أطلقت الإمارات مبادرة «الأنْدَلُس تاريخ وحضارة»، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وبتنظيم من مركز جامع الشيخ زايد الكبير والأرشيف والمكتبة الوطنية. ويأتي إطلاق المبادرة في شراكة مع مملكة إسبانيا، تعبيراً عن إيمان الإمارات الراسخ بحتمية الانفتاح على الحضارات والتلاقي بين الثقافات والأديان، إذ تسعى الدولة من خلالها، إلى تسليط الضوء على الحضارة الأندلسية عبر جملةٍ من الأنشطة الثقافية والفنية، الهادفة إلى تعزيز الروابط المتينة القائمة بين الدولتين، والتعريف بالحضارة العربية التي شهدتها الأنْدَلُس، وما تأسست عليه من ثقافة الحوار والتسامح وقيم الانفتاح والتعايش، وهي ذات القيم التي تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر جهود متعددة، لنشرها وترسيخها. وقال معالي محمد المر، رئيس لجنة مبادرة «الأندلس تاريخ وحضارة»، إن إطلاق هذه المبادرة يأتي ضمن الاهتمام الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة بالإرث الإنساني أينما وُجد، عبر المشاركة الجادة في حفظه وترميمه والتعريف به ونشره عالميًا، إضافة إلى كون المبادرة في جوهرها دعوة للجمهور العام للتعرف على عناصر ومكونات واحدة من أعظم الحقب التاريخية العربية، وإطلاع الأجيال الجديدة على الحضارة الأنْدَلُسية في إرثها الإنساني والحضاري والثقافي والعلمي، وترسيخ وإعلاء ثقافة التعايش والتسامح التي تأسست عليها تلك الحضارة وتعيشها اليوم. وتشمل مبادرة «الأنْدَلُس تاريخ وحضارة» فعاليات فنية وثقافية متنوعة، منها معرض للمقتنيات الفنية الأندلسية يستضيفه مركز جامع الشيخ زايد الكبير، وينطلق في نوفمبر 2023، وندوتان ثقافيتان يشارك فيهما متخصصون وعلماء في الدراسات الأندلسية بكافة تخصصاتها الثقافية والأدبية والعلمية، تستضيف إسبانيا الندوة الأولى في سبتمبر 2023، بينما تستضيف دولة الإمارات الندوة الثانية في فبراير 2024، إلى جانب عدد من العروض الفنية والموسيقية من موشحات أندلسية، والأوركسترا السنفونية، والفلامينكو، وأنغام عربية وإسبانية. وتُعزز المُبادرة، من خلال فعالياتها المُختلفة، دور الإمارات الساعي لإرساء قيم التسامح والعيش المُشترك، بدعوتها أفراد المجتمعين المحلي والعالمي من محبي الفن والتاريخ والعمارة الأندلسية والباحثين والأكاديميين، إلى اكتشاف واحدة من أعظم الحقب التاريخية المشتركة بين العرب وإسبانيا، وهي مهمة ثقافية عالمية تقودها الإمارات لإبراز الإرث الأندلسي ومآثره الثقافية والفنية والفكرية التي سادت الأندلس، والتأكيد على التاريخ المشترك بين العرب والإسبان على مرّ القرون الماضية، وعمق العلاقات العربية الإسبانية اليوم على مستوى العمل الثقافي. كما تسعى المبادرة إلى تعميق المعرفة بالحضارة الأندلسية الفريدة من خلال ترجمة أهم مصادر التراث الأندلسي في كافة الفنون وحقول المعرفة، وإعادة نشرها باللغة العربية، لتعيد إلى الأذهان حقبة مزدهرة من تاريخ الإنسانية، وتتيح للمجتمعات العربية والعالمية استكشاف صفحات من التبادل الثقافي والحضاري المتواصل. أخبار ذات صلة الناطق باسم الوكالة الأممية لـ«الاتحاد»: الإمارات أنقذت «الأونروا» من الإفلاس وتواصل دعم الفلسطينيين لجان مكتب شؤون حجاج الإمارات تكثف أعمالها لخدمة حجاج الدولة مبادرة عالمية سعد عبدالراضي (أبوظبي) يعد المشروع مبادرة عالمية تنطلق من الرسالة الحضارية والإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويرتكز المشروع على تسليط الضوء على الحضارة العربية ، ومواصلة إرساء قيم ومبادئ التسامح والسلام والتعايش والوئام المستلهمة من الإرث الأندلسي، ويعتمد على أربعة من المحاور الرئيسة وهي: الاتصال والوصول إلى الجمهور والتعاون المشترك (العلاقات والروابط) وإبراز المقتنيات والكتب والأداء والاستمرارية. أربعة مواقع للفعاليات بالإضافة إلى المعرض الذي سيقام في جامع الشيخ زايد بأبوظبي تقام الفعاليات الرئيسة في أربعة أماكن بإسبانيا وهي: مجلس ابن زيدون (إشبيلية)، وأعمال ابن رشد (قرطبة)، وعالم الإدريسي (إشبيلية) وحدائق قصر الحمراء (غرناطة). أربع رسائل استراتيجية يهتم المشروع بأربع رسائل استراتيجية هي: - إرث راسخ عبر الزمن، حيث تروي المبادرة تاريخ الحضارة في الأندلس، وتواصل دولة الإمارات من خلالها تقديم نموذج ملهم لنهضة شملت مختلف جوانب الحياة ونابعة من قيمها العربية. - الحضارة العربية – مثال للتعايش والتطور (نموذج يحتذى به)، فالتسامح من القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي الأصيل وسيتم إبرازه للعالم. - إبراز الروابط الإنسانية المشتركة بين الحضارات والثقافات المختلفة من خلال إبراز العلاقة القوية والمتينة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة إسبانيا . - فنون مُلهمة ممتدة من الحضارة الأندلسية، حيث تزخر الحضارة الأندلسية العربية بثروات من العلوم والثقافة والآداب والفنون كنسيج علمي وثقافي متكامل تجلى في أبهى صوره، وأخذت عنه الحضارات الأخرى في العالم. التسامح والتعايش قال محمد المر رئيس لجنة مبادرة «الأندلس تاريخ وحضارة» خلال الإعلان رداً على أسئلة الحضور: إن المعرض الذي سيقام في جامع الشيخ زايد سيسهم في إنجاح أهداف المشروع من خلال ماسيقدمه للطلاب والزوار في الجوانب الفنية والفكرية والسياسية والإدارية وغيرها . وأكد المر أن المناهج العربية شهدت في السنوات السابقة مرحلة ذهبية من حيث الاهتمام بالمرحلة العربية من التاريخ الإسباني والحنين إلى الماضي وأكد أن من إيجابيات هذا المشروع هي ترسيخ مفهموم التعايش والتسامح الذي تقدم فيه دولة الإمارات العربية المتحدة نموذحاً حضارياً، مشيراً إلى أن المشروع ليس فقط لتقديم فترة الأندلس ولكن لتأكيد أن قيمة التسامح والتعايش لها سوابق وشواهد تاريخية كثيرة، حيث شهدت تلك المرحلة تعايشاً وتسامحاً بين الأديان المختلفة ضمن نسق مجتمعي واحد.
مشاركة :