تمكن المطبخ السلوفيني بفضل طاهية كسرت قواعده التقليدية من أن يبرز في غضون بضعة أعوام على خريطة فن الطهو العالمية، من خلال توفيقه بين نهج استخدام المنتجات المحلية، وفق إيقاع المواسم، ومقاربة طليعية تمزج بين النكهات اللاتينية والجرمانية والسلافية. وبحسب "الفرنسية"، تؤكد الشيف الحائزة نجمتين من "ميشلان" آنا روش (50 عاما) أن "الطاهي يجب أن يرى أمامه النكهات كما الرسام الذي يرى الألوان، ولطالما أحببت التوليفات التي تنفجر في الفم". حولت هذه المرأة العصامية في 20 عاما نزلا عائليا متواضعا في منطقة وادي سوكا على الحدود مع إيطاليا، إلى ممر لا بد منه للذواقة من عشاق السفر، مع أن سيرة حياتها لم تكن توحي أن المطبخ سيكون عالمها. وترى روش أن أطباقها "تذهل العقول"، مذكرة بإحدى من أولى وصفاتها الناجحة، وهي سمكة درعي (او بار) مغمسة بالليمون الحامض والريحان، مصحوبة بمعكرونة بالقهوة. وبعد أعوام من التجارب والعمل المضني وابتكار الوصفات، شكلت مشاركتها 2016 في برنامج الطهو "شيفز تايبل" تكريسا لموهبتها. وسرعان ما بدأ السياح، من نيوزيلنديين ويابانيين وأمريكيين وسواهم، يقبلون بكثافة على مطعمها، فيما توالت الجوائز في رصيدها. واختارها تصنيف "بست 50" بعد فترة وجيزة "أفضل طاهية في العالم". واحتل مطعمها المرتبة الـ32 في نسخة 2023 من هذه القائمة التي صدرت قبل أيام. وفي 2021، انتزعت أول نجمتي "ميشلان" لبلدها الصغير، خلدتهما وشما بالحبر الأحمر، الذي لا يمحى على اثنتين من أصابعها. وقلما تحصل نساء على هذا التصنيف المرموق، إذ ينظر إليهن على أنهن "كائنات غريبة" في هذا المجال، بحسب روش، إلا أنها تلاحظ أن "المشهد في طور التغيير مع الأجيال الشابة". وفي مبنى مطعمها ذي اللون الزهري الذي تصل فاتورة الشخص الواحد فيه إلى 225 يورو، تشرف آنا روش على فريق من نحو 40 موظفا من 20 جنسية، يتولون إعداد الأطباق. وتسعى إلى توسيع إمبراطوريتها قريبا بافتتاح حانة صغيرة بأسعار مقبولة في العاصمة ليوبليانا، حيث تدير أصلا محلا للحلويات.
مشاركة :