كيف تجعلين هدفك في الحياة أكثر وضوحاً؟

  • 2/27/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أحياناً، أهم الأسئلة التي يمكن أن تطرحيها على نفسك، مثل: من أنا؟ ما هو هدفي؟ كيف يمكنني الحصول على الرضا؟ قد تتلخص في سؤال بسيط للغاية، وهو: ماذا عليّ أن أفعل اليوم؟ ليس من الصعب وضع رؤى عظيمة، ولكن المشكلة هي تنفيذها. فالجميع لديه الكثير من الالتزامات خلال اليوم، والواجبات والمطالب تتراكم بشكل مطرد، هذا عدا عن الإلهاءات، فتصبح القضايا الكبيرة ضبابية حين تكون قائمة الأشياء، التي ينبغي القيام بها كبيرة جداً، كيف يمكننا إذن الاقتراب من تحقيق أهدافنا؟ هذا ما نشرته مجلة Psycholgies مؤخراً حول هذا الموضوع: تخبرنا الحكمة العالمية أن ننظر إلى داخلنا؛ لمعرفة العقبات الحقيقية التي تمنعنا من تحقيق الذات، فالمطالب الخارجية تملأ وقتنا دائماً، والاندفاع في دوامة الحياة اليومية يجعل الوجود حتماً يبدو مثيراً للتوتر والفوضى. ما يمكنك فعله بدلاً من ذلك هو دراسة واقعك "هنا"، حيث يمكن إيجاد الوضوح. ما يجده معظم الناس حين ينظرون إلى داخلهم هو المكونات التالية في تركيبتهم العقلية: • الحيرة: وتظهر على شكل عدم تحديد أولويات واضحة؛ لأن الطريق أمامنا لا يبدو واضحاً وحاسماً. • الإلهاء: يظهر على شكل مئات الأشياء الصغيرة، التي تجذب اهتمامك في هذا الطريق وذاك. • التشويش: يظهر على شكل عدم التفكير المنظم الذي يؤدي إلى نتائج مثمرة. تنظيم العقل لننظر إلى هذه الأمور الثلاثة على وجه التحديد، هناك الجزء الإداري من العقل، وهو ضرورة أساسية، وهناك مجموعة من المشاكل التي تختلف من شخص لآخر، وعلى الطرفين هناك أقطاب متضادة للمفكرين، الذين يسيطرون على الأمور، والمنضبطين بشكل كبير، والحالمين المبهمين. وهنا عدد لا يحصى من الاختلافات في الطريقة التي نستخدم بها عقلنا، ولكن إذا كان هدفك هو الوضوح، فضعي جانباً الأفكار والأحاسيس، التي تملأ عقلك كل يوم، وبدلاً من ذلك، ركزي على هدف إيجاد الوضوح؛ إذ يمكنك حل الحيرة عن طريق تحديد أولوياتك، ويمكن حل مشكلة الإلهاء عن طريق تركيزك على اهتمامك، أما التشويش فيتم حله عن طريق رمي الأشياء غير الأساسية والتمسك بالأمور المهمة أولاً، وقبل كل شيء. تذكري أننا نتحدث عن حياتك الداخلية، لذا تحقيق الوضوح ليس الشيء نفسه مثل تنظيف المنزل أو ترتيب غرفتك، فالحل لا يكمن في مهاجمة المشكلة مباشرة، إذا أصبحت خبيرة نوعاً ما في الكفاءة، يمكنك على الأرجح ترتيب تفكيرك بطريقة أكثر تنظيماً وتركيزاً. ولكن الجهد سيكون كبيراً، ومن المرجح أن تكون النتائج مؤقتة فقط. والأفضل هو إيجاد طريقة لجعل العقل يصبح منظماً ومركزاً وواضحاً من تلقاء نفسه. التوازن بين الاسترخاء واليقظة لقد تعلمنا كلنا، بطريقة أو بأخرى، أن العقل سيخرج عن السيطرة، ويتصرف بجنون إذا لم تتم مراقبته والسيطرة عليه. فهو مثل الطفل يمكن إلهاؤه بسهولة؛ العقل غير المنضبط سيعمل في كل الاتجاهات. ولكن عدداً قليلاً من الناس اختبروا فعلاً ما إذا كانت طبيعة العقل هي فوضوية للغاية. فنحن نعتبر، حين ننظر إلى حيرتنا، أنه من المسلم به أن تحويل الفوضى الداخلية إلى شيء أكثر تنظيماً سيتطلب جهداً كبيراً، وفي هذا المجال تقدم الحكمة سراً قيماً، فهي تقول إن العقل غير المستقر يغير اتجاهه من خلال شيء واحد فقط، ما يجعلنا ننسى من نحن حقاً، فلا يمكنك أن تكوني دمية تحركها المطالب والضغوط الخارجية إلا إذا كنت ترين نفسك شخصاً ثانوياً في حين أن العالم هو الأساسي، ففي النهاية، كيف يمكنك أن تأكلي وتؤمني لك بيتاً وتربي عائلة، وما إلى ذلك دون الخوض في الحقائق الصعبة في الحياة اليومية؟ يكمن الجواب في معرفة من أنت حقاً، واختيار العيش على مستوى الذات الحقيقية. ومن خلال الالتزام بممارسة التأمل، فأنت ترتقين بعقلك إلى هذا المستوى حيث يكون الوضوح طبيعياً وسهلاً. وإذا أخذنا النهر كمثال على ذلك، نرى أن النهر على السطح سريع الجريان ويموج بموجات ودوامات، ولكن إذا غطست فيه، يصبح تدفق النهر بطيئاً وثابتاً، وفي أسفل النهر، قد تكون المياه هادئة جداً، أو راكدة لا تتحرك على الإطلاق. وبالمثل، هناك مستوى في العقل لا يعرف سوى السلام والهدوء والوضوح، ولكن خلافاً لقاع النهر، هذا المستوى ليس راكداً، بل هناك توازن رائع بين الاسترخاء واليقظة. وفي الواقع، فإن العقل المستقر هو الأقدر على تلبية المطالب اليومية؛ لأنه يسترشد بالداخل، فالوعي الذاتي هو المهيمن، ما يعني أنك تعرفين من أنت وإلى أين تذهبين، ويتبين فجأة أن اليوم فيه وقت كاف؛ لكي تحققي ذاتك وتجدي الرضا، وهي ميزة رائعة، دون أن تقف المطالب والواجبات ووسائل الإلهاء في طريقك. كما يؤدي التأمل اليومي المنتظم أيضاً إلى تغييرات في حياتك اليومية يمكن تلخيصها بقائمة من افعلي ولا تفعلي، وهي مجمعة نصائح بحسب خبراء: افعلي: • اجعلي محيطك منظماً ومرتباً. • انظري عن كثب إلى الضغوط التي تحتاجين لمعالجتها. • ابتعدي عن التأثيرات السلبية. • ليكن لديك صديق أو شخص مقرب يشاركك في رؤيتك للوضوح وتحقيق الذات. • ركزي على نفسك عدة مرات في اليوم كلما شعرت بالتشتت أو عدم الاستقرار. • اذهبي للخارج؛ للاستمتاع بهدوء الطبيعة، واستمداد الإلهام منها. • اتبعي روتيناً يومياً منتظماً. • احصلي على ثماني ساعات من النوم الجيد كل ليلة. لا تفعلي: • لا تستمري في أوضاع تتحول إلى فوضى مثيرة للتوتر. • لا تعملي كثيراً إلى حد الإرهاق، سواء النفسي أو الجسدي. • لا تقيدي نفسك بآراء، ومواقف الآخرين. • لا تدعي التوتر دون معالجته. • لا تسمحي بعدم حصولك على نوم جيد في الليل أكثر من مرة، أو مرتين في الأسبوع على الأقل. • لا تغمري نفسك بالأخبار السيئة والاضطرابات الفوضوية في العالم. • لا تتجاهلي إشارات الجسد: اعرفي متى يريد الراحة والغذاء والنقاهة والفرصة لإعادة شحن طاقته من خلال التأمل، ووقت من الهدوء فقط. • لا تنسي تزويد جسمك بطعام وماء وهواء نقي.

مشاركة :