قتل ثلاثة نشطاء فلسطينيين مساء اليوم (الأربعاء) في قصف جوي إسرائيلي استهدف مركبة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وفق ما أفادت مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت مركبة في بلدة الجلمة شمال جنين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة شبان كانوا بداخلها. وأضافت المصادر أن القوات الإسرائيلية احتجزت الجثامين الثلاثة، وهي جثث متفحمة، مشيرة إلى أن استهداف المركبة جاء عقب إطلاق نار باتجاه دوريات للجيش الإسرائيلي في المنطقة. وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن عدة انفجارات سمع دويها في منطقة شمال جنين. وقال مدير إسعاف الهلال الأحمر في جنين محمود السعدي، لـ((شينخوا)) إن طواقم الإسعاف توجهت للمنطقة بعد ورود بلاغ باحتراق مركبة فلسطينية نتيجة قصفها، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المنطقة ومنع طواقم الإسعاف من الاقتراب من المركبة بعد تفتيش المسعفين، مشيرا إلى اندلاع النيران في المركبة. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان القضاء على خلية "مخربين" قامت بتنفيذ عدة عمليات إطلاق نار نحو بلدات إسرائيلية في الضفة الغربية. وقال البيان إن قوات الجيش رصدت بتوجيه دقيق لجهاز الأمن العام (الشاباك) مركبة "مشبوهة كانت تستقلها خلية مخربين، وذلك بعد أن قامت بتنفيذ عملية إطلاق نار بالقرب من منطقة الجلمة قرب مدينة جنين". وتابع أنه بعد رصد الخلية قامت طائرة مسيرة تابعة للجيش باستهدافها والقضاء عليها. وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في بيان "قمنا باغتيال خلية نفذت عمليات إطلاق نار باتجاه أهداف إسرائيلية، محذرا "سنتخذ نهجًا هجوميًا ومباغتا بكل الوسائل المتاحة لنا ضد كل مسلح". وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين في بيان أن اثنين من القتلى الذين ارتقوا في عملية "اغتيال جبانة" يتبعان لها والثالث من كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). وقال البيان الذي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن القتلى هم القائد الميداني في سرايا القدس صهيب الغول (27 عاما) وزميله أشرف السعدي (17 عاما)، والثالث محمد عويس (28 عاما) أحد قادة كتائب الأقصى. وأضاف البيان أن على "قيادة العدو أن تتحمل ما سيكون من عقاب وعذاب على القرار الأحمق باستهداف مجاهدينا واحتجاز جثامينهم"، معتبرا أن "الاغتيالات لن تنال من عزيمتنا". من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، أن استخدام الجيش الإسرائيلي للطائرات في "اغتيال أبناء شعبنا تصعيد خطير يؤكد سعيه لتصعيد الأوضاع وتفجيرها". وحذر قاسم من أن "جريمة الاغتيال في جنين لن تمر دون رد وعقاب من شعبنا ومقاومته، ومعادلة الرد على جرائم الاحتلال رسخها شعبنا في صراعه مع العدو الصهيوني". كما اعتبر المتحدث باسم حركة (فتح) منذر الحايك في بيان أن "الاحتلال الإسرائيلي يتوهم أنه بممارسة سياسة الاغتيال يستطيع تركيع الشعب الفلسطيني"، محذرا من أن "الدم يتبعه دم". وفي أعقاب الحادث أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في جنين الإضراب الشامل لجميع مناحي الحياة يوم غد الخميس، حدادا على أرواح القتلى الثلاثة. وتعد عملية الاغتيال بقصف مركبة هي الأولى من نوعها في الضفة الغربية منذ العام 2005، بحسب ما أفاد ((شينخوا)) محمد صبيحات رئيس التجمع الوطني لعائلات القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية. ويأتي الحادث في ظل حالة توتر يسود بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ بداية العام الجاري، حيث شن الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام متكررة في الضفة الغربية ردا على هجمات شنها فلسطينيون.
مشاركة :