ياسر رشاد - القاهرة - عبد الفتاح السيسي ومحمد بن سلمان.. تُمثل العلاقات بين "مصر والمملكة العربية السعودية" نموذجًا يُحتذى في العلاقات العربية والعالمية، وشهدت طفرة وقفزة كبيرة مُنذ تولي الرئيس "عبد الفتاح السيسي" رئاسة مصر، والذى حرص مع القيادة الحكيمة في السعودية الملك سلمان وولى العهد الأمير محمد بن سلمان على دعم تلك العلاقات من خلال تكثيف الزيارات المُتبادلة والاتصالات المستمرة على مستوى القادة والحكومات، ما انعكس إيجابيًا على تقارب الرؤى إزاء الكثير من قضايا المنطقة الجوهرية وتطوير العلاقات. القاهرة والرياض عاصمتان لطالما ارتبطا بالعديد من المواقف التي امتدت لما يقرب على الـ90 عامًا مُنذ تأسيس المملكة، شكلت في مُجملها تاريخًا مُمتدًا لعلاقات راسخة في المحيط العربي والشرق الأوسط، ميزتها الإرادة السياسية السعودية المصرية لتعزيز العمل العربي المشترك، والحفاظ على استقرار المنطقة، تلك الإرادة التي تتناسب مع ثُقل الدولتين السياسي على الصعيدين العربي والدولي، وتُبرهن المواقف المُتبادلة عبر مراحل تاريخية مُتعاقبة تجذر تلك العلاقات وأهمية الدور المصري السعودي في التصدي للتحديات التي تُواجهها الأمة العربية، خاصة أن مصر والمملكة من الدول العربية السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية عام 1945، وتعمل الدولتان على تعزيز دور الجامعة كمظلة تجمع العرب. وتجاوزت العلاقات المصرية السعودية مسارات السياسة والاقتصاد لتصل إلى المُصاهرة والنسب، تلك التشابكات التي تُوحد الشعبين، وتجسدت تلك العلاقات في مواقف الدعم المُتبادل والزيارات والاتصالات المُتعددة للتنسيق الدائم بين البلدين الشقيقين، لمُواجهة تحديات وأزمات المنطقة التي تُهدد الأمن القومي العربي، فضلاً عن الزيارات العسكرية والأمنية والاقتصادية الهادفة لتبادل الآراء التي تهم الرياض والقاهرة، إضافة إلى تقارب الرؤى إزاء الكثير من قضايا المنطقة الجوهرية، ومُساهمة البلدين في مبادرات حل الأزمات الإقليمية؛ بما يُحافظ على استقرار المنطقة. ولم يكن اللقاء هو الأول الذي يجمع بين الرئيس السيسي، والأمير محمد بن سلمان، فكان اللقاء الأول في يوليو 2015، عندما زار الأخيرمصر، بصفته ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في ذلك الوقت، وألتقى خلالها الرئيس السيسي وعدد من المسؤولين في مصر، لبحث العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين. وعُقدت جلسة مُباحثات ثنائية، خلال الزيارة، تلاها اجتماع مُوسع بحضور وفدي البلدين، أكد خلالها السيسي أن مصر كانت وستظل دومًا عونًا لأشقائها ومُدافعًا عن الحقوق العربية، وأن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر، وجُزء لا يتجزأ من أمنها القومي. وفي زيارة سريعة استغرقت عدة ساعات وصل محمد بن سلمان، إلى القاهرة في 15 ديسبمر 2015، بمُناسبة انطلاق أعمال الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق المصري السعودي المشترك بمقر هيئة الاستثمار، وألتقى خلالها الرئيس السيسي والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء. وكان اللقاء الثالث الذي جمع بينهما، في سبتمبر 2016، والتقى السيسي، الأمير محمد بن سلمان، في الصين، على هامش قمة مجموعة العشرين، وبحث الثنائي آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، ومُستجدات الأحداث على الساحتين العربية والدولية. ونقل محمد بن سلمان، خلال اللقاء، تحيات خادم الحرمين الشريفين إلى الرئيس السيسي، مُؤكدًا حرص المملكة العربية السعودية على الاستمرار في توثيق التعاون مع مصر على جميع الأصعدة.
مشاركة :