أكد الخبير في الدراسات الاستراتيجية من مملكة البحرين حمد إبراهيم لـ«الحياة» أن الجهات التي تمثل وزارة الخارجية هي سفارات الدول، وأن البدء في استعادة العلاقات يبدأ من خلال حلقة وصل السفراء مع وفود الدول الموجودة فيها، وأن هذه بدايات ربما تتوصل بها البلدان إلى حل لإنهاء الأزمة، التي أصبحت مثاراً للجدل بعد تدخل «حزب الله» اللبناني في خصوصيات السعودية ومنطقة الخليج العربي. وأوضح إبراهيم: «الأمر لا يتعلق باستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فحسب، وإنما بمنطقة الخليج العربي، التي أعلنت تأييدها لموقف المملكة، ولاسيما أن هناك تحفظاً على عدم إدانة ما يحدث من تعديات إيرانية في المنطقة من جهة دولة لبنان، وهذا مخالفات للسياسات الخارجية ولا يتماشى مع مصالح الدول، وخصوصاً أن السعودية قدمت كثيراً من التضحيات لأجل لبنان، وفي فترات عدة». وتابع: من أبسط الأمثلة أن المملكة العربية السعودية خصصت 550 مليون دولار لإعادة إعمار 208 قرى في مختلف المناطق اللبنانية، و36 مبنى مدمرة بالكامل في الضاحية الجنوبية، وبلغ مجموع الوحدات السكنية المدمرة والمتضررة التي قدمت المملكة مساعدات لأصحابها 55190 وحدة سكنية». وأضاف: هذا المبلغ يشمل ما أسهمت به المملكة في إصلاح البنى التحتية المدمرة جراء العدوان الإسرائيلي، ومبلغ 50 مليون دولار، أسهمت بها المملكة في كلفة أعمال الإغاثة العاجلة التي قامت بها الهيئة، (وتشمل إغاثة النازحين وإصلاح الأضرار وإزالة الأنقاض ودفع المساعدات لذوي الشهداء والجرحى وغيرها)، وكذلك تنفيذ واستكمال عدد كبير من مشاريع البنى التحتية في مختلف المناطق اللبنانية. واستطرد: إضافة إلى ذلك كله، قدمت المملكة مساعدات إضافية بمبلغ 84 مليون دولار، لدعم تلامذة المدارس الرسمية، على مدى الأعوام من 2006 إلى 2009، و100 مليون دولار لدعم وتجهيز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، كما أودعت مبلغ بليون دولار أميركي لدى مصرف لبنان لدعم الاستقرار النقدي في لبنان. وأكد أن العلاقات السياسية تحكمها إطارات متعددة لا تخرج على التناغم والتلاحم في المواقف الموحدة، والأمر لا يتوقف على السعودية، فخلال عام 2006 قدمت الكويت وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة هي الأخرى مساعدات كبيرة. وواصل خبير الدراسات الاستراتيجية البحريني: خصصت الكويت 315 مليون دولار، منها 15 مليون دولار لأعمال الإغاثة العاجلة، و115 مليون دولار لإعادة إعمار 24 قرية في الجنوب، و9 مبان مدمرة في الضاحية الجنوبية، أي 10957 وحدة سكنية. وأكمل: كذلك، فإن دولة قطر قدمت 300 مليون دولار، خصصت لإعادة إعمار أربع قرى وبلدات في الجنوب اللبناني، وهي: الخيام، وبنت جبيل، وعيتا الشعب، وعيناتا، إضافة إلى إعادة إعمار مدارس ومستشفيات في هذه البلدات. أما الإمارات العربية المتحدة فقدمت 102 مليون دولار، خصصت لتمويل مشروع نزع الألغام، وإعادة إعمار وترميم وصيانة المدارس، ومشروع الكتاب المدرسي، ومساعدات للصيادين في الأوزاعي، ومساعدات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عين الحلوة، وشراء مولدات كهربائية. من جانبه، أكد المتخصص في العلاقات الدولية عبدالسلام موسى أن «السفارة هي الممثل لوزارة خارجية البلد»، مبيناً أن الوفود تمثل حلقة وصل بين البلدين، لما للعلاقات الدولية من تأثير في المسار الدبلوماسي.
مشاركة :