باريس - (أ ف ب): تابعت دول العالم بقلق وترقب أمس مجرى الأحداث في روسيا في أعقاب التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاجنر ضد القيادة العسكرية للبلاد، في ما يشكل أبرز تحدّ داخلي يواجهه الرئيس فلاديمير بوتين في خضمّ النزاع في أوكرانيا. في ما يأتي عرض لأبرز مواقف دول وحكومات بشأن التمرد الذي اعتبره بوتين «طعنة في الظهر» و«خيانة»: أعلنت وزارة الخارجية أن قطر تتابع «بقلق بالغ تطورات الأوضاع» في روسيا، داعية إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات». وحذّرت من أن «تفاقم الأوضاع في روسيا وأوكرانيا سيكون له تبعات سلبية على الأمن والسلم الدوليين، وعلى إمدادات الغذاء والطاقة، التي تأثرت أساساً بالأزمة الروسية الأوكرانية». اعتبر مستشار رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أنه «في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها روسيا أصبحت الحاجة إلى حل سياسي يُعالج الأزمة الأوكرانية وتداعياتها أكثر إلحاحاً لتجنيب العالم المزيد من الاحتقان». ورأى أن «الحلول السياسية لم تعُد خياراً بل ضرورة لتفادي الصراعات وانعكاساتها السلبية على مسارات الاستقرار والتنمية في العالم». ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوجان في اتصال مع نظيره فلاديمير بوتين أمس السبت الى تحكيم المنطق في روسيا، مبديا استعداده للعمل على إيجاد «حل سلمي» للأزمة. وأورد بيان للرئاسة التركية أن أردوجان «شدد على أهمية التصرف من خلال تحكيم المنطق»، وأنه «قال إننا، كتركيا، على استعداد للقيام بدورنا من أجل إيجاد حلّ سلمي للأحداث في روسيا في أسرع وقت ممكن». وأعلن الكرملين في وقت سابق أن بوتين تلقى من أردوجان «دعمه الكامل» في مواجهة التمرد. وأكد في بيان أن بوتين أطلع أردوجان على «الوضع في البلاد المرتبط بمحاولة التمرد المسلّح»، مشيرا إلى أن الرئيس التركي أعرب عن «دعمه الكامل لكل الإجراءات المتخذة» من نظيره. واعتبرت بيلاروس، الجارة الحليفة لروسيا، أن التمرد هو «هدية» للغرب، محذّرة من أنه قد يتحول الى «كارثة». ونقلت الخارجية عن بيان لمجلس الأمن القومي: «أي تحريض، أي نزاع داخلي في الدوائر العسكرية أو السياسية، في مجال المعلومات أو المجتمع المدني، هو هدية إلى الغرب مجتمعا». واعتبر الرئيس فلاديمير زيلينسكي أن تمرّد مجموعة فاجنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها. من جهتها رأت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار أن التمرد «فرصة» لبلادها. وكتبت عبر تلجرام: «يقاتلوننا لكنهم يدمرون أنفسهم. ما معنى ذلك بالنسبة إلينا؟ فرصة»، مؤكدة أن أوكرانيا تواصل عملها حتى تحقيق «النصر». وأكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن واشنطن ستبقى على «تنسيق وثيق» مع حلفائها بشأن الأحداث في روسيا. وأوضح: «تحدثت اليوم إلى وزراء خارجية دول مجموعة السبع ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي للبحث في الوضع الراهن في روسيا. الولايات المتحدة ستبقى على تنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء مع تطور الوضع». وكان متحدث باسم الرئاسة الأمريكية قد أكد في وقت سابق أن البيت الأبيض يراقب الوضع في روسيا، مشيرا إلى أن الرئيس جو بايدن أطلِع على ما يجري. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج: «نراقب الوضع وسنتحدث مع حلفائنا وشركائنا» بشأن التطورات. واكتفت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي بالتأكيد أن التحالف «يراقب الوضع». وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن التكتل القاري «يراقب عن كثب الوضع في روسيا. وعلى تواصل مع القادة الأوروبيين والشركاء في مجموعة السبع». وأوضح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل أنه «على تواصل دائم مع سفيرنا في موسكو، ونواصل مشاوراتنا الداخلية مع الدول الأعضاء». وأكد قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع الأوضاع عن كثب، مضيفا: «نواصل التركيز على دعمنا لأوكرانيا». وتتابع الحكومة الألمانية «عن كثب الأوضاع في روسيا»، وفق ما أكد متحدث باسمها لوكالة فرانس برس. ونصحت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها بتفادي وسط موسكو والمباني الحكومية والمقرات العسكرية في العاصمة. ورأت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أن ما يجري «يظهر كيف إن الاعتداء على أوكرانيا يتسبب في عدم استقرار في روسيا أيضا». وحضّ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك «كل الأطراف على تحمّل مسؤوليتها لحماية المدنيين». وأضاف أنه على تواصل مع قادة الدول الحليفة «مع تطوّر الوضع. سأتحدث الى بعضهم. الأهم بالنسبة إلينا هو أن تتصرف كل الأطراف بمسؤولية». واعتبرت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر أن الوضع في روسيا «خطر» وقيد المتابعة «لتبيان ما سيكون أثره على النزاع» في أوكرانيا. وحذر المستشار النمساوي كارل نيهامر من مخاطر «الأسلحة البيولوجية، والكيماوية، والنووية» في حال غرقت روسيا في فوضى شاملة. وأكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أن «الحكومة تتابع عن كثب الوضع في روسيا. الوضع خطر».
مشاركة :