التعليم.. حلم طال انتظاره ومشكلات تحتاج حلاً

  • 2/27/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تطوير المنهج التعليمي الحلم الذي ينتظره كل تربوي أو ولي أمر يؤمن تماماً بأن التعليم هو بؤرة التغيير الاجتماعي والاقتصادي لكل الأمم، وبالفعل كان تطوير التعليم هو حجر الأساس لانتقال دولة زراعية محدودة الدخل مثل ماليزيا إلى دولة تسمى الآن معجزة شرق آسيا بسبب النمو الاقتصادي الهائل خلال ثلاثة عقود حيث قامت بتوظيف التعليم في عمليات الحراك الاقتصادي تحت شعار ازرع تعليماً قوياً، تحصد اقتصاداً قوياً. أي وزير تعليم سعودي يحمل عبئاً كبيراً لا يعرفه إلا من يرى ويتابع باستمرار مشاكل المنهج التعليمي وسير العملية التعليمية وضعف الأداء من قبل الكوادر التعليمية، إضافة لما يرثه من مشاكل هذه الوزارة عمن سبقه والتي تراكمت على مدى طويل، ابتداءً بالمباني المدرسية، مروراً بحركة النقل وانتهاءً بتكدس خريجي الجامعات من حملة الدبلوم التربوي عاما بعد عام. بعد الجريمة المؤسفة في جازان يخرج تسجيل يحرك الرأي العام، خلال الأسبوع الفارط، لمعلم بإحدى مدارس الموهوبين في مدينة جدة، يضرب أحد طلابه بشكل مهين، والمؤسف أكثر هو تعودنا على هذه المقاطع المسربة بشكل سنوي، حيث لم تطبق إجراءات سريعة للوقاية من تكرار عنف المعلم أو تأديب الطلاب المستفزين في الفصل الدراسي من خلال قوانين واضحة للطلاب وأولياء أمورهم.. التسجيل أثار الجدل حول صلاحيات المعلم وحقوقه وكرامة الطلاب وسوء التعامل التربوي، فرأى البعض الحق مع المعلم لسوء سلوك بعض الطلبة وسخط البعض على العنف ضد الطالب، والصحيح أن العنف يضر بالعمل التربوي ويؤثر سلباً على المجتمع، وليس هناك عذر مقبول في تعامل المعلم العنيف مهما كان سلوك الطالب، وهو ملزم بآلية تربوية محددة لضبط أي سلوك سيئ. وفي قرار جيد جداً أصدرته وزارة التعليم؛ عقب جريمة مركز تعليم الداير في جازان إضافة لحادث ضرب الطالب، بتطبيق قرار الفحص النفسي للمعلمين الجدد واشتراط تجديد الرخص بنفس الإجراءات، خلال الأعوام القادمة، كان قراراً موفقاً وحكيماً رغم تأخره ، ورغم حساسية هذا الميدان وتأثيره على كل المجالات الأخرى، لكن القرار ولد ليجد المحتجين بقوة عليه، ما تسبب في اختراق حساب الوزير العيسى على تويتر خلال نفس اليوم، وتدوين تغريدات مطالبة بحل مشاكل التعليم قبل الشروع في تطويره، ووصف المخترق قرار شرط اجتياز الصحة النفسية بأنه إجراء غير عادل هدفه تقليل عدد المرشحين للوظائف التعليمية التربوية، لكن هل سينظر المخترق وكل من يتبنون رأيه للقرار بهذا الشكل في حال رؤية أطفالهم يتعرضون للضرب داخل المدارس وأمام أصدقائهم؟ أو ماذا لو فوجئتم في مكاتبكم بزميل عمل يحمل السلاح ويطلق الرصاص العشوائي؟ إن تجاوز المصالح الشخصية والنظر بعيداً لهدف مثل هذا القرار هو وعي كبير لابد أن يدرك، ومشاكل التعليم الحالية التي يقترح البعض حلها أولاً هي انعكاس لتأخر وتعثر تطوير العملية التعليمية، ولا يزال المأمول من الوزير العيسى أكبر في تحقيق هذ الإنجاز الوطني وتطوير العمل التربوي التعليمي حتى يصل به لمشروع اقتصادي وطني ينتج أجيالا تعيد للوطن أضعاف ما ينفق من مليارات لإعدادها بالمعرفة والمهارة والتوجهات النفسية والأيدلوجية الصحيحة.

مشاركة :