ترى الدوائر السياسية في الغرب، أن تمرد رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني برغوجين، انتهى.. ولكن مشاكل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لم تنته.. وبات واضحا أن العواصم الغربية الكبرى (واشنطن ولندن وباريس وبرلبن)، تركز اهتمامها على مستقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومن بعده مستقبل روسيا الاتحادبة.. وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، بأن التمرد الذي استمر على مدار 24 ساعة في روسيا يثير أسئلة عميقة، ويظهر تصدعات حقيقية.. بينما تشير صحيفة «الغارديان» البريطانية، إلى أن عواقب هذا التمرد سيتردد صداها في روسيا وخارجها.. ويقول خبراء روس إن بوتين لا يبدو قويا، بل مصابا بكدمات شديدة.. وكتبت المحللة الروسية البارزة، تاتيانا ستانوفايا، على تليغرام. «لذلك، فإن هذه القصة برمتها هي أيضا ضربة لمواقف بوتين». بوتين لم يخرج من أحداث السبت بصورة تنم عن القوة الدوائر السياسياسية الغربية.. رصدت تردد بوتين.. وتمتع برغوجين بإقامة هادئة في بيلا روس، بعد أن تم إسقاط تهمة التمرد المسلح ضده.. وذكر موقع RTVI الإخباري الروسي بعد ظهر الأحد، أن المسؤول الصحفي لبريغوجين قال إنه سيرد على أسئلة وسائل الإعلام «عندما تكون لديه وسائل اتصال عادية».. ومن جانب آخر، لم يظهر الرئيس بوتين علنا منذ خطابه التليفزيوني الذي ألقاه صباح السبت لإدانة التمرد. ويقول ستيف روزنبرغ، المدير التحريري للشؤون الروسية في شبكة «بي بي سي» في موسكو، إن بوتين لم يخرج من أحداث السبت بصورة تنم عن القوة، بينما تمكنت مجموعة فاغنر من السيطرة على منشآت عسكرية في مدينة روسية كبيرة بسهولة على ما يبدو، ثم توغلت شمالا باتجاه موسكو. الصراع الأوسع داخل النخبة يكمن في الخلفية وتشيرصحيفة «الغارديان» البريطانية، إلى أن يفغيني بريغوجين، قد ألغى تقدم قواته باتجاه موسكو يوم السبت الماضي بشكل مفاجئ، كما كان قد بدأ تمرده في اليوم السابق بشكل مفاجىء أيضا،. لكن التمرد المسلح لمجموعة فاغنر، على الرغم من أنه لم يدم طويلا، أضعف فلاديمير بوتين في عيون النخبة والروس العاديين على حد سواء، حسب الصحيفة. وكتبت الصحيفة: بينما تبدو انتفاضة بريغوجين بمثابة عمل يائس لمنع اندماج جيشه الخاص في القوات النظامية، يتساءل البعض عما إذا كان الصراع الأوسع داخل النخبة يكمن في الخلفية. تمرد بريغوجين انتهى..وتداعياته بدأت في الظهور وتابعت «الغاردبيان»، زعم بريغوجين أنه تراجع عن تمرده لمنع إراقة الدماء، وهو الأمر الذي أثار الدهشة،. ومن المفترض أنه أدرك أنه لا يستطيع حشد الدعم الكافي. لكنه لم يعاقب – حتى الآن – وقيل إنه سيذهب إلى بيلاروسيا التي نجح زعيمها، ألكسندر لوكاشينكو، في التوصل للصفقة التي أنهت التمرد..وبحسب ما ورد سيتم العفو عن مقاتلي فاغنر الذين دعموا التمرد، بينما اندمج الآخرون في الجيش النظامي كما هو مخطط. واعتبرت الغارديان أن الصفقة وبقاء بريغوجين دون عقاب يرمزان إلى ضعف بوتين. واختتمت الصحيفة: «بينما يبدو أن تمرد بريغوجين قد انتهى، إلا أن تداعياته بدأت للتو في الظهور».
مشاركة :