تمكن فريق طبي بمركز جراحة الرأس والعنق وقاع الجمجمة بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة من إنقاذ حياة حاج إندونيسي في العقد السادس من العمر عقب تعرضه لانسداد حاد بالمجرى التنفسي العلوي بسبب ورم بالغدة الدرقية سريع الانتشار خلال وجوده بمقر سكنه لأداء فريضة الحج. وقالت وزارة الصحة: تم استقبال المريض عبر خدمة الخط الساخن لإنقاذ الحياة من خلال الطوارئ، ليتم على وجه السرعة القيام بعمل أشعة مقطعية للرقبة والصدر أظهرت نتائجه وجود ورم في الغدة الدرقية منتشراً إلى الحنجرة وغضروف القصبة الهوائية الحلقة الأولى والثانية، كما تبين بالأشعة وجود ضيق حاد في مجرى للهواء كاد أن يؤدي لاختناقه، حيث تقرر وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي لإنقاذ حياته. وأضافت: نظرًا لصعوبة وخطورة إدخال أنبوب التخدير لضيق مجرى التنفس وأيضًا صعوبة عمل الشق الحنجري لوجود الورم على المجرى التنفسي تم التواصل مع قسم جراحة القلب لعمل تقنية الأكسدة الغشائية للتنفس الخارجي (جهاز يوضع على شرايين القلب الأساسية ويمد الدم بالأوكسجين بدل الرئة) يتم اللجوء إليه في حالة عدم القدرة على إدخال أنبوب التنفس الصناعي أو استحالة عملية الشق الحنجري والمريض مستيقظ. وأردفت الوزارة: قام الفريق الطبي بتحضير جهاز القلب المفتوح وعمل التجهيزات اللازمة لتوصيل المريض بتقنية الأكسدة الغشائية للتنفس الخارجي، ثم تم إدخال أنبوبة حنجرية صغيرة جدًا (5 ملم) عن طريق المنظار للحنجرة من الأنف للقصبة الهوائية، وبالتالي تم إنقاذ المريض بإدخال الأكسجين إلى الرئتين، وعمل عملية الشق الحنجري، وتم استئصال الجزء المسبب لضيق مجرى التنفس من الورم، حيث تم نقل المريض إلى العناية المركزة حتى استقرت حالته، وخرج المريض ليتمكن من العودة لإكمال مناسك الحج واستكمال بقية علاجه لإزالة بقية الورم بعد الانتهاء من أداء نسكه. وأشارت "الصحة" إلى أن المرضى عندما يتعرضون لمثل هذه الحالات الصحية الصعبة فإن هاجسهم الأكبر هو إمكانية إتمام نسكهم الذي ينتظرونه مرة في حياتهم، مما يجعلهم في حالة نفسية سيئة؛ خوفاً من عدم قدرتهم على أداء فريضة الحج، ولكن في ظل الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين وتوفير كافة الامكانيات التي من شأنها تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية وتمكين المرضى من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة مما يجعل له الأثر الأكبر في أنفسهم ويعزز من تحسين الحالة النفسية ويسرع من عملية الاستشفاء.
مشاركة :