تحتضن هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية والبالغة مساحتها 91.500 كيلومتر مربع داخل نطاقها الواسع، جزءا كبيرا من أشهر وأهم طرق الحج ذات التراث الثري في تاريخ الإسلام "درب زبيدة"، الذي يعد معلما تاريخيا لا يزال مشهودا حتى الآن، يحمل عبقا أثريا بوصفه طريقا للحجاج والتجارة، ويعد من أشهر الطرق التي استخدمها حجاج بيت الله الحرام الذين قدموا من الكوفة وبعض أنحاء بلاد الشام في رحلتهم إلى أداء مناسك الحج ولا تزال أطلال الدرب باقية وشاهدة على مسار تاريخي لضيوف الرحمن. ويقع في نطاق المحمية أكثر من 400 كيلومتر من امتداد الطريق البالغ طوله من الكوفة بالعراق إلى مكة المكرمة نحو 1400 كيلومتر، ويشمل عديدا من المحطات الرئيسة والثانوية داخل حدود المحمية، تضم عشرات المعالم الثرية بالعناصر التاريخية والأثرية والثقافية القوية التي تتركز أغلبها حول درب زبيدة الشهير؛ كما تتميز المحمية بخصائص طبوغرافية متنوعة مثل وديان التيسية، والجبال والوديان المتتابعة في الشمال والشرق، وصحراء النفود الكبير في الغرب. ومن أشهر المحطات الرئيسة والثانوية لهذا الدرب محطة زبالا: الغنية بالآثار الخالدة وهي إحدى المحطات الكبرى على درب زبيدة (طريق الحج الكوفي). ومن المحطات كذلك محطة الشيحيات كما يضم درب زبيدة محطة حمد ومن أهم معالمها، بركة، ووحدات معمارية متفرقة بأحجام ووظائف مختلفة، إضافة إلى محطة العشار وتضم محطة العرائش: العرائش الأوسط (التنانير) التي تحتوي على تسع وحدات معمارية. وتحتوي محطة الوسيط الغربي على 20 وحدة معمارية متعددة الأشكال والوظائف، وهي منتشرة على مساحة مستطيلة. وتعد محطة البدع من المحطات الكبيرة على الدرب؛ حيث تحتوي على 120 وحدة معمارية على امتداد 800×650م، من أهم معالمها: بركة مستطيلة الشكل، وبئر مطوية بالحجارة دائرية الشكل قطرها 11م؛ وتتميز هذه البئر بوجود مدخل عند قاعها بعرض متر واحد وارتفاع مترين، يمتد هذا المدخل بشكل دهليز ينتهي إلى السطح الأرض بالجهة الغربية من البئر، وعديد من الآبار، وثلاثة حصون، الحصن الجنوبي مستطيل الشكل، والحصن الأوسط مربع الشكل، والحصن الشمالي، ووحدات معمارية متفرقة بأحجام ووظائف مختلفة.
مشاركة :