حراج ابن قاسم.. من العشوائية إلى التنظيم

  • 2/26/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حقَّق حراج ابن قاسم الجديد نقلة نوعية فاقت التوقعات حيث ازداد الإقبال عليه بشكل ملحوظ وكسب شريحة جديدة من الزبائن، وارتفعت نسبة المرتادين مقارنة بالأشهر المماثلة على مدى السنوات الماضية نظراً لما توفر له من عوامل الدعم والرعاية والتي تمثلت في تنظيم أنشطة السوق ومراعاة الجوانب الجمالية وتوفير النواحي الأمنية. وفي رصد لآراء مختلف المتعاملين داخل الحراج من عارضين وزائرين ومسؤولين لاستجلاء الصورة من مختلف أوجهها، والوقوف على أسباب النجاح كما يرويها أصحابها بهدف تنميتها ودعمها لكي تنعكس على حاضر السوق ومستقبله يرى (فهد الرزيحي) وهو أحد تجار الحراج أن ما يُؤخذ على السوق القديم العشوائية الواضحة في الأنشطة والمعروضات، فلم يكن هناك أي التزام بالتنظيم، ولا يوجد أماكن مخصصة للمشاة ما أربك حركة الناس والزبائن وضيَّق عليهم، وساهم في عزوف الناس عن السوق وانخفاض نسبة الإقبال عليه. وقد تم تجاوز كل تلك الأمور في السوق الجديد حيث تلحظ التنظيم في أنواع الأنشطة والمعروضات وتجد استجابة واضحة من العارضين وأصحاب البسطات في الالتزام بالأنظمة ما أعطى الناس فسحة في الحركة والتنقل فيما بين مختلف جوانب السوق والتسوق بأريحية دون أدنى مشقة أو تعب. تنظيم المعروضات (أحد المتسوقين) يرى أن أفضل ما خدم أنشطة السوق هو تنظيم المعروضات وتخصيص أقسام محددة لكل نشاط وبهذا يستطيع المتسوق أن يزور القسم الذي يخصه فقط دون غيره ما أكسب الحراج الجديد زيادة في عدد الزبائن، وزاد من فرص البيع للمحلات وكذلك فإن السوق الجديد من خلال طريقة عرضه وتنظيمه جذب شرائح جديدة وأصبَحَتْ من زبائنه. أما (حسن الحارثي) أحد التجار فيقول إن محلاتنا بالحراج الجديد كبيرة ومنظمة وأعطتنا فرصة لعرض البضائع بشكل جيد، كما ان جمال التصميم الخارجي للمحلات جعل من السوق مكاناً للتسوق والترويح والاستمتاع معا فالمحلات مبان خرسانية ذات تصميم مميز والممرات مضاءة ومظللة. والحقيقة لا يمكن مقارنة هذا المكان بالحراج القديم، حيث كانت الأسقف من الشينكو وكانت مياه الأمطار تتسرب ما أتلف البضائع أكثر من مرة وسبب لنا خسائر مادية كثيرة، إضافة إلى الممرات التي كانت ممتلئة بالأتربة ولم تكن مضاءة. محمد الشهراني صاحب بسطة يرى أن هناك فرقاً كبيراً بين الحراج القديم، والجديد، حيث إن البيع سابقاً كان يتم على الأرصفة والشوارع وفي حر الصيف وتحت الأمطار مع غياب الإضاءة، ما زاد من حدوث السرقات كما تعرضت البضائع للحرائق أكثر من مرة، الأمر الذي كبَّد العاملين خسائر مادية كبيرة، أما البسطات في الحراج الجديد فقد تم تجميعها في أماكن خاصة ومظللة بشكل جيد، وروعي في تصميمها نواحي المرور والانتقال فيما بينها للمتسوقين وزوّدت بالإنارة الجيدة، وسمحت مساحتها للعارضين بتصنيف البضاعة المعروضة ما أتاح للزائر حرية الاطلاع،وللمتسوق مجال الاختيار، وأصبحت البسطات جزءاً مكملاً لجمالية السوق بعد أن كانت تشكل عبئاً وتشويهاً على المنظر العام للحراج القديم كما أن الإجراءات الأمنية وأنظمة السلامة المتبعة هي أبرز ما يلفت النظر بالحراج الجديد. الفرق بين الجديد والقديم (أحد المتسوقين) يقول أنا من زبائن الحراج القديم وكنت أجد بعض التعب والمشقة بعد كل زيارة حيث ازدحام السيارات ووقوفها العشوائي وافتراش أصحاب البسطات في كل مكان ولكن الذي يزور الحراج الجديد اليوم يجد الفرق واضحاً منذ أن يدخل من البوابة ويركن سيارته في موقف مخصص وينتقل إلى اللوحات الإرشادية، إذا كانت هذه زيارته الأولى لينتقل إلى القسم الذي يريد زيارته، وما لفت نظري في الحراج الجديد أيضا وجود المساجد الواسعة والنظيفة إضافة إلى المطاعم. (أبو محمد) وهو أحد المتسوقين يقول لقد أصبحت لي زيارة أسبوعية إلى الحراج حيث إنني من هواة جمع القطع التراثية ولا سيما ما يتعلق بالمهن السعودية القديمة فأنا زائر قديم للحراج لكنني كنت أحمل همَّ الزيارة في السوق القديم أما الآن فقد اختلفت الأمور وأصبحت أزور البسطات التي تُعنى بالأدوات التي أهتم بها دون أدنى مشقة وأحصل على ما أريد في كل أسبوع. ويرى أبو محمد أن من أبرز ما يمتاز به سوق الحراج أن القطع التراثية التي يجدها فيه متنوعة، ويمكن أن يجد قطعاً لا يجدها في أي مكان آخر وكذلك الأسعار فهي رخيصة جداً إذا قارناها بالأماكن التي تهتم بالتراثيات. (عبدالله النويبت) أحد المحرجين (الدلالين) يرى إن التحريج كان يتم قديماً في أي مكان تركن فيه سيارات البضائع ولكن اليوم أصبح للتحريج مكان مخصص ومنظم وتشعر أنك تعمل في سوق له قوانينه وضوابطه بعيداً عن جو التنافس والعشوائية والفوضى التي كانت تعم الحراج القديم. مشروع حضاري وقد صرح سعود بن عبدالله الدغيثر الرئيس التنفيذي لشركة الرياض القابضة بأن شركة الرياض أضافت الحراج الجديد إلى قائمة مشروعاتها الحضارية التي تسعى من خلالها إلى إحداث تطوير متوازن يدفع بالرياض إلى مواكبة حداثة المدن حول العالم، ويحفظ لها في الوقت نفسه هويتها الحضارية، ولكي يكون هذا المشروع أحد المعالم السياحية البارزة لمدينة الرياض. وأثنى الدغيثر على الجهود المبذولة من قِبَل إدارة الحراج، وأمانة مدينة الرياض، والإدارة العامة للمجاهدين، والتي تتضافر جهودها لتوفير الجوانب التنظيمية والأمنية في عمليات البيع والشراء، ودرءاً للمخالفات من أي نوع وحرصاً على توفير الفرص الاستثمارية للمواطنين. يذكر أن الحراج الجديد يقع على مساحة إجمالية قدرها 300 ألف متر مربع ويشكل نقلة نوعية "لحراج ابن قاسم" القديم بتفادي جميع السلبيات السابقة للحراج الذي تم إغلاقه، وتشمل أنشطة حراج ابن قاسم الاحتياجات المنزلية المستعملة والجديدة، ابتداء من الأثاث بمختلف أنواعه: (كنب – غرف نوم – ستائر)، والمطابخ والأجهزة الكهربائية والإلكترونية بالإضافة إلى الملابس المستعملة والجديدة والتراثيات، والعملات القديمة، وغيرها من المنتجات والمعروضات التي من شأنها أن تجعل السوق معلماً سياحياً وحضارياً عملاقاً، ومقصداً ترويحياً في قلب العاصمة الرياض.

مشاركة :