من المرجح في ظل التوقعات التي تشير لتدفق موجة من الغاز الطبيعي المُسال الأميركي في الأسواق نهاية العام الحالي، تساور المستثمرون في قطاع الطاقة مخاوف شن شركة جازبروم الروسية العملاقة، حرب أسعار شبيهة بتلك التي يعاني منها سوق النفط. ويبدو أن حرب الأسعار، هي أخر ما تحتاجه روسيا التي تضررت بشدة جراء انخفاض أسعار النفط. ويقول بعض المحللين، إن مثل هذه الاستراتيجية التي تنتهجها جازبروم، ربما تكون صائبة، خاصة وأن انخفاض الأسعار في سوق الغاز الأوروبية، يعني الدفع بهذه الأسعار للمستوى الذي يصبح فيه شحن الغاز من أميركا غير مربح، وأن القيام بذلك يحمي حصتها السوقية في منطقة تشكل معظم أرباحها. ولا تخلو مثل هذه الخطوة من التداعيات على سوق الطاقة العالمية، حيث من المرجح أن ينجم عن حرب أسعار تعم سوق الغاز الأوروبية، أثار وخيمة على مناطق وسلع أخرى، من الغاز الطبيعي المُسال في أستراليا، إلى الفحم في كولومبيا، بجانب تهديدها لقطاع الغاز الأميركي الوليد. ووفقاً لمسؤولين في جازبروم، تملك الشركة نحو 100 مليار متر مكعبة من سعة الإنتاج الاحتياطي، مدعوماً بالاستثمارات التي تتفاءل بقوة الطلب في المستقبل. وتساوي هذه السعة ما يقارب 25% من إنتاجها ونحو 3% من إنتاج العالم من الغاز. وكما هو الحال بالنسبة للمملكة السعودية التي أثار النفط الصخري الأميركي قلقها والتأثير على حصتها السوقية، تواجه جازبروم مشهداً مشابهاً في سوق الغاز. وأطلق تدفق الغاز الرخيص نتيجة طفرة الغاز الصخري الأميركي، العنان لموجة من مشاريع الغاز الأميركي خلال السنوات القليلة الماضية. ومن المنتظر، تصدير أول شحنة من الغاز الأميركي في غضون شهري مارس وأبريل المقبلين والتي تساوي سعة تصديرها قيد الإنشاء، ثلثي صادرات جازبروم لأوروبا. وتُعد جازبروم واحدة من بين الأقل تكلفة في إنتاج الغاز في العالم والتي لا تزيد عن 3,5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بالمقارنة مع 4,3 دولار بالنسبة للغاز الأميركي. ... المزيد
مشاركة :