أعادت صربيا يوم أمس الجمعة تهديدها بالتدخل عسكريا في إقليمها السابق كوسوفو إذا أخفقت قوات حفظ السلام بقيادة الناتو هناك في حماية الأقلية الصربية. ففي كلمة موجزة متلفزة صرح رئيس أركان الجيش الصربي، الجنرال ميلان مويسيلوفيتش، أن صرب كوسوفو لم يعد بإمكانهم "تحمل إرهاب" الحكومة هناك، وأن جيش صربيا مستعد لأداء مهامه "وفقا" للدستور الصربي وأي أوامر صادرة من الرئيس ألكسندر فوتشيتش. وضعت صربيا قواتها على الحدود مع كوسوفو في حالة تأهب قصوى وسط سلسلة من الاشتباكات مؤخرا بين صرب كوسوفو من جانب وشرطة كوسوفو وقوات حفظ السلام التي يقودها الناتو (كفور) من ناحية أخرى. وفي الأسابيع الأخيرة أرسل الناتو تعزيزات وسط مخاوف من صدام مفتوح بين الألبان والصرب. التدخل العسكري الصربي في كوسوفو قد يعني صداما مباشرا مع نحو 4000 جندي من الناتو متمركزين حاليا هناك. في اجتماعهما في بروكسل يوم الخميس، لم يحرز زعيما صربيا وكوسوفو أي تقدم في المحادثات الطارئة التي استضافها الاتحاد الأوروبي. ووصف جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، التوترات العرقية المتصاعدة في شمال كوسوفو بأنها "مثيرة للقلق". وغرد يوم الجمعة على تويتر، قائلا "رغم اجتماع الخميس، فإن التصعيد مستمر (و) أصبح خطيرا... لن نتسامح مع ذلك". من جانبه تعهد الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، يوم الخميس بأن تواصل قوات حفظ السلام التابعة للحلف "العمل بحياد" وتعزيز وجودها لضمان حرية الحركة لجميع المجتمعات في كوسوفو. تسعى كل من صربيا وكوسوفو إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، ويتعين عليهما تطبيع علاقاتهما لتحقيق ذلك. هناك مخاوف من أن تقوم روسيا، حليفة صربيا، بإشعال نزاع مسلح آخر في وسط أوروبا لتحويل الانتباه الدولي جزئيا بعيدا عن الحرب في أوكرانيا. كانت صربيا وإقليمها لسابق كوسوفو على خلاف منذ عقود، ما أثار حربا بينهما عامي 1998-1999 خلفت أكثر من 10000 قتيل، معظمهم من ألبان كوسوفو. ورفضت بلغراد الاعتراف بإعلان كوسوفو الاستقلال عام 2008. اندلعت التوترات مجددا الشهر الماضي بعدما استولت شرطة كوسوفو على مبان بلدية في شمال كوسوفو، حيث يمثل الصرب الأغلبية هناك، لتنصيب رؤساء بلديات من أصل ألباني تم اختيارهم في انتخابات محلية قاطعها معظم الصرب. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :