د.عبير حمادة استشارية الأمراض الصدرية بمستشفيات الحمادي في حديث حول: أمراض الجهاز التنفسي في الحج،وطرق الوقايةمنها

  • 6/24/2023
  • 16:24
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

  الحج–الركن الخامس للإسلام-والذي يعتبر على قدر عال من الأهمية التي تضع على عاتقنا نحن الأطباء عامة وأطباء الأمراض الصدرية خاصة شيئاً من الاهتمام لتقديم النصائح التي يمكن بها أن يقي الحاج نفسه من بعض الأمراض التي قد تعيقه في أداء مناسك الحج أو بعض منها.  ومما لاشك فيه أنه قد تزداد فرصة الإصابة ببعض الاضطرابات المرضية أثناء موسم الحج،ومن أهمها الأمراض الصدرية،ومن الممكن أن يصاب الحاج بإحدى هذه الأمراض أثناء فترة الحج أوبعد عودته من الأراضي المقدسة. فمن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي؟ أولاً:الحجيج من كبار السن أكثر عرضة من الفئات العمرية الأخرى. ثانياً:المدخنون. ثالثاً:الحجيج الذين يعانون من أمراض مزمنة بالجهاز التنفسي مثل:حساسية الصدر –السدة الرئوية المزمنة– تمدد الشعب الهوائية–تليف الرئة. رابعاً:الحجيج الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى مثل: داء السكري-أمراض الكلى –أمراض الكبد-أمراض القلب- أمراض الكولاجين–أخيراً من يتناول أدوية تقلل المناعة مثل الكورتيزون–العلاج الكيماوي أوالإشعاعي لعلاج الأورام وغيرهم. العوامل المؤثرة على الجهاز التنفسي في الحج: تنقسم العوامل المؤثرة على الجهاز التنفسي عموماً إلى قسمين: أولاً:عوامل في الحاج نفسه مثل الصحة العامة له وهل يعاني من أمراض مزمنة أم لا –حالة جهاز المناعة للجسم – التدخين سواء الإيجابي أو السلبي– نوعية الغذاء- مامدى إتباع الحاج للسلوكيات الصحية.   ثانياً:عوامل في البيئة المحيطة مثل الازدحام –تهوية غير جيدة– تلوث الهواء–وجود غبار أوأتربة في هواء التنفس- مخالطة المرضى دون اتباع أساليب الوقاية اللازمة. التهابات الجهاز التنفسي الحادة:  تعتبر التهابات الجهاز التنفسي الحادة من أبرز أمراض الجهاز التنفسي التي تصيب الحاج سواء أثناء موسم الحج أوبعده ،وذلك نظراً لانتشارعدوى الفيروسات والبكتريا أثناء موسم الحج بالإضافة إلى الازدحام بين الحجاج أثناء أداء المناسك،وتنقسم التهابات وعدوى الجهاز التنفسي إلى تلك التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي وتسبب أمراض(الزكام–الأنفلونزا– التهاب الحنجرة–والتهاب القصبات الهوائية)، كما تشمل أيضاً عدوى الجهاز التنفسي السفلي،والمقصود هنا هو إلتهاب الرئة(ذات الرئة)وهو أقل شيوعاً لكنه يمثل خطراً عى الحاج إذا أهمل العلاج. وتنتقل هذه الأمراض عن طريق الرذاذ المتطاير مع السعال أوالعطس أوالكلام كما تنتقل عن طريق لمس الأسطح الملوثة باليدين ثم مسح الأغشية المخاطية بالأنف أو الفم أوالعينين قبل تنظيف أو تطهير اليدين،وتتطلب هذه الأمراض سرعة العلاج واتخاذ الإجراءات الوقائية السريعة لمنع حدوث المضاعفات والحد من إنتشار المرض. مرض الربو(حساسية الصدر) بالحج: تعتبر حساسية الصدر من الأمراض المزمنة التي تتميز بحدوث ضيق مفاجيء بالشعب الهوائية والتي تؤدي بدورها إلى صعوبة بالتنفس مما قد يعوق الحاج في أداء المناسك،ولذا يجب على المريض الذي يعاني من مرض حساسية الصدر أن يراجع الطبيب قبل سفره وأن يأخذ معه جميع الأدوية الخاصة به،كما ينبغي عليه إعلام طبيب الحملة المصاحب لهم في الحج،وإذا انتهت الأدوية يمكنه صرفها من الصيدلية أوالمستشفيات القريبة له ما دامت حالتة مستقرة،أما إذا ظهرت عليه أعراض من تهيج القصبات أو ضيق التنفس فيجب عليه مراجعة الطبيب المختص. ويعتبر بخاخ الفينتولين هام جدا لمرضى حساسية الصدر وهو يسمى دواء انقاذ حيت أنه يساعد المريض ويوسع الشعب الهوائية بسرعة شديدة وهو يستخدم فقط عند الحاجة إليه أي في وجود هجمة ربوية حادة،أما البخاخات التي يجب أن تستخدم بانتظام وبصورة يومية لعلاج حساسية الصدر هي البخاخات التي تحتوي على مادة الكورتيزون مع بعض العقاقير الأخرى حسب حالة المريض ورؤيةالطبيب المعالج. وتكمن أهمية هذه البخاخات في أنها توقف تدهور حالة القصبات الهوائية وتحافظ على كفاءة الرئة بصورة جيدة مع مرورالزمن لمنع حدوث أزمات متكررة،كما ننصح بوجوب حمل بطاقة التعريف للأمراض المزمنة فهي بمثابة هوية الإنسان وتمثل ركيزة هامة في سرعة العلاج وجودة الخدمة المقدمة للحاج إذا ما تعرض لمضاعافات أثناء أداء المناسك. بالنسبة للأمراض الصدرية المزمنة وأهمها هو الربو (حساسية الصدر) وبهذا الصدد فإنه يوجد بطاقة تسمى خطة عمل الربو مسجل بها بيانات المريض ووسيلة التواصل مع الطبيب المعالج والأدوية الدائمة التي يستخدمها مع ذكر ايضاً الأعراض التي قد تحدث مضاعفات ويتوجب عندها أن يكون هناك علاج إضافي طارئ،كما يذكر فيها علامات الخطر التي يجب عندها المريض الذهاب مباشرة إلى المستشفى. الإصابة بالعدوى الفيروسية مثال كوفيد ١٩: وتشمل الأعراض النمطية مثل الحمى والسعال أوضيق التنفس. وهناك أيضاً بعض الأعراض المَعدية والمعوية مثل:الإسهال والقيء وآلام البطن،وربما يتسبب في حدوث التهاب بالرئة وفشل في التنفس،الذي يتطلب التنفس الاصطناعي والدعم في وحدة العناية المركزة. مرض السل أوالدرن الرئوي: مرض السل من الأمراض القديمة جداً التي تصيب الجهاز التنفسي وأعضاء الجسم الأخرى،ويعتبر السل الرئوي من الأمراض الرئوية المعدية والتي تنتشر بسرعة أثناء موسم الحج،كما أن اعراضة تشمل سعال مع بلغم بصورة متكررة وتدوم أكثر من أسبوعين دون الاستجابة للعلاج المعتاد مع وجود فقدان للشهية ونقصان بالوزن وارتفاع طفيف بدرجة حرارة الجسم خاصة أثناء الليل مع وجود تعرق شديد. إذا كان المريض مازال في مرحلة الدرن إيجابي البصاق فيجب منعه من الذهاب إلى الحج حيث أنه في هذه الحالة يكون معدياً بصورة مباشرة، أما إذا كان قد بدأ علاجة وأصبح البصاق سلبي فيجب استشارة الطبيب المعالج قبل السماح له بالسفر. طرق الوقاية والحد من انتشار وانتقال الأمراض التنفسية شرب سوائل بكثرة،والتغذية الصحية السليمة،ولبس الكمامات وخاصة في الأماكن المزدحمة،كما ننصح الحجاج المصابين بالإنفلونزا أو الزكام استخدام هذه الكمامات؛لأن هذا قد يقلل من فرص نقلهم العدوى للحجاج الآخرين. وتجنب المكوث في الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، والمداومة على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى التي تستخدم لغسل اليدين، خصوصًا بعد السعال أوالعطاس،واستخدام دورات المياه، وقبل التعامل مع الأطعمة وإعدادها،وعند التعامل مع المصابين أو الأغراض الشخصية لهم، وتجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد،فاليد يمكن أن تنقل الفيروس بعد ملامستها الأسطح الملوثة بالفيروسات،وتهوية مكان الإقامة باستمرار،والحفاظ على النظافة العامة بشكل عام،والحرص على تبليغ طبيب البعثة المرافقة إذا وُجد شخص في مكان الإقامة يعاني كحة مستمرة لفترات طويلة،وإذا كنت مصابا بالسل فيجب إبلاغ البعثة الطبية الخاصة بحملتك لمتابعتك خلال فترة الحج، وعند العودة إلى بلدك، يفضل استشارة الطبيب المختص إذا ظهرت أي أعراض مثل الحمى –السعال أو ضيق في التنفس، وأخذ القاحات الواقية قبل الذهاب للحج،وعمل التطعيمات أو اللقاحات التي تقي الجهاز التنفسي قبل موسم الحج. هناك لقاحات هامة جداً  أولاً:لقاح الوقاية ضد كوفيد19والتي حرصت عليه الجهات المعنية من وزارة الصحة والذي يعتبر أحد أهم اللقاحات حاليا لأخذ تصريح الحج. ثانياً:لقاح الأنفلونزا الموسمية وحقيقة هو لقاح فعال جداً خاصة أنه يقي ايضاً ضد فيروس H1N1 (إنفلونزا الخنازير)،وينبغي على الحاج أن يأخذ هذا التطعيم قبل الذهاب إلى الأراضي المقدسة بفترة لا تقل عن 10-15 يوماً ثانياً:لقاح بكتيريا المكورة الرئوية والذي يقي من الالتهاب الرئوي،وقد أوجبت منظمة الصحة العالمية هذا اللقاح لكل الأشخاص الأصحاء الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما والأطفال أقل من 19 عاما،أماالأشخاص الذين يعانون من أي من الأمراض المزمنة فيجب عليهم  أخذ اللقاح عند عمر الخمسين عاما، وأخيراً فقد أوصت منظمة الصحة العالمية المرضى الذين يعانون من أمراض نقص المناعة الموروثة أوالمكتسبة –ومن هو تحت الغسيل الكلوي الدائم فيجب أن يأخذوا اللقاح حتى ولو كانت أعمارهم دون الخمسين عاماً. ثالثا لقاح الالتهاب السحائي meningococcal vaccine والذي يقي من التهاب الغشاء السحائي للمخ. تقبل الله منكم جميعا وحفظكم من كل سوء.   _______  د.عبير بنت محمد حمادة راوي استشارية الأمراض الصدرية بمستشفيات الحمادي بالرياض. _____ د.عبير حمادة      

مشاركة :