«داعش» يسعى للتمدد في إندونيسيا لإقامة ذراع آسيوية لتعويض خسائره بالعراق وسوريا

  • 2/26/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حذر الأزهر من أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى لتوسعة نفوذه والتمدد في إندونيسيا لإنشاء ذراع آسيوية، من أجل خلافته المزعومة في البلد المُسلم الأكثر تعدادا للمسلمين في العالم، وذلك لتعويض خسائره في العراق وسوريا بسبب ضربات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. وقال تقرير أعده مرصد الأزهر إن «التنظيم بات ينحسر تدريجيا من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق بسبب هجمات التحالف الدولي ضد عناصره، إلا أنه استفاد للأسف من الهجمات التي وقعت في إندونيسيا مؤخرا ليظهر أنه ينتشر عالميا». في حين أكد مصدر مُطلع في الأزهر أن «هناك ما يقرب من 700 إندونيسي من بينهم نساء وأطفال وشباب قد انضموا لصفوف التنظيم»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: أن «هناك مخاوف في إندونيسيا لتشكيل هؤلاء المنضمين لـ(داعش) كتيبة من المُقاتلين». يأتي هذا في وقت حذر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشباب الإندونيسي أمس، من أن «التكفير طريق محفوف بالمخاطر ومدخل شيطاني»، مُدينا حركات التشييع في بلاد أهل السنة والجماعة، محذرا هذه الحركات من التمادي في نشر دعواتها المريبة التي تؤدي للاحتراب وإسالة دماء المسلمين. وسبق أن أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجيرات وقعت في يناير (كانون الثاني) الماضي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، استهدفت أجانب وعددا من قوات الأمن. وأوضح تقرير مرصد الأزهر أن «التنظيم يهدف لتوسيع وجوده في إندونيسيا والبحث عن أرض جديدة -على حد زعم أنصار داعش- خارج منطقة الشرق الأوسط»، مرجحا أن «التنظيم قد يرفع مستوى أنشطته في إندونيسيا سواء بطريقة مباشرة عن طريق مُقاتليه من الإندونيسيين أو عبر عناصر من غير الإندونيسيين للقيام بعمليات إرهابية أو تجنيد أتباع جُدد في إندونيسيا». وأعلن «داعش» في وقت سابق على صفحات عناصره عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» إنه يتطلع لإقامة خلافة خارج منطقة الشرق الأوسط.. محددا إندونيسيا لهذه الخلافة. في غضون ذلك، حذر الدكتور الطيب شيخ الأزهر، الشباب الإندونيسي من الوقوع في فتنة التكفير، وقال مخاطبا الطلاب خلال زيارته لجامعة دار السلام كونتور بمدينة ماديون في محافظة جاوة الشرقية بإندونيسيا أمس، إن «الدعوة إلى الله عز وجل تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أن الجدال يكون بالتي هي أحسن، فلا ينبغي اللجوء إلى التكفير والإقصاء، وخطابكم الوسطي هو الدواء الشافي لكل الأمراض الفكرية المنتشرة في عالمنا المعاصر». وتابع الطيب في حديث للطلاب والطالبات: «أوصيكم بوجوب الابتعاد عن التكفير وكل ما يمت إليه بصلة، فالتكفير طريق محفوف بالمخاطر وكله مزالق وربما أدى بصاحبه إلى التهلكة، وما نراه عن البعض من التكفير المُتبادل أمر يتنافى مع صحيح الدين، إضافة إلى كونه مدخلا شيطانيا إلى إشاعة الفرقة والتنازع بين أفراد المجتمع»، محذرا أن «كل ما يناقض سماحة الإسلام من غلو وتطرف في الاعتقاد وإرهاب بكل أشكاله.. هي آفات ينبغي أن نُطهر المجتمعات الإسلامية منها بالوسائل المشروعة بتصحيح المفاهيم المغلوطة». وتابع الطيب: هناك فرق لا تكف عن سب صحابة رسول الله وسب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي هي أمهم رغم أنوفهم، وهذا السب الذي يعبر عن ثقافة كريهة من الحقد والكراهية هو مستهجن ومرفوض عندنا.. ونحن لا نكف عن المطالبة بوقف قنوات الفتنة التي تبث هذا السباب صباح مساء، ولا أشك أن هذا الإفك ضلال مبين وفتنة بين المسلمين، مضيفا: «من أقصى جنوب شرقي آسيا أعلنها صريحة بأن الأزهر يرفض ويدين بشدة حركات التشييع في بلاد أهل السنة والجماعة»، مُحذرا من تمادي هذه الحركات في نشر دعواتها المريبة التي تؤدي للاحتراب وإسالة دماء المسلمين. وأكد الدكتور الطيب أن «الأزهر يرفض التدخل في شؤون الدول الداخلية بحجة نصرة هذه الطائفة أو تلك فلا بد من احترام الشؤون الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية، ويتضاعف هذا الرفض عندما يكون التدخل بإيجاد بؤر طائفية تؤجج الصراع المذهبي وتمزق النسيج الوطني الواحد»، موضحا أن «الأزهر سيقف فكريا وعلميا بالمرصاد لكل من يحاول العبث بعقائد أهل السنة». في السياق ذاته، حذرت دار الإفتاء المصرية من أنها رصدت بيعة بعض الإندونيسيين والقوقازيين - لزعيم داعش المزعوم أبو بكر البغدادي - لتأسيس إمارة لهم بإندونيسيا تُدار عبر «فيسبوك» و«تويتر». نبهت الدار في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المُتشددة بالإفتاء، المتخصصين والمسؤولين بضرورة مواجهة أفكار التنظيمات التكفيرية والإرهابية في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز عبر القوافل الدعوية المتواصلة، واستخدام وسائل التواصل مع الرموز الآسيوية والشعبية بما يمنع تلك الامتدادات التوسعية لهذا الفكر الضال. ويقول مراقبون إن «إندونيسيا خاضت مواجهة طويلة مع الإرهاب خاصة (الجماعة الإسلامية)، الذي أعلنت مسؤوليته عن تنفيذ 11 هجوما خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2010، بما في ذلك تفجير جزيرة (بالي) الدموي عام 2002، والذي أدى إلى مقتل مائتي شخص وجرح المئات معظمهم من السياح الأجانب.. وسبق لتنظيمات أصغر حجما أن أعلنت مسؤوليتها عن عمليات أخرى، بما فيها عام 2005 قيام مجموعة مسلحة بقطع رؤوس ثلاثة من المراهقين المسيحيين». وحول دولة الخلافة المزعومة في إندونيسيا، قالت الإفتاء إنه في الوقت الذي نبه فيه جميع فقهاء المسلمين قديما وحديثا على أنه لا يجوز تنصيب إمام من آحاد المسلمين وطلب البيعة له، يخرج «داعش» يطالب الإندونيسيين ببيعة البغدادي بالخلافة والتي تُعد خلافة الوهم، وبإعلان لا تمكين فيه ولا شورى، فهي على منهج الاستبداد لا على نهج النبوة. وشددت الإفتاء على أن خلافة البغدادي خلافة على منهج القتل والتشريد لا خلافة الحضارة والبناء.. وعليه فلا يجوز بيعة عموم المسلمين في شتى الأقطار أي واحد منهم، وتنصيبه على الجميع واعتبار ذلك خلافة، فإن الولاية التي لا تجتمع الأمة عليها ليست ولاية عامة، ولا يجوز أن تُسمى خلافة وإن أعلنها من أعلنها. من جانبه، قال المصدر المطلع في الأزهر، إن تنظيم داعش يعمل على تجنيد مُقاتلين جدد في جنوب شرقي آسيا، لافتا إلى أن الحضور «الداعشي» في إندونيسيا يثير كثيرا من المخاوف سواء بصفة مباشرة أو عبر خلايا نائمة ممن أعلنوا عن ولائهم لهذا التنظيم خاصة بعد إعلان إندونيسيا إحباطها هجمات إرهابية لـ«داعش» على أراضيها، واعتقال عناصر مُرتبطة بـ«داعش» ومصادرة مواد متفجرة ورايات.

مشاركة :