اشتباكات عنيفة وقصف في الخرطوم ودارفور

  • 6/26/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تجددت الاشتباكات العنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع جنوبي العاصمة الخرطوم وفي إقليم دارفور، فيما قالت مسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ«الاتحاد»، أن الوضع الإنساني مقلق جداً ويتجه إلى تحول كارثي على القطاعات الحيوية كافة. وقال شهود، إن الخرطوم شهدت تصاعداً في حدة الاشتباكات والقصف مع دخول الأزمة أسبوعها الـ11، وهو ما تسبب في نزوح 2.5 مليون شخص والتسبب بأزمة إنسانية. وقال سكان في الخرطوم وبحري وأم درمان، وهي المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، إن قتالاً عنيفاً اندلع منذ مساء أمس الأول حتى يوم أمس. كما أشار الشهود إلى زيادة حادة في أعمال العنف في الأيام الأخيرة في «نيالا»، أكبر مدن إقليم دارفور غرب البلاد. كما اندلع قتال عنيف في محيط مدينة «الفاشر»، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تقول الأمم المتحدة، إنه يتعذر على العاملين في مجال الإغاثة الوصول إليها. وفي مدينة «الجنينة» التي شهدت انقطاعاً كاملاً تقريباً في شبكات الاتصالات وإمدادات المساعدات في الأسابيع الأخيرة، أدت الهجمات إلى فرار عشرات الآلاف عبر الحدود إلى تشاد. ودعت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، أمس الأول، لإنشاء ممر آمن للفارين من «الجنينة» ومساعدة عمال الإغاثة في الوصول إليها بعد ورود تقارير عن عمليات إعدام لأشخاص دون محاكمتهم واستمرار انتشار خطاب الكراهية. وفي السياق، قالت إيمان الطرابلسي المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، إن الوضع الإنساني في السودان مقلق جداً ويتجه إلى تحول كارثي، مشيرةً إلى أنه بالإضافة للخسائر البشرية الكبيرة، أثرت الاشتباكات على كل القطاعات الحيوية، وعدم قدرة السكان على الحصول على أبسط الخدمات كالمياه والكهرباء والصحة. وأوضحت الطرابلسي، أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون للإغاثة والخدمات ارتفع من 15.8 مليون في نوفمبر 2022 إلى 24.7 مليون في مايو 2023، وأن الضرر الذي لحق بالبنية التحتية الأساسية يتزامن مع بطء العمليات الإنسانية، خاصة وأن الأوضاع في السودان كانت بالفعل متدهورة حتى قبل بداية الأزمة مما تسبب في أزمة نزوح داخلي لحوالي 3.7 مليون شخص وأكثر من مليون لاجئ من دول مجاورة، مما يفرض تحديات إضافية. وكشفت الطرابلسي عن أن الانهيار الوشيك لقطاع الصحة من بين أكثر السيناريوهات خطورة. وتشير الإحصاءات الأممية إلى أن أقل من 20 % من المنشآت بالسودان حالياً خارج إطار الخدمة، لعدم توافر الأدوية والأجهزة وانقطاع المياه والكهرباء، ويعد عدم توفر الكوادر الطبية بالشكل الكافي من أهم تحديات القطاع في الوقت الراهن بجانب أن الأطباء والممرضين والمسعفين غير قادرين على الوصول إلى أماكن عملهم. احتياجات هائلة أشارت المسؤولة الأممية إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تركز على مواصلة دعم قطاع الصحة الذي يتطلب احتياجات هائلة وتحاول تغطية جزء منها لعدم توافر الضمانات الأمنية لتتمكن الفرق من تكثيف التدخل الميداني وتوزيع مواد الإغاثة والإنقاذ، مشيرةً إلى أن الفرق استطاعت توزيع الإمدادات على مستشفيات الخرطوم، بالتعاون مع الهلال الأحمر السوداني ووزارة الصحة. وفي 6 مايو الماضي، بدأت السعودية والولايات المتحدة في رعاية محادثات بين القوات المسلحة والدعم السريع، أسفرت عن أكثر من هدنة جرى خرقها، ما دفع البلدان إلى تعليق المفاوضات. وخلَّف القتال أكثر من 3 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، بالإضافة إلى 2.5 مليون نازح داخل البلاد وخارجها، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة السودانية والأمم المتحدة.

مشاركة :