سلطات جنوب إفريقيا تكشف سر الأفاعي قاتلة الكلاب

  • 6/26/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قبع الكلب “زارزا” وهو من نوع ستافوردشاير بول داخل مستشفى للحيوانات في جنوب إفريقيا بعدما لدغته كوبرا موزمبيقية في فمه. ومع أنّ سم الثعبان القوي يوقف عمل العضلات المسؤولة عن التنفس، تُعالَج لدغات مماثلة بأمصال تحوي أجساماً مُضادة. لكنّ الأطباء البيطريين في جنوب إفريقيا يشيرون إلى أنّ المشكلة راهناً تكمن في النقص الذي يطال هذه الأمصال. ويقول الطبيب البيطري في مستشفى فالي فارم أنيمل في بريتوريا حيث عولج “زارزا” لكنّه نفق، “نَفدت منذ أشهر مضادات السموم لدينا”. ويلفت الأطباء البيطريون والمتخصصون في الأفاعي إلى أنّ النقص بدأ يتفاقم في نهاية العام الفائت، مع أنّ السلطات تنفي وجود أي مشكلة. وتؤكد “ناشونال هيلث لابراتوري سيرفيس”، وهي هيئة حكومية مسؤولة عن إنتاج مضادات السموم، في حديث إلى وكالة فرانس برس، أنّ “مضادات لدغات الأفاعي متوفرة في البلاد”. إلا أنّ الخبراء في هذا المجال لا يوافقونها الرأي. – نقص في مختلف أنحاء البلاد  وكانت مجموعة من المتخصصين في علاج لدغات الأفاعي ناشدت في أبريل/نيسان وزير الصحة التحرك بشأن ما وصفوه بـ”الخطر الصحي الكبير”. ومع أنّ المشاكل في الإمداد تتقلص في بعض الأماكن، يقول الأطباء البيطريون إنهم ما زالوا يواجهون مشكلة. ويشير المتخصص في الزواحف والبرمائيات يوهان مارياس الذي يرأس معهد “ذي أفريكن سنايك بايت”، إلى أنّ المستشفيات التي تعالج البشر هي أولوية عندما تتوفر أي جرعات جديدة. ويقول مارياس البالغ 65 عاماً “في الوقت الراهن، إذا كنت طبيباً بيطرياً تعجز عن الحصول على مضادات سموم”. ويشير من مقره في بريتوريا إلى أنه يتلقى ما يصل إلى 12 مكالمة يومياً من بيطريين يائسين وأصحاب الكلاب يبحثون عن مضادات. ويقول مارياس “إذا تعرض كلبك للدغة أفعى خطرة، فيُحتَمَل أن ينفق”. ويشير آلان كلوك من جمعية “ساوث أفريكن فيتيريناري أسوسييشن” إلى وجود “نقص في المضادات بجنوب افريقيا”، إذ يعجز الأطباء البيطريون عن الحصول على الأمصال التي يحتاجونها. – دماء الأحصنة وسموم الكوبرا  وتضم جنوب إفريقيا نحو 160 نوعاً من الثعابين، عدد كبير منها سامّ. وتنتج شركة “ساوث أفريكن فاكسين بروديوسرز” التابعة لهيئة “ناشونال هيلث لابراتوري سيرفيس” والجهة الوحيدة التي تُصنّع مضادات السموم الوحيد في البلاد، نوعين من المضادات. ويعالج أحد المضادين لدغات من 10 أنواع ثعابين بينها كيب كوبرا وأفعى النفث والمامبا الخضراء، بينما يوفر المضاد الثاني علاجات من لدغات ثعابين البومسلانغ. ويؤكد مايك بيري من شركة “أفريكن ريبتيلز أند فينوم” المتخصصة في استخراج السموم في سنتوريون خارج جوهانسبرغ، والتي تضم نحو 900 ثعبان داخل أقفاص زجاجية صغيرة، أن إنتاج المضادات عملية شاقة. ويوضح أن فريقه يجبر الزواحف على بصق سمومها من خلال دفعها لعضّ أوعية زجاجية. ثم تُحقن خيول بكميات صغيرة من السموم، مما يجعلها تتمتع بمناعة مع الوقت. ثم تُجمَع البلازما الخاصة بها وتُعالَج لتصنيع الأمصال. إلا أنّ هذه العملية تتطلب تبريداً مستمراً، ويُعزى التأخير في الإنتاج إلى أزمة الطاقة التي تواجهها جنوب إفريقيا وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي بصورة متكررة. وكانت “ناشونال هيلث لابراتوري سيرفيس” أكدت في أبريل/نيسان، أنّ عملية إنتاج مضادات السموم تتطلب “مصدر طاقة ثابتاً ويمكن الاعتماد عليه”، مشيرةً إلى أنّ الاستخدام المستمر للمولدات أثناء انقطاع الكهرباء يؤدي إلى توقف الإنتاج ويؤثر على المخزون، مما يدفع الشركة للاستثمار في أنظمة الطاقة الاحتياطية والطاقة المتجددة. – “آخر مصل”  وقد أعلنت “ناشونال هيلث لابراتوري سيرفيس” أخيراً أنها زادت الكميات التي تُصنّعها في الأشهر الأخيرة. ومنذ كانون الثاني/يناير، سلّمت الشركة مضادات سموم إلى أكثر من 230 مؤسسة، بينها مستشفيات وعيادات بيطرية، وسدّت مختلف الطلبات باستثناء “تأخرات صغيرة” تطال مستودعاً إقليمياً. لكن دي كوك الذي تعمل عيادته البيطرية في مقاطعة مختلفة، لم يتلق أي شحنات منذ ديسمبر/كانون الأول. وكان يستخدم لفترة من الزمن جرعات منتهية الصلاحية من مستشفيات أخرى، إلا أن كمياتها نفذت أيضاً. وعالج المستشفى خلال الأشهر الثلاثة الفائت 25 كلباً تعرضت للدغات أفاع. ومن بين الكلاب السادسة عشر التي تلقت مضادات سموم منتهية الصلاحية، لم ينج سوى كلب واحد منها، بينما نفقت ستة من التسعة التي لم تُعالَج بمضادات. وكان الكلب “زارزا” من بين هذه الحيوانات، إذ نفق في مايو/أيار بعدما وُضع ليومين على جهاز تنفس اصطناعي. ويقول دي كوك (53 عاماً) “تفعل كل ما بوسعك ولكن ما تحتاجه فعلاً هو مضادات سموم، لكن ليس لديك أي منها”. وكان يأمل في أن يحظى براحة خلال أشهر الشتاء في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، عندما تكون الثعابين أقل نشاطاً.

مشاركة :