يمر ضيوف الرحمن في رحلتهم إلى الحرمين الشريفين سواء لأداء مناسك الحج أو العمرة، بأكثر من 200 نقطة اتصال، تترك بالغ الأثر بخصوص الانطباع الأول عند ضيوف الرحمن أثناء رحلتهم الإيمانية إلى الديار المقدّسة وتنقّلهم في بلاد الحرمين الشريفين. ولإثراء وتعميق تجربتهم خلال رحلتهم الإيمانية إلى الحرمين الشريفين؛ عكف برنامج خدمة ضيوف الرحمن؛ أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، على دراسة كل نقطة بكامل تفاصيلها، وأعاد تصميم هيكلتها بناءً على رحلة ضيوف الرحمن والأثر المتروك، ولتعظيم تجربتهم في رحلتهم الإيمانية من النقطة الأولى حتى عودتهم إلى بلادهم بأطيب ذكرى سالمين آمنين. ويسعى برنامج خدمة ضيوف الرحمن لتحقيق ذلك عبر العمل مع جميع الجهات ذات العلاقة وفق ثلاث مراحل، هي: المرحلة الأولى: "الانطباع الأول.. ترحاب واحتفاء"، من هنا بدأ البرنامج مهمته لتحقيق تعظيم أثر الانطباع الأول للرحلة الإيمانية من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات لمختلف الجهات ذات العلاقة بأعمال الحج من أبرزها: مبادرة "طريق مكة" التي أطلقتها وزارة الداخلية، التي تهدف إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن، ومبادرة إصدار التأشيرات الإلكترونية لضيوف الرحمن التي أطلقتها وزارة الحج المشتملة على إطلاق التأشيرة الإلكترونية للزيارة بغرض العمرة، وتقليص مدة الحصول على التأشيرة من 14 يوما إلى 5 دقائق فقط، وإطلاق تأشيرة المرور، وإتاحة الفرصة للمسافرين بالتوقف في مطارات المملكة لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي بكل يسرٍ وسهولة. وتسعى مبادرة "حج بلا حقيبة"، التي أطلقتها وزارة الحج، بالشراكة مع "سُبل"، لحفظ أوقات ضيوف الرحمن بنقل أمتعتهم مباشرة لمقار سكنهم دون الانتظار في المنافذ. وتأتي مبادرة مشروع حافلات النقل العام بمكة المكرّمة التي أطلقتها الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة الهادفة لرفع سعة وخيارات النقل العام لضيوف الرحمن، عبر 14 مساراً و425 محطة توقف. أما المرحلة الثانية: "سلاسة وطمأنينة أداء النُسك" فهي تعبّر عن روح رحلة ضيوف الرحمن ومحط أنظارهم، التي إليها تهفو قلوبهم ونفوسهم، ولتحقيق ذلك يعمل البرنامج على رفع مستوى جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين والمواقيت، وحفظ الأنفس بالعناية بصحتهم وأمنهم. وتتضمّن مجموعة من المبادرات والمشروعات تشمل: مشروع إنشاء دور ضيافة للأطفال في ساحات الحرمين الشريفين، الذي تنفّذه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لتوفير خدمات الرعاية اللازمة لأطفال عائلات ضيوف الرحمن وإثراء تجربتهم وتقديم خدمات تفاعلية إثرائية، ومشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة بالحرمين الشريفين، الذي يهدف إلى إيصال رسالة الحرمين الشريفين من خلال ترجمة الخطب والدروس العلمية والتوجيهات والإرشادات بعشر لغات، ومشروع مراكز الخدمات الشاملة بساحات المسجد النبوي، في نقطة واحدة تجمع خدمات ضيوف الرحمن كافة، ومشروع توفير أجهزة الروبوتات الذكية لإثراء تجربة قاصدي المسجد الحرام، الساعي إلى توظيف تقنية الروبوتات لإثراء تجربة الزوار بالرد على الاستفسارات وتقديم خدمات التعقيم والنظافة، ومشروع تظليل سطح المسجد النبوي، ومشروع أنسنة الطرق بالمنطقة المركزية المؤدية إلى المسجد النبوي بتخصيص مسارات للمشاة وذوي الإعاقة وإضفاء الطابع الجمالي للمنطقة المركزية، ومبادرة التأمين الصحي الشامل لضيوف الرحمن التي تشرف عليها وزارة الصحة، إضافة إلى مبادرة تطوير إدارة الحشود لضيوف الرحمن وتحسين تجربتهم ورفع مستوى السلامة والتقليل من أخطار التكتلات البشرية ورفع سلاسة حركة الحشود بما يتماشى مع الممارسات العالمية، ومبادرة إنشاء وتطوير أنظمة المراقبة والتحكم في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدّسة وتعزيز سلامة وأمن الحجاج والمعتمرين والزائرين لبيت الله الحرام. وتأتي المرحلة الثالثة التي تعمل على "إثراء التجربة" لتعزيز ثقافة الضيافة والاحتفاء بضيف الرحمن، وإثراء رحلته باكتشاف المملكة وزيارة المواقع التاريخية عبر تنفيذ مجموعة من المبادرات تشمل: مبادرة تطوير موقع غزوة الخندق والساحات المحيطة به وتهيئته وتجهيزه بالخدمات كافة، ومبادرة درب الهجرة النبوية التي تعمل على تطوير المواقع التاريخية التي مر بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء رحلة الهجرة من مكة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، ومبادرة تطوير موقع معركة أُحد (سيد الشهداء) وتهيئته وتجهيزه بالخدمات كافة، إضافة إلى مبادرة تطوير وتأهيل المواقع التاريخية بالمشاعر المقدّسة وتزويدها بأفضل الخدمات، ومبادرة تطوير المحتوى للمواقع التاريخية الإسلامية والثقافية لتوفير محتوى علمي وثقافي وتطويره للعرض في المواقع التاريخية بشكل تفاعلي ومرئي ومسموع ومقروء. يُذكر أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن هو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، أُطلق عام 2019م من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود امتداداً لشرف خدمة الحرمين الشريفين من ملوك هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسّس ويتمثل دوره في إتاحة الفرصة لأكبر عددٍ ممكن من المسلمين لأداء فريضتَي الحج والعمرة على أكمل وجه، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرّمة والمدينة المنوّرة والمشاعر المقدّسة، وعكس الصورة المشرّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.
مشاركة :