لودريان يستكشف في بيروت حل أزمة الشغور الرئاسي

  • 6/21/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - وصفت صحيفة 'لوموند' الفرنسية في تقرير لها اليوم الأربعاء مهمة جان ايف لودريان مبعوث الرئيس الفرنسي الخاص إلى لبنان لحلحة أزمة الشغور الرئاسي بأنها تبدو مستحيلة، معتبرة أن زيارته لبيروت استكشافية "من أجل التوصل إلى حل توافقي فعّال" وتلقي فرنسا بثقلها الدبلوماسي لجهة حل أزمة الشغور الرئاسي لكن دعمها لزعيم تيار المردة سليمان فرنجية مرشح حزب الله وحركة أمل، جعلها عرضة لانتقادات شديدة في الداخل الفرنسي وفي لبنان. لكن الصحيفة الفرنسية نقلت عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله إنّ "مهمة لودريان لا تنحصر في الضغط باتجاه تأييد فرنجية ولا لتمهيد الطريق أمام خيار ثالث، إنّما لحثّ الجميع على الحوار والخروج من إطار المواجهة". وعلى جدول زيارة المبعوث الفرنسي لقاء جميع القادة السياسيين والعسكريين والدينيين وأيضا شخصيات من المجتمع المدني على أن يختتم جولته يوم السبت ليرفع تقريره إلى الرئيس ماكرون. ونقلت 'لوموند' عن الدبلوماسي الفرنسي قوله إن بلاده تريد أن تُظهر التزامها تجاه الملف اللبناني في الوقت الذي التزم فيه السعوديون الحياد بعد الاتفاق التاريخي بين الرياض وطهران ووقوف المملكة على مسافة واحدة من المرشحين للرئاسة إضافة إلى وقوف الأميركيين موقف المتفرج، بينما كانت الأنظار تتجه إلى تسوية تفرض من الخارج في ظل استمرار حالة الجمود في ملف الشغور الرئاسي. ويقول المصدر ذاته إن فرنسا أصبحت في الصفوف الأمامية رغم أن دعمها لفرنجية يثير الكثير من التساؤلات، فيما حاولت قطر فرض مرشح التسوية أو الخيار الثالث أي قائد الجيش العماد جوزيف عون.   وعرضت الصحيفة الفرنسية في تقريرها إلى زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس ولقائه بالرئيس امانويل ماكرون، مشيرة إلى أن الأمير محمد ناقش باقتضاب شديد الملف اللبناني وأنه لم يعد مستعدا كما في السابق لدعم لبنان. واعتبرت 'لوموند' أن قادة لبنان السياسيين أرهقوا المجتمع الدولي وهو ما يفسر إلى حد كبير تراجع الزخم الدولي في حل أزمة من أسوأ الأزمات في العالم والتي تهدد بانهيار شامل. ووصل لودريان الأربعاء إلى بيروت للقاء مسؤولين في إطار جهود تقودها باريس لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر. ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه. ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفردا من إيصال مرشحه إلى المنصب. وبينما يبدو الملف اللبناني غائبا عن الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي، تقود فرنسا، بلا جدوى، منذ أشهر حراكا لتسريع انتخاب رئيس. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن لودريان وصل إلى بيروت "في زيارة يجري خلالها لقاءات ومحادثات مع قيادات رسمية وحزبية وسياسية تتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية". ومن المفترض أن تستمر زيارة المبعوث الفرنسي ثلاثة أيام. وسيلتقي مساء الأربعاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله الرئيسي. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن "لودريان لن يقدم حلولا لكنه يسعى لأن يقوم بدور محفز" للوصول إلى حل للأزمة. وزار لودريان لبنان مرارا حين كان وزيرا للخارجية في إطار جهود فرنسية لدعم لبنان على تجاوز أزماته. وفي السابع من يونيو/حزيران عيّن الرئيس الفرنسي لودريان مبعوثا خاصا للبنان للمساعدة في إيجاد حلّ "توافقي وفعّال" للأزمات اللبنانية المتتالية، وآخرها الشغور في منصب الرئاسة. ويدعم حزب الله وحليفته حركة أمل برئاسة بري وكتل أخرى صغيرة وصول الوزير السابق سليمان فرنجية المقرب من دمشق إلى سدة الرئاسة. وفي المقابل، ترفض أحزاب مسيحية بارزة أبرزها حزب القوات اللبنانية ولديه كتلة برلمانية مسيحية وازنة، والتيار الوطني الحر حليف حزب الله المسيحي الأبرز، وصول فرنجية لقصر بعبدا. وحضر خلال جلسة الانتخاب الأخيرة قبل أسبوع كافة أعضاء المجلس النيابي، لكن دورة التصويت الأولى لم تثمر في انتخاب رئيس مع حصول فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، المدعوم من كتل وازنة بينها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، على عدد أصوات متقارب. ومع بدء احتساب الأصوات، انسحب عدد من النواب على رأسهم كتلتا حزب الله وحركة أمل ليطيحوا بنصاب الدورة الثانية، في سياسة اتبعوها خلال الجلسات الماضية. ويتهم كل فريق الآخر بمحاولة فرض مرشحه وبتعطيل انتخاب رئيس فيما تغرق البلاد في أزمة اقتصادية. ويدعو حزب الله إلى حوار يؤدي إلى توافق على رئيس. وفي عام 2016، انتخب عون رئيسا بعد عامين ونصف العام من شغور رئاسي واستنادا إلى تسوية سياسية بين الحزب وخصومه. ومنذ أشهر، تدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، في وقت يشهد في لبنان منذ 2019 انهيارا اقتصاديا صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850، ويشترط المجتمع الدولي إصلاحات ملحة من أجل تقديم دعم مالي.

مشاركة :