في تشاد التي استقبلت أكثر من 150 ألف لاجئ وأكدت منظمة الصحة العالمية الأربعاء خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية، في مناطق القتال في السودان، من الخدمة. وأفادت المنظمة بأن حوالي 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها بشأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة. وفي مختلف أنحاء السودان، بلغ عدد النازحين “مليوني شخص”، وفقا للمفوضية العليا للاجئين، كما أحصت المنظمة الدولية للهجرة نحو 600 ألف شخص فرّوا إلى الدول المجاورة. وكان المجتمع الدولي تعهّد خلال اجتماع عقد في جنيف الاثنين بتقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقا لتقديراتها الميدانية. والأربعاء وجهت منظمة الإغاثة الإسلامية الخيرية نداءات لطلب الدعم الدولي لإنقاذ موسم الزراعة في السودان. وأعربت في بيان عن قلقها من “آثار كارثية قد تغرق الملايين (في السودان) في الجوع والعوز” بسبب خراب موسم الزراعة. ونقلت المنظمة في بيانها عن خبراء زراعيين قولهم إن بعض المزارعين في السودان “أصبحوا يعانون من الجوع إلى درجة أنهم لجأوا إلى أكل مخزون البذور لديهم ولم يتبق الآن ما يزرعونه”، فيما أُجبر آخرون على ترك أراضيهم. ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق الأمم المتّحدة. وحذّر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي راو الثلاثاء من أنّ “الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية، في وقت لا تبدو فيه أيّ مؤشّرات على نهاية للنزاع”.

مشاركة :