عاشت روسيا أمس يوماً ثقيلا عقب تمرد قائد مجموعة فاغنر المسلحة، يفغيني بريغوجين، على الجيش الروسي، انتهى باتفاق من خمسة بنود بوساطة من بيلارويسا، وهو الاتفاق الذي وصفه قائد فاغنر بأنه جنّب روسيا “حمام من الدماء”. ومنحت بيلاروسيا لقائد فاغنر مجموعة من الضمانات، والتي أعقبها موافقة بريغوجين على التراجع باتجاه لوغانسك، ولعل أبرز البنود التي وردت في الاتفاق هو أن بريغوجين يمكنه التنقل إلى بيلاروسيا دون أي متابعة قضائية، وإعفاء مقاتلي فاغنر من أية ملاحقات كذلك، كذلك يتيح الاتفاق إمكانية التعاقد بين فاغنر ووزارة الدفاع الروسية. وأشار مراسلنا من موسكو إلى أن هذا الاتفاق جنّب موسكو معارك شرسة كانت ستندلع بين قوات الأمن الروسية ومجموعة فاغنر، لافتا إلى أن أغلب المدن الروسية بما فيها العاصمة شهدت هدوءا عقب الاتفاق مع المجموعة المسلحة. وتابع أن الاتفاق يتيح لوزارة الدفاع الروسية التعاقد مع فاغنر ما يسمح الاستفادة من تلك العناصر في المعارك بأوكرانيا، وتوجيه تلك المجموعة وفقا للوزارة. أكد مراسلنا أن محادثات الرئيس البيلاروسي مع قائد فاغنر لم تتطرق لاستدعاء وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان. ولفت إلى أن هناك من يرى أن بريغوجين، المعروف باسم طباخ الكرملين، قد قدم طبقه الأخير للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومنحه فرصة لتحقيق بعض المكاسب، حيث أصدر الرئيس الروسي أمس 3 قوانين حاسمة ومررها في ظل انشغال الجميع بالتمرد المسلح الذي قاده بريغوجين. ويرى بعض الخبراء أن المستفيد من الأكبر من هذه الأزمة التي عاشتها روسيا بالأمس هو الرئيس بوتين، حيث استطاع تمرير عدة قوانين استطاع من خلالها دعم زيادة أعداد القوات المسحلة الروسية ومسار العملية العسكرية في أوكرانيا، كما منحت الفرصى للرئيس الروسي لإعادة ترتيب وزارة الدفاع وإزاحة بعض القيادات التي لم تبلي حسنا خلال العمليات في أوكرانيا، وهي نقطة الخلاف الكبيرة التي كان يركز عليها قائد فاغنر منذ بدء العملية واتهامه لوزارة الدفاع بارتكاب الكثير من الأخطاء.
مشاركة :