كشف المحامي أحمد الرويضي، مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، النقاب لصحيفة اليوم عن تحرك سياسي وقانوني، واسع النطاق على مستوى عربي ودولي، يقوده الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الشرس على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك. وذكر الرويضي أن تنسيقا عاليا يجري بين أبو مازن والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لضمان نجاح ذلك الحراك، مؤكداً أن الأردن صاحبة وصاية على الأقصى، وتمتلك أدوات يمكن أن تستخدمها ضد إسرائيل لوقف أي مخطط عدواني تجاهه، مبيناً أن أي اعتداء إسرائيلي على الأقصى يعني حرق أصابع أيدي الجميع. واعتبر أن أي تغيرات على الوضع القائم بالأقصى يمثل اعتداء على اتفاقية وادي عربة الموقعة بين الأردن وإسرائيل، واتفاقية الوصاية الموقعة بين فلسطين والأردن، موضحاً أن المسؤولية التاريخية وفقاً لاتفاق الأردن فلسطين، يؤكد أن الأوقاف الإسلامية الأردنية هي المسؤولة عن إدراة الأقصى، بكامل مساحته، والبالغة 144 دونما تشمل القباب، والمسجد القبلي، والأقصى القديم والمرواني وقبة الصخرة، وحائط البراق. وبين الرويضي أن إسرائيل يجب أن تلتزم بالوضع الذي كان قائماً قبل اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، عقب اقتحام أريل شارون زعيم حزب الليكود اليميني في حينه لباحات المسجد الأقصى، مؤكداً أن المسؤولية الأمنية على الأقصى يجب أن تكون للأردن عبر حراس المسجد، لكن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرئيلية المتطرفة يعتبر نفسه، صاحب القرار بشأن السماح لمن يدخل الأقصى بأي وقت، وهو أمر مرفوض فلسطينيا.ً وأوضح أن الحكومة الإسرائيلة لم تفهم حتى اللحظة، الرسالة من الهبة الشعبية التى انطلقت ضدها، مطلع أكتوبر الماضي، على خلفية اقتحام المستوطنيين المتطرفين بشكل يومي للمسجد الأقصى. وقال: الفلسطيني لن يسمح بأي حال من الأحوال أن يحدث أي تغيير إسرائيلي للحقائق التاريخية الإسلامية الفلسطينية بالمسجد الأقصى ومدينة القدس. واعتبر أن الهبة الجماهيرية أفشلت مخططات نتنياهو تجاه الأقصى، قائلاً: نتنياهو اعتقد أن الانشغالات العربية الداخلية ستمكنه من فرض المزيد من الوقائع وتغيير المعالم بالقدس والأقصى، لكن الهبة اثبتت عكس ذلك، وأكدت أن اعتداءات واقتحامات المستوطنين اليومية للأقصى لن تمر مرور الكرام. وبين أن حراك الرئيس الفلسطيني يأتي بالتزامن مع عقد منظمة التعاون الإسلامي لمؤتمرها في السادس والسابع من مارس المقبل في إندونيسيا، متأملاً بأن يصدر عن المؤتمر قرارات صارمة تجاه إسرائيل لما يتعرض له الأقصى من انتهاكات، مطالباً المؤتمرين بأن تتضمن قراراتهم تعزيز صمود المقدسيين بشكل مادي وسياسي وقانوني، مؤكداً أن المقدسيين هم خط الدفاع الأول عن الأقصى والقدس. إلى ذلك انتقد مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، منظمة اليونسكو، لعدم اتخاذها قراراً جديا ضد إسرائيل في أعقاب منع لجنة تقصي الحقائق التي أرسلتها للكشف عن جرائمها بشأن الحفريات تحت الأقصى، رافضاً وضع إسرائيل لشروط مسبقة أمام عمل اللجنة. وكانت إسرائيل اشترطت على اللجنة عدم زيارة كلا من البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وهو ما اعتبره الرويضي أمراً مضحكاً سيما وأن كل اعمال الحفريات تجرى تحتهما. وتعد مدينة القدس ضمن قوائم الأثر الحضاري منذ عام1982 والذي تشرف اليونسكو على رعايته. مشيراً إلى أنهم يطلعون المؤسسات الدولية والقانونية بشكل يومي على خطورة الممارسات الإسرائيل داخل الأقصى، لكنها لا تحرك ساكنا.
مشاركة :