إن أول الطرق العلاجية لكل حالات الصدفية هو بالترطيب المكثف مرتين باليوم وتجنب التعرض لأشعة الشمس والاحتكاكات التي تزيد من هيجان المنطقة المصابة. ويتم علاج الحالات الخفيفة والمتوسطة الشدة من الإصابة بمجموعة من المراهم أو الكريمات الموضعية مثل أدوية الكورتيزونات التي تعمل على تخفيف حدة الالتهاب وتثبيط ردة الفعل المناعية، تتواجد مراهم الكورتيزون بنسب تركيز مختلفة ومنه الموميتازون (متوسط الشدة) والبيتاميثازون (عالي الشدة)، توضع مرتين باليوم ويتم إنقاص الجرعة تدريجياً بحسب مدى الاستجابة لها، وعادة يتم استخدامها لمدة 4 أسابيع فقط وذلك لتفادي حدوث ظاهرة عدم الاستجابة لمفعولها بالرغم من استخدام جرعات عالية، وتحدث هذه الظاهرة جراء الاستخدام المطول لها، تحديدا مع الكورتيزونات عالية الشدة. إضافة إلى الكورتيزونات، تستخدم كريمات فيتامين (د) مثل الكالسيبوترايين لمدة قصيرة وذلك للحد من انقسام وتكاثر خلايا الكيراتين، وقد تسبب هذه الأدوية شيئا من الجفاف والحكة، إلا أنها بشكل عام آمنة، وبالرغم من قصر مدة وصولها إلى الدم، إلا أن الدراسات أثبتت فعاليتها في بقاء حالة التحسن فترة أطول مقارنة بالكورتيزونات، أما كريمات الريتينويدز مثل ال (تازاروتين) وهي أحد الأدوية التي تنظم عملية تكون خلايا الكيراتين فتستخدم مرة واحدة يوميا، ولكنها محظورة تماماً عن الاستخدام لدى الحوامل وذلك لخطرها على الجنين، آخر أنواع الأدوية الموضعية هي مجموعة مثبطات الكالسينيورين والمعروفة باسم (تاكروليموس) والتي تستخدم كمحفز لفعالية الكورتيزونات، ومن المتوقع أن يستخدم مريض الصدفية مجموعة من هذه المراهم مجتمعة حيث تكون فعاليتها أكبر. أما في حالات الصدفية الشديدة يتم استخدام خيارات علاجية أخرى، أولها بالعلاج الضوئي والذي أثبتت الدراسات فعاليته الكبيرة، بالإضافة إلى ذلك يتم اللجوء إلى مثبطات مناعية تؤخذ على شكل حقن وريدية أو إبر عضلية أو حبوب بالفم، أشهرها الميثوتريكسيت والذي يعطى أسبوعياً ويتطلب تحاليل دورية لوظائف الكبد والكلى وحالة الدم لمتابعة الأعراض الجانبية التي قد تحدث معه، ويتم صرف دواء الفوليك أسيد لكل مريض يستخدم المثوتركسيت وذلك لتفادي أعراضه الجانبية، ويمنع هذا الدواء عن الحوامل منعا باتا لخطره على الجنين، أما الخيار الآخر وهو السيكلوسبورين، يعد أكثر أماناً لاستخدامه عند المرأة الحامل، إلا أنه يحتاج إلى متابعة لضغط الدم ووظائف الكلى وبعض الأملاح مثل الماجنيزيوم والبوتاسيوم. ظهرت في الآونة الأخيرة بعض العلاجات البيولوجية الفعالة جداً والتي تستخدم في حالات الصدفية الشديدة ولكنها تحتاج إلى فحوصات مبدئية لوظائف الكبد قبل وصفها، كما يجب التأكد من أن المريض غير حامل لبكتيريا السل، وبعد وصفها يتم متابعة المريض وأي ظهور لمشاكل في القلب أو التهابات متكررة وغيرها، كما يجب إعلام المريض بضرورة تفادي أنواع معينة من التطعيمات الحيوية حتى لا يتم تنشيط أي نوع من الفيروسات المُطَعَم ضدها، احدى مزايا هذه المجموعة أنها آمنة للاستخدام لدى الحوامل، وتتلخص هذه الأدوية في مجموعتين: أولها مجموعة مثبطات ال تي-إن-إف مثل (إتانرسيبت، أداليموماب، إنفلكسيماب) وهي عبارة عن حقن وريدية أو إبر تعطى تحت الجلد على فترات أسبوعية تختلف من دواء لآخر، أما المجموعة الأخرى فهي معاكسات الإنترليوكين والتي يقع تحتها دواء الأوستكينوماب الذي يُعطى على 3 جرعات في فترات أسبوعية معتمدة ويعتمد في إعطائه على وزن المريض. في حال ظهور أعراض غير طبيعية على حالة الجلد، تحديداً لدى الأشخاص المعروفين بوجود الصدفية في التاريخ العائلي، فينصح بزيارة الطبيب المختص فوراً ليتم معالجة الحالة بأفضل الخيارات العلاجية. * قطاع الرعاية الصيدلية
مشاركة :