يعد خالد حسيني الكاتب والطبيب الأفغاني الحاصل على الجنسية الأمريكية من الروائيين الذين حققوا حضوراً في عالم الرواية، فروايته الأولى عداء الطائرة الورقية تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لمدة 4 أسابيع. أما روايته الثانية ألف شمس ساطعة تصدرت قائمة صحيفة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعاً لمدة 21 أسبوعا و49 أسبوعا لأفضل غلاف فني. وصلت مبيعات كلتا الروايتين إلى 38 مليون نسخة على الصعيد الدولي. في هذا الحوار يتحدث عن روايته "عداء الطائرة الورقية" والتي تدور أحداثها في أفغانستان، منذ سقوط النظام الملكي وحتى انهيار نظام طالبان، وفي منطقة خليج سان فرانسيسكو، وتحديدا في فريمونت، كاليفورنيا. مواضيعها تتضمن العديد من التوترات العرقية بين البشتون والهزارة في أفغانستان. وكيف خطرت له فكرة الرواية وكيف حولها من قصة قصيرة إلى رواية, ومن ثم إلى رواية مصورة وفيلم سينمائي. * نظرا للنجاح الذي حققته "عداء الطائرة الورقية" كرواية، لماذا قررت أن تصدرها كرواية مصورة؟ - لقد قمت بذلك بإيعاز من الناشر الإيطالي "بيمي"، لقد كانت فكرتهم. لكنها في الحقيقة لفتت نظري كمحب للرواية المصورة منذ الطفولة. شعرت أيضا أن من شأن "عداء الطائرة الورقية" كقصة أن تقدم نفسها للرواية البصرية كرواية مصورة. أنا أؤمن حقا بأعمال "فابيو كيلوني". لا يجلب فقط للحياة بشكل واضح الجبال والبازارات ومدينة "كابول" ونفس السماء المنقطة بالطائرة الورقية، وإنما أيضا الكثير من لحظات النضال والصراع والارتفاعات والانخفاضات العاطفية في رحلة أمير. * كان إصدارها كرواية مصورة مشابها لتجربتك في تحويلها لفيلم؟ هل كنت تحول أفكارك إلى صور؟ - نعم، ما عدا التي تخيلها "فابيو كيلوني" فضلت أن أدعه يأخذ زمام المبادرة. تبادلت مع فابيو رسالة بريد إلكتروني أو اثنتين وأنا أنوي أن أخرج من الطريق وأسمح لموهبته الفنية أن تتولى المسؤولية. أرسل لي الصفحات كما صدرت بالأبيض والأسود وبعض النماذج الملونة أيضا، لقد كان من الممتع حقا أن أرى الرسومات وأرى القصة تتشكل بصريا. * لنعود إلى التفكير بكتابة "عداء الطائرة الورقية" ماذا كانت تشبه؟ هل كنت قد كتبت الكثير بوصولك إلى تلك المرحلة؟ - على الرغم من أن "عداء الطائرة الورقية" كانت أول رواية كاملة لي، إلا أني كنت أكتب على نحو متقطع معظم حياتي، كانت قصصا قصيرة في المقام الأول، ولنفسي بالأساس. تجربة كتابة "عداء الطائرة الورقية" واحدة من التجارب التي دائما ما تعيدني إلى الوراء بولع. ثمة طاقة ورومانسية في كتابة الرواية التي لن تتكرر مرة أخرى أبدا. لقد استوعبت تماما ذلك العالم كما كنت أكتب الكتاب وأرى الصفحات الأخيرة من المخطوطة تئز خارجة من الطابعة كان شعورا خاصا جدا. * من أين جاءت هذه القصة؟ من أين استلهمتها؟ - في أوائل عام 1999م كنت أتابع التلفاز فوقعت على قصة تدور أحداثها في أفغانستان. كانت القصة عن "طالبان" والقيود التي فرضوها على الشعب الأفغاني وبالأخص على النساء. في مرحلة ما من القصة كان ثمة إشارة عارضة لطالبان بأنهم حظروا لعبة القتال بالطائرات الورقية. ضربت هذه الحكاية على وتر حساس في داخلي، وكنت قد نشأت في "كابول" ألعب في الطائرة الورقية مع أصدقائي. إنها واحدة من الذكريات التي دفعتني للنمو. لذا وجدت نفسي جالسا أمام الكمبيوتر، وظننت أنني سأكتب قصة بسيطة عن حنين طفلين وحبهم للقتال بالطائرات الورقية. لكن للقصص إرادتها الخاصة، وتبين أن هذه القصة ستكون قصة مظلمة عن الخيانة والفقد والندم.القصة القصيرة التي كانت في حوالي 25 صفحة طويلة مكثت ما يقارب بضع سنوات. وفي مارس لعام 2001م أعدت النظر بالقصة القصيرة فظننت أنها لن تنجح كقصة قصيرة وربما ستكون أفضل لو كانت أطول. جاءت الرواية باعتبارها امتدادا لهذا. قصة قصيرة غير منشورة. * بالنسبة لمن لا يعرفون.. أنت درست الطب ومارسته لسنوات عدة. ما الذي جعلك تقرر أن تغير مسار مهنتك إلى الكتابة؟ - لم أكن أخطط لذلك. استمررت حتى بعد نشر "عداء الطائرة الورقية" بممارسة الطب لثمانية عشر شهرا أخرى. لكنني دائما كنت أشعر بحب للكتابة ووجدت الدافع القوي لممارستها. تفرغت في عام 2004م لمدة عام واحد لأنهي روايتي الثانية "ألف شمس مشرقة". وفي نهاية ذلك العام، لم أكن قد انتهيت من كتابي. وأثر ذلك علي بأن أستقيل من عملي. ففعلت. ولم أعد أبدا. بذلك الوقت أصبحت "عداء الطائرة الورقية" رواية ناجحة جدا ووجدت نفسي في موقف أحلم به دائما طوال حياتي، وهو أن أكسب قوتي من الكتابة. * صدرت بالفعل روايتك الثانية "ألف شمس مشرقة" لذا ما هو العمل التالي؟ - أعمل الآن على رواية أخرى. ولكن أفضل ألا أتحدث عنها كثيرًا، كلما تحدثت عنها أقل، كلما كان ذلك أفضل للكتابة. * أية إضافة؟ - بدأت بتأسيس مؤسسة تدعى "مؤسسة خالد حسيني" مهمتها مساعدة الفئات الأكثر ضعفا في أفغانستان. لذا سيكون التركيز على النساء والأطفال واللاجئين المشردين، ومعظمهم في الواقع من النساء والأطفال. حتى الآن الجزء الأكبر من جهودنا تركز على بناء ملاجئ دائمة للاجئين العائدين الذين بلا مأوى ويعيشون في العراء في منازل مؤقتة. هذه منطقة بحاجة للمساعدة العاجلة، والظروف الطبيعية في أفغانستان قاسية جدا. بفصول الصيف شديدة الحرارة والشتاءات القارسة. ندعم أيضا صناديق المشروعات التي تجلب فرص العمل والرعاية الصحية والتعليم للنساء والأطفال. بالإضافة إلى ذلك فإننا نعطي منحا دراسية للنساء لمواصلة التعليم العالي في أفغانستان.
مشاركة :