صعدت العقود الآجلة لمزيج "برنت" العالمي أمس متجاوزة مستوى 36 دولارا للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ مطلع شباط (فبراير) الجاري مع قيام المتعاملين بغلق المراكز المدينة، وبدعم من تراجع مخزونات البنزين في الولايات المتحدة. وبحسب "رويترز"، فقد سجل "برنت" 36.04 دولار للبرميل، مرتفعا بمقدار 75 سنتا عن سعر الإغلاق السابق، بعد أن هبط السعر في وقت سابق من الجلسة إلى 34.73 دولار للبرميل. كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 68 سنتا إلى 33.75 دولار للبرميل بعد أن نزلت إلى 32.76 دولار. وعزا المتعاملون الصعود إلى تغطية المستثمرين مراكزهم المالية قبل حلول أجل عقد "برنت" الأسبوع الحالي، وإلى الطلب القوي على البنزين في الولايات المتحدة. وقالت فياني لاين، محللة سوق النفط في بنك أستراليا الوطني، إن ارتفاع الطلب على البنزين ينبئ بإمكانية أن يشجع انخفاض أسعار الخام على زيادة استهلاك هذا المنتج، كما أن هناك ثمة توقعات بازدياد الطلب على وقود الطائرات في آسيا. ولا تزال سوق النفط تعاني تخمة المعروض وتكهنات بتباطؤ نمو الطلب على الخام، إضافة إلى الشكوك التي تحيط باتفاق تجميد الإنتاج بين روسيا والسعودية وفنزويلا وقطر. وأكدت فنزويلا أن اجتماعا لمنتجي النفط سيعقد في منتصف آذار (مارس) يضم روسيا والسعودية وقطر، في إطار السعي لإعادة الاستقرار إلى أسعار الخام التي هبطت بنسبة 70 في المائة على مدى 20 شهرا. وتشارك الدول الأربع في مسعى لجعل منتجي النفط في منظمة "أوبك" وخارجها يجمدون الإنتاج عند مستويات كانون الثاني (يناير)، وتتعلق الآمال باجتماع آذار (مارس) وبحضور نحو عشرة منتجين في "أوبك" وخارجها لبحث آليات دعم السوق ووقف نزيف الأسعار ومعالجة قضية الاستثمارات المجمدة وإفلاس الشركات النفطية. وتأثرت السوق النفطية بشكل خاص بارتفاع مستوى المخزونات النفطية واستمرار تخمة المعروض وتزايد الشكوك حول تعافي مستويات الطلب العالمي، نتيجة التباطؤ الاقتصادي وانكماش اقتصاديات عديد من الدول الصناعية الكبرى. وفي إشارة إلى فائض الإمدادات أظهرت بيانات من وزارة الطاقة الأمريكية، أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة زادت بواقع 3.5 مليون برميل الأسبوع الماضي لتصل إلى ذروة غير مسبوقة فوق 507 ملايين برميل، ما ضغط على العقود الآجلة للخام. وفي منطقة ساحل الخليج ارتفعت المخزونات إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1990 على الأقل، في أعقاب انخفاض في معدلات تشغيل مصافي التكرير من تكساس إلى فيلادلفيا استجابة لهبوط هوامش الأرباح. وزادت مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج في أوكلاهوما 333 ألف برميل، وانخفض استهلاك مصافي التكرير من النفط الخام بمقدار 163 ألف برميل يوميا مع هبوط معدلات التشغيل نقطة مئوية واحدة. وهبطت مخزونات البنزين 2.2 مليون برميل لتصل إلى 256.5 مليون برميل، في حين كانت توقعات محللين في استطلاع تشير إلى انخفاض قدره مليون برميل، ويرجع هذا الانخفاض في مخزونات البنزين ــ وهو أول هبوط منذ أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) ــ إلى تقليص مصافي تكرير الإنتاج. لكن مخزونات البنزين في منطقة الساحل الشرقي قفزت 1.8 مليون برميل إلى 72.2 مليون برميل، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 1990 على الأقل، وقفزت مخزونات البنزين في منطقة ساحل الخليج الأمريكي أيضا إلى أعلى مستوى مسجل مع ارتفاعها 4.4 مليون برميل لتصل إلى 255.6 مليون برميل. وأظهرت البيانات هبوط مخزونات نواتج التقطير ــ التي تشمل وقود الديزل وزيت التدفئة ــ بمقدار 1.7 مليون برميل، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض قدره 711 ألف برميل. وتراجعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي 117 ألف برميل يوميا إلى 7.4 مليون برميل يوميا، وانخفضت أسعار النفط بأكثر من 15 في المائة منذ مطلع هذا العام بفعل الارتفاع القياسي لمخزونات النفط الأمريكي، إضافة إلى توقعات بزيادة صادرات إيران بعد رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها. يأتي هذا فيما تراجع مخزون النفط الخام لدى الصين ثاني أكبر مستهلك للخام بعد الولايات المتحدة بنسبة 3.65 في المائة خلال الشهر الماضي مقارنة بالشهر السابق، وأظهرت البيانات وصول واردات الصين من النفط الخام خلال الشهر الماضي إلى 26.59 مليون طن بانخفاض نسبته 19.28 في المائة عن الشهر السابق، وارتفع مخزون البنزين لدى الصين خلال الشهر الماضي بنسبة 1.38 في المائة بسبب تراجع الإنفاق الاستهلاكي نتيجة تباطؤ الأداء الاقتصادي وارتفاع أسعار الوقود.
مشاركة :