حذَّرت بعضُ الجهات المتخصصة في الأرصاد الجوية العالمية من قدوم صيف ساخن في أوروبا هذا العام، مشيرةً إلى وجود تغيرات جوية وعواصف وأمواج حارة سوف تضرب مناطق ومدناً أوروبية، وهو ما لم تعتد عليه هذه المناطق والمدن، إذ اعتادت العيش في درجة باردة جداً، والبعض منها لم يسبق أن وصلت درجات الحرارة فيها إلى المستوى الذي تتوقعه الآن تلك الجهات المختصة وتحذر منه. لكن يبدو أن القارة الأوروبية سوف تشهد درجة حرارة عالية وصيفاً ساخناً هذا العالم، وعلى نحو غير مألوف بالنسبة للأوروبيين من قبل. ونتيجة لتغير المناخ في العالم ككل، سوف تشهد أوروبا جواً حاراً لم يكن بالحسبان، وهو ما سيتسبب بأضرار كبيرة على البشر، خاصة أن الشعوب الأوروبية متأقلمة ومتناغمة مع برودة الأجواء في مناطقها المختلفة، غير أن الصيف الأوروبي هذا العام يختلف عما سبقه، حيث شهد هذا العالم حروباً ونزاعات وأزمات سياسية حادة، ربما تؤثر على هذه المدن وشعوبها واقتصاداتها، مثلما هو حاصل في أوكرانيا من حرب طاحنة مر عليها عام ونيف وما تزال مشتعلةً، ومما يزيدها اشتعالا بعض الدول التي تزود أطرافَها بالسلاح والعتاد والمعدات والذخائر، وعلى نحو علني، في ظل رغبة صريحة لدى بعض الدول الكبرى في استمرار هذه الحرب لما ترى فيها من مصالح لها. وهكذا فإن مما زاد سخونة هذه الحرب، رغبة دول أخرى في تغليب طرف ضد طرف آخر. وهناك أزمات بين الصين وأميركا، لاسيما بسبب جزيرة تايوان التي تحاول الانفصال عن الوطن الأم الصين التي تريد إعادة ضمها، وما يزال هذا الخلاف قائماً ويبدو مرشحاً في كل مرة للتصاعد والانفجار المنذرين بتوتر آخر لا يحتاجه العالم الذي يشهد حروباً مستمرةً وتوتراتٍ قائمةً وأزماتٍ تلو الأزمات في عالم مضطرب ومشلول ومنهك، مما ينذر بصيف ساخن وحار جداً، في العالم الذي كثيراً ما ظل يتفرج على حروب وأزمات الشرق الأوسط دون أن يساهم في إخمادها. وفي أوروبا بالذات يبدو أن الجو سوف يتحول هذا العام إلى صيف ساخن، صيف يحرق الغابات المكتظة بالأشجار وبالبشر الذين اعتادوا التنزه في غاباتهم وحدائقهم بالملابس الصيفية. إنه صيف سوف يذيب الثلوج في أعلى قمم الجبال، وقد يدفع بكثير من السكان إلى البحث عن أقبية وملاجئ تحت الأرض وأماكن للتبرد. العالم منشغل بشبح الحروب وتداعياتها الإنسانية الواسعة، وباحترار كوكب الأرض الذي ينذر هذا العام بصيف ساخن هو الأول من نوعه في أوروبا.. مما يعقد أوضاعَ الكوكب المزدحم بالأزمات المتتالية. ورغم تطور الغرب الصناعي الحديث، بما يملكه من إمكانيات تكنولوجية وتنظيمية متقدمة، ورغم تطور ترساناته العسكرية، وما توصل إليه من آليات إخماد الحرائق.. فإنه بات عاجزاً عن إطفاء كثير من الحرائق وتخفيف حدة الحرارة المزعجة التي بدأت تخيم على مناطقه وتهدد الإنسانَ ومستقبله!
مشاركة :