ونحن على بعد أيام تفصلنا عن العيد، دعونا نستذكر فرحة العيد وضحكاته البريئة وتكبيرات يوم عرفة ولا ننسى فرحة الأطفال بالعيدية، يقال إن الأطفال هم الأكثر فرحاً وسعادة بالعيد، بل أحياناً يشار لهم بأنهم الأكثر كسباً وفائدة في هذه الأيام السعيدة، ولكن العيد للجميع وليس فقط للأطفال، ربما فرحة الصغار تأتي بتلك الضحكات البريئة والألعاب العفوية والركض في أنحاء المنزل، في تلك الفوضى الجميلة التي يصنعها أحباب الله الصغار حولنا، ولكن جمالية العيد عندما نفرح جميعاً بالعيد بكل عفوية وبساطة، عندما نعبر عن سعادتنا للأهل والأسرة والأصدقاء، عندما نمارس العفوية والبساطة في الضحكات وتبادل التهاني وعبارات الفرح، لماذا لا نبتهج بتلك المناسبات؟ لماذا لا نحاول أن نسترجع طفولتنا؟ ونتذكر كم كنا سعداء بالعيدية، كم كنا نفرح بها عندما نتلقاها من أسرنا وعماتنا وخالاتنا وجداتنا، كنا نفرح بها طيلة اليوم ونعدها بكل فرح وسرور، كان العيد يفرحنا ببساطته وتجمعات الأسرة، كما نمارس طقوس العيد قبلها بوقت، نجهز ملابس العيد والحناء وعمل كعك العيد وتنظيف البيت والاستعداد بالبخور والعطور، كما كانت جدتي، رحمة الله عليها، تجهز لنا البلاليط، واللقيمات والخبيص والثريد والساقو، كلها من الأكلات الإماراتية التراثية، كنا نسعد بها وبقصصها وبحكاياتها، أتوقع كلنا لدينا ذكريات جميلة عن العيد، ذكريات من طفولتنا لا تنسى، ربما نحتاج في أعيادنا أن نعود لممارسة السرور بكل عفوية وتلقائية وننسى فكرة أن العيد للصغار فقط. ماذا عنا نحن الكبار؟ ألا نحتاج أن نبهج أنفسنا؟ أن نفرح بهذه المناسبة؟ ألا يفترض بالعيد أن يطلق ما في دواخلنا من الفرح والسرور وذكريات الطفولة أن نبتهج ونضحك بكل تلقائية؟ ربما نحتاج من العيد أن يساعدنا في أن نبتهج وننطلق بكل حرية ولعب ونتخلص من العقبات والعثرات التي نعاني منها، نصيحة من القلب يا أصدقاء، دعونا في الأعياد القادمة أن نغير نظرتنا للأيام والناس والحياة والظروف وأن نجعل من الأعياد وسيلة للفرح، إنه العيد يأتي إلينا حتى يخبرنا أن نبدأ بتفاؤل وعفوية، العيد يريد أن يبلغنا أن الفرح والابتسام وسيلة يمكن لها أن تقهر الصعاب، العيد يريد منا أن نتعلم من هؤلاء الأطفال انتهاز الفرصة، فرصة السعادة وأوقاتها، وننسى همومنا ومتاعبنا وتعاستنا، وحتى هذا القلق خلال هذه الأيام، في أعيادنا يفترض أن تغطينا البهجة والفرح والسعادة والمحبة والعطاء والتسامح، لنكن مثل الأطفال في العيد في ضحكاتهم، سعادتهم، وحتى في فرحتهم بالعيدية، لنترك الكراهية والخوف والحزن والبؤس والعبوس خلال هذه الأيام. لنكن كالأطفال لا تغادرنا البسمة، نركض بفرح هنا وهناك، نتحدث في مرح وسرور، نضحك في خفة، دعونا نستشعر في العيد بطفولتنا دعونا نعطي العيدية أياً تكن، نقوداً أو حلوى أو قالباً من الشوكولاته أو حتى ابتسامة ونقدمها لبعضنا البعض، لنتبادل الهدايا بكل لطف مهما كان سعرها ورمزيتها، المهم أن نكون سعداء بالعيد وأوقاته وساعاته الثمينة، دعونا نستغله في علاج أوجاعنا الاجتماعية ومحاولة الاقتراب من الأسرة والأصدقاء والأقارب، لنتصل بالأحباب ونسامح بعضنا البعض، المهم أن نشعر بجمالية العيد وفرحته، دعونا نغني العيد فرحة وأجمل فرحة تماماً كالأطفال.. عيدكم مبارك. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :