النزاع بين فاغنر والجيش الروسي ليس جديدا ولم تتم تسويته مبكرا، فأصبح تمردا عسكريا شاملا. فالقوة العسكرية العظمى التي نجحت في ترسيخ صورة مثيرة للهيبة لما تملكه من قدرات صاروخية، واستعداد مستميت للقتال، تجد نفسها الآن، أمام نفسها، وبات بعضها يقاتل بعضها. ولو أن الحرب في أوكرانيا تمضي بنجاح، ما كان لشرخ خطير أن يحدث بين قوات مجموعة فاغنر بقيادة يفغيني بريغوجين، وبين وزارة الدفاع التي يقودها سيرغي شويغو، وكلاهما صديق مقرب من الرئيس بوتين. بل إن العملية الخاصة نفسها أثارت الشكوك لدى بريغوجين، عندما اعتبر أن خوضها يتعلق بطموحات شخصية للقادة العسكريين الرسميين. أما الرئيس بوتين فقد انحاز إلى جيشه، واتهم بريغوجين بالخيانة، متوعدا إياه بعقاب قاسٍ، وهو ما يعني أن استسلام فاغنر سوف يقود بريغوجين وضباطه الى السجن، وربما الإعدام، وهو ما يجعل القتال الطريق الوحيد أمام الطرفين. لكن العالم الخارجي يراقب تداعيات الاحداث في روسيا، كلٌ من زاويته، فأوكرانيا ترى في التمرد الداخلي ضعفا يزيد من تفكك قدرات موسكو على الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها، وحلفاء الأطلسي حصلوا على ما يبدو وكأنه هدية مجانية عندما تحولت مصادر التهديد الصادرة من موسكو الى أزمة داخلية، سوف يخرج منها الكرملين بقوة أضعف. وتبقى التضحية بفاغنر هي الخيار الأسهل أمام بوتين، لكنها باهظة التكلفة، فالمنتصر والمهزوم في مواجهة التمرد، لن ينجو من الجروح غائرةَ العمق في جسدٍ أراد شيئا، فحصل على آخر. فما هي الأسباب التي دفعت  فاغنر إلى التمرد ؟ ولماذا لم تتم تسويتها مبكرا؟ وما هي التداعيات على جبهات القتال في أوكرانيا؟ وكيف تنظر إليها دول التحالف الغربي الداعمة لكييف؟ وعلى أي صورة سوف تنتهي الأوضاع في روسيا وعلى جبهات القتال في أوكرانيا؟ هذا ما ناقشه الجزء الأول من برنامج «وراء الحدث» الذي يعرض عبر شاشة «الغد» وفيه تحدث بسام البني، المحلل السياسي و خبير الشؤون الروسية، والدكتورة ثريا الفرا، أستاذة العلوم السياسية بجامعة موسكو . ثريا الفرا: قرارات وزارة الدفاع الأخيرة أثارت غضب وحفيظة قائد فاغنر بسام البني: بريغوجين يسعى لخلق الفوضى في روسيا لخدمة الغرب ومصالحه الخاصة اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر دليل على ضعف روسيا و على عدم الاستقرار السياسي بها، بينما أعلن البيت الأبيض أنه يتابع عن كثب ما يحدث داخل روسيا، فيما حذرت وزارة الدفاع البريطانية من خطورة الموقف، كما أعلنت الرئاسة الفرنسية أنها تتابع الموقف بحذر.. فما تأثير تمرد فاغنر على سير العمليات العسكرية في أوكرانيا؟ وكيف تتابع كييف وحلفاؤها ما يحدث في روستوف؟ حول تلك القضية دار الجزء الثاني من حلقة اليوم السبت لبرنامج «وراء الحدث»، وفيه تحدث من موسكو، مسلم شعيتو، رئيس المركز الثقافي العربي الروس، ومن كييف، محمد فرج الله، رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية، وبسام البني، المحلل السياسي وخبير الشؤون الروسية، والدكتورة ثريا الفرا، أستاذة العلوم السياسية بجامعة موسكو. محمد فرج الله: قائد فاغنر تمرد على بوتين لهذا السبب