في متحف موقع جينشا، استحوذت ثلاث قطع أثرية برونزية تبدو عادية من فترة الممالك المتحاربة (475 قبل الميلاد-221 قبل الميلاد) وتحمل نقوشا لاسم “تشنغدو”، استحوذت على انتباه الكثيرين. وتظهر النقوش الموجودة على القطع الأثرية الثلاث المذكورة أن اسم “تشنغدو”، حاضرة مقاطعة سيتشوان حاليا، قد استمر لأكثر من ألفي عام تاريخيا. وتظهر الطبيعة مكافأتها المذهلة لصالح المدينة باسم حُفر في التاريخ، حيث احتضن سهل تشنغدو، الذي طالما أشيد به باعتباره “أرض النماء”، حضارة شو العريقة الرائعة التي تعرض روعتها عدة مواقع أثرية مثل موقع سانشينغدوي وموقع جينشا. وفي الوقت الحاضر، يمكن للناس في جميع أنحاء العالم أن يشاهدوا بقايا هذه الحضارة في المتاحف والتراث الثقافي، مثل الحلية الذهبية “الشمس والطيور الخالدة” المكتشفة في موقع جينشا، والتي تم دمجها بعمق مع الحضارة الحديثة والحياة الحضرية. وفي هذا الصيف، ستقام دورة الألعاب الجامعية العالمية الصيفية الـ31 التابعة للاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، في مدينة تشنغدو، حيث يضم الاستاد الرئيسي نموذجا للحلية الذهبية في الجزء العلوي من مبنى الاستاد. ومن المتوقع أن يجتمع الرياضيون الجامعيون من جميع أنحاء العالم تحت أنظار “الطيور الخالدة”. وفي هذا السياق؛ قال تشو تشانغ يي، مدير المتحف: “على الرغم من أن الحلية الذهبية هي قطعة أثرية ترجع إلى 3000 عام خلت، إلا أنها تجسد تقديس الشعب الصيني للنور وترمز إلى الحرية والجمال والوحدة والتقدم. وإن هذا يتماشى مع روح الرياضة الحديثة”. ومع استفادتها من التنمية السريعة للزراعة في السهل الخصب، تطورت مدينة تشنغدو تدريجيا إلى مدينة تجارية، حيث وصف دو فو، الشاعر العظيم في عهد أسرة تانغ الإمبراطورية (618-907)، المدينة وصفا بليغا قائلا إنها “مدينة صاخبة شهيرة” تمسك بتلابيب ازدهارها وحيويتها. وخلال عهد أسرتي سوي و تانغ الإمبراطوريتين (581-907)، وقفت تشنغدو بين أشهر المدن التجارية في الصين، ووصلت إلى مستويات غير عادية من الازدهار. وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى شهرة حرير “شو” في تشنغدو (شوجين)، حيث كان أحد أبرز السلع على طول طريق الحرير. كما أنه أصل لقب المدينة، “مدينة الديباج”. وصورت وثيقة من فترة الأسر الخمس والممالك العشر (907-979) مشهد التجار الغربيين الذين يبيعون حرير “شو” على طريق الحرير. وكدليل على التراث الغني للمدينة، فإن دمج المهارة الحرفية التقليدية لصنع حرير “شو” مع تصميم حديث في أشرطة ميداليات الألعاب القادمة سيكون بمثابة تجسيد ملموس للتراث الثقافي لمدينة تشنغدو، والذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين.