تصاميم مبتكرة ومستدامة في معرض «النوفل» المقام حالياً بمركز التصاميم 1971 في الشارقة. ويشارك فيه مجموعة من طلاب الهندسة المعمارية، الذين تخصصوا في وضع جماليات فنية، تفيد رواد الشاطئ بمعايير مُستدامة. عنوان الكرم وقد أطلق العرب القدماء اسم «النوفل» على البحر، وهي كلمة تصف أيضاً الشخص فائق الكرم والجود، وإذا أردنا جمع المعنيين في كلمة واحدة لكان أفضل ممثل عنها هو الخليج العربي، الذي يعد عنواناً لسخاء البحر على دول المنطقة، ويلعب دوراً حاسماً في دفع عجلة نموها وازدهارها، فلطالما شكلت سواحل الخليج بوابة تربط المنطقة بالعالم على الصعيدين الثقافي والاقتصادي. ومشروع النوفل يقدم 1971 مركزاً للتصاميم في الشارقة، بالتعاون مع كلية العمارة والفنون والتصميم في الجامعة الأمريكية بالشارقة، حيث يكلف المشروع أربعة طلاب باختصاص الهندسة المعمارية بإعداد دراسة خاصة لتجميل شاطئ الحيرة. ويبتكر الطلاب من خلال المشروع تصميماً لمجسم تفاعلي، يمتازُ بمظهر ملهم وخواص عملية، من شأنها تحقيق الفائدة لرواد شاطئ الحيرة، وتتناول الدراسة الأهمية الاستراتيجية للمناطق الساحلية في الدولة وإسهامها في تعزيز النظم البيئية والتجارية وتطوير الثقافة الحضرية والمجتمعيّة ودفع عجلة التطور. كما يستكشف الطلاب الموارد الموجودة في الموقع، وسبل الاستفادة منها في عمليات التصميم. وينقسم المشروع إلى مرحلتين، تتضمن الأولى التعريف بالطلاب المشاركين ودعوة مجموعة من الخبراء الإقليميين في مجال العمارة والتصميم لعقد جلسات نقاش حول تطوير المشروع، بينما تتضمن المرحلة الثانية إطلاق التصميم النهائي للمجسّم على شاطئ الحيرة وإقامة معرض توثيقي، يسلط الضوء على عملية التصميم والتطوير الخاصة بهذا العمل. أحجار بحرية «البيان» التقت فاطمة المحمود القيّمة الفنية للمعرض، فقالت: «تم التركيز ودراسة المواد الموجودة على شاطئ الحيرة، والتفكير في إجراءات مُستدامة لبناء شيء مبتكر ووظيفي. قام الطلاب بالبحث في مواد معينة منها المخلفات البلاستيكية والأحجار البحرية وغيرها. ومن ثم استخدموا هذه المواد لإنشاء أعمال فنية أو تصاميم تفيد رواد الشاطئ بمعايير مُستدامة. هذا المشروع يعكس الاهتمام بالمواد والاستدامة والابتكار، ويطمح أن يكون له تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة». تراث محلي وأكدت المحمود رؤية معرض «النوفل»، حيث تعزز تضمين الفن في العمارة بإمارة الشارقة، وتتمحور حول توفير منصة لتواصل ودمج الفن والعمارة معاً، وتبادل المعرفة، وتابعت: «يعزز المعرض التواصل بين الفن والعمارة، ويسهم في رؤية تطوير وإثراء المشهد المعماري في المنطقة. وذلك من خلال البحوث العميقة، التي قام بها الطلاب، إذ تعرفوا على تاريخ المنطقة من حيث العمارة والتخطيط العمراني، فتاريخ المنطقة يعكس التقاليد والثقافة والتراث المحلي، وهذا يمكن أن يلهم المصممين المعماريين في المعرض لتكوين فهم أعمق للسياق المعماري، وتطبيق ذلك في مشروعاتهم». وتابعت: الفن يرتبط بالعمارة بجوانب عدة، فيمكن أن يعكس التواصل والتفاعل بين الإنسان والبيئة المبنية حوله، كما يمكن أن يعزز الجمالية والابتكار في التصميم المعماري. يستخدم الفن في العمارة وسيلة للتعبير الإبداعي، وتحقيق تأثيرات بصرية وتجربة مميزة للمشاهد أو الزائر. إن تكامل ودمج الفن والعمارة يمكن أن يخلق مساحات مستوحاة ومبتكرة، تسهم في تحسين جودة الحياة والتواصل البشري. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :