دمشق - دخلت قافلة مساعدات من الأمم المتحدة اليوم الجمعة إلى آخر أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري للمرة الأولى منذ الزلزال المدمر، بعد أن عرقلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) المدّ الإغاثي بذريعة أنها لن تسمح لنظام بشار الأسد بإظهار تقديم العون لمنكوبي الكارثة بالمناطق التي تسيطر عليها. وعبرت عشر شاحنات محملة بالمساعدات وقد علقت عليها لافتات لبرنامج الأغذية العالمي من مدينة سراقب، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة النيرب قبل أن تتوجه إلى مراكز تخزين المساعدات قرب الحدود التركية. وأعلن برنامج الأغذية العالمي في 13 يونيو/حزيران أنه اضطر إلى تخفيض مساعداته للسوريين الذين يعتمدون عليها من 5.5 مليون شخص إلى 2.5 مليون شخص جراء أزمة تمويل. وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة على تويتر بأن قافلة الجمعة هي الحادية عشر التي تعبر إلى شمال غرب سوريا عبر الخطوط الداخلية. وقال مصدر إنساني في إدلب إنها قافلة المساعدات الأولى التي تدخل من مناطق سيطرة دمشق عبر معابر داخلية منذ يناير/كانون الثاني. وتدخل مساعدات الأمم المتحدة إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بموجب قرار صادر من مجلس الأمن الدولي ومن مناطق سيطرة الحكومة عبر معابر داخلية. وقد وافقت الحكومة السورية على فتح معبرين حدودين آخرين مع تركيا لفترة مؤقتة بعد وقوع الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير/شباط، لكن المساعدات الأممية لم تدخل عبر المعابر الداخلية إلى إدلب منذ ما قبل الكارثة التي أودت بنحو 6 آلاف سوري. وعرقلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وصول مساعدات إغاثة أممية موجهة لضحايا الزلزال في المنطقة التي تضررت بشدة وسُجل فيها العدد الأكبر من القتلى. وأكدت أنها تريد "أن تدخل المساعدات عبر تركيا حتى لا يتظاهر نظام بشار الأسد بمد العون لمناطق المعارضة المتضررة بشدة من الزلزال". وتسيطر الهيئة على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص غالبيتهم من النازحين. ومنذ مارس/آذار 2020، يسري وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو حليفة دمشق وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد هجوم واسع لقوات النظام تمكنت خلاله من السيطرة على نصف مساحة إدلب. وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفاً متبادلاً تشنه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب قوات النظام وروسيا، رغم أن وقف إطلاق النار لا يزال صامداً إلى حدّ كبير. وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
مشاركة :