أعلنت مولي في، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، أمس، أن الولايات المتحدة أرجأت محادثات السودان لأنها لا تحقق النجاح المنشود بشكلها الحالي. وتوسطت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات لوقف إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع خلال محادثات بمدينة جدة. وقالت مساعدة وزير الخارجية في جلسة للجنة فرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب: «أرجأنا المحادثات الأربعاء، لأن الصيغة لا تحقق النجاح الذي نريد». ويدور قتال منذ أكثر من شهرين أشاع الدمار في العاصمة، وأدى إلى اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في منطقة دارفور الواقعة بغرب السودان، وإلى فرار أكثر من 2.5 مليون من ديارهم. وبلغ عدد النازحين مليوني شخص، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، كما أحصت المنظمة الدولية للهجرة نحو 600 ألف شخص فرّوا إلى الدول المجاورة. وقال شهود إن سكان مدينة كادقلي في جنوب غرب السودان بدؤوا الفرار من المدينة، أمس، مع تصاعد حدة التوتر بين القوات المسلحة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، وهو ما يهدد بفتح جبهة صراع أخرى في المعارك الدائرة بالبلاد. واتهمت القوات المسلحة السودانية الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، بانتهاك اتفاق قائم منذ فترة طويلة لوقف إطلاق النار، وبمهاجمة وحدة تابعة للجيش في كادقلي. وتسيطر الحركة على أجزاء من ولاية جنوب كردفان. وقالت القوات المسلحة إنها تصدت للهجوم لكنها تكبدت خسائر. من جهته، أكد فضل الله برمة ناصر، رئيس حزب الأمة القومي، أنه لا حل في السودان إلا بوقف القتال الذي كبد السودان خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، مؤكداً أنه ليس هناك منتصر في هذه المعارك، وأن طرفيها خاسران، وأنه لا خيار أمامهما سوى الجلوس لمائدة تفاوض. وقال ناصر في تصريحات لـ«الاتحاد» إن السودان في محنة، وإنه يحتاج اليوم إلى مساعدة أشقائه في العالم العربي وأفريقيا، كما يحتاج إلى تحرك المجتمع الدولي لوقف المعارك التي تهدد السلم والأمن الدوليين. وأوضح أن الخطوة الأولى لحل الأزمة في السودان تكون بوقف إطلاق النار، داعياً إلى الضغط على طرفي الصراع من أجل الجلوس للتفاوض، والالتزام بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، لأن ما يدور في السودان خطر على الجميع. وجدد موقف حزب الأمة القومي الرافض للقتال، محذراً من أن الأوضاع الإنسانية في السودان تزداد تعقيداً نتيجة استمرار المعارك وتمددها. وأكد أن استمرار الوضع الحالي والعنف في الخرطوم والجنينة ونيالا والفاشر وشمال كردفان وغيرها من مناطق السودان ينذر بخطر داهم على السودان، وسيؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها. وحول دور القوى السياسية السودانية في حل الأزمة، قال ناصر، إن على جميع القوى السودانية العمل من أجل بلورة رؤية سياسية يتقدمون بها إلى أشقائهم وإلى المجتمع الدولي من أجل حل الأزمة. وأضاف: «لقد بدأت في إجراء اتصالات من أجل خلق قاعدة عريضة، وتوحيد القوى السودانية، نرفع في ذلك شعار السودان أولاً وأخيراً».
مشاركة :