من يتجول في شوارع مدننا الكبيرة وخاصة مدينة جدة يفاجأ بالحجم الكبير لذلك التشويه والتضليل والابتزاز الذي تمارسه بعض العمالة الوافدة بعشرات الطرق الملتوية كتشويه أعمدة الإنارة وحوائط الجدران ومحطات الكهرباء بتلك الإعلانات تحت مسمى (أبو فلان وأبو علان لشراء العفش المستعمل) أو ( مدرس كذا وكذا من جامعات كذا وكذا لتدريس كذا وكذا ) ونماذج أخرى لاحصر لها من الإعلانات العشوائية التي أجزم أنها مغشوشة في معلوماتها وهدفها الابتزاز وتحصيل المال بطرق ملتوية والتي تنتشر في شوارعنا وعلى أبواب وجدران منازلنا ولا تراعي حرمة منزل أو رصيف أو عمود إنارة أو جسر أو حتى مدخل مسجد أو جداره ، وكل ذلك يمارس دون رقيب أو حسيب من أمانات المدن وبلدياتها وخاصة أن كل تلك الإعلانات السابقة وما شابهها مدون به رقم هاتف، أي أن الوصول الى صاحبه سهل وميسر مما يسهل عملية محاسبته لو وجد هنالك من يحاسب .! ولاشك أن تلك الممارسات غير الحضارية إنما تدل على قلة وعي وعدم شعور بالمسئولية وفقدان المحاسبة والمتابعة من قبل الجهات ذات العلاقة ، فمن فقد المحاسبة أساء الأدب ،فمثلاً من يقف عند إشارة المرور أو مدخل مسجد أو سوق أو مدرسة أو جدار حديقة أو منزل فينظر حوله سيجد العشرات بل المئات من تلك الإعلانات التي لم يراعَ فيها أدنى متطلبات الذوق العام . وفي محاولة مني لرصد الحقيقة بشكل أكثر دقة قمت بإحصاء عدد بعض تلك الإعلانات العشوائية الموجودة على عمود واحد فوجدتها ثمانية عشر إعلاناً ، وعلى جدار جسر فوجدتها تفوق المائة بكثير،علماً بأن جميع تلك الإعلانات تثبت بواسطة الغراء الذي يصعب إزالته ، فبالله عليكم كم حجم التشويه الذي تتركه تلك الفوضى الإعلانية . ولعل الأكثر إيلاماً أن أصحاب تلك الاعلانات هم من العمالة الوافدة غير النظامية أو السائبة والدليل تسميتهم ( أبو فلان وأبو علان ) أما من يدعي التدريس فليس لهم علاقة من قريب أو من بعيد بالتدريس لكنهم مارسوا التضليل والتزوير لكسب المال بطرق ملتوية بعد أن وجدوا الأبواب مفتوحة أمامهم في مقابل صمت المسئولين وقلة المتابعة والمحاسبة علماً بأن ممارساتهم ليست في الخفاء ولا يصعب على من أراد أن يتابع أو يحاسب لكن يبدو أن الجهات ذات العلاقة تغض الطرف عن ممارساتهم ولا نعلم لذلك سبباً . فهل نسمع قريباً بقرارات صارمة حيال أولئك الممارسين لتلك الأعمال التي أؤكد على أنها فقط للتشويه والتضليل والتزوير ؟ .
مشاركة :